Ad

قد يبدو وكأنه شيء من الخيال العلمي ، ولكن الجمع بين الحمض النووي البشري والحيواني ليس خيال ولا بالمستقبل البعيد. إنه شيء فعله العلماء بالفعل عدة مرات -وهو يجبرنا على طرح الأسئلة الأخلاقية التي لم نعتقد أبدًا أنه سيتعين علينا مراعاتها. وفقا للعلماء، فإن الحيوانات البشرية التي خلقوها لن تفعل شيئا سوى الخير. فهي طفرة علمية ستسمح لنا بإجراء تجارب وإجراءات طبية على شيء يعتبرونه  أقل من الإنسان. لكننا لم نقرر بعد أين سيتم رسم الخط الفاصل بين الإنسان والحيوان. تلك 9تجارب تهجين بين الإنسان والحيوان، تكاد تقترب من تخليق وتطويرهجين حقيقي نصف بشري ونصف حيواني.

9- هجين الشمبانزي البشري

قد كادت الصين أن تصنع أول عقود هجينة في وقت سابق. ففي عام 1967، اقتربوا من تخليق هجين من الشمبانزي البشري. وإذا لم تُنهى التجربة مبكرًا، لكانوا قد نجحوا. ادعى علماء من شنيانغ أنهم شاركوا في تجربة، ونجحوا في تشريب الشمبانزي الأنثوي بالحيوانات المنوية البشرية. كان هدفهم هو إنشاء شمبانزي جديد أكثر تطورًا مع دماغ أكبر وفم أوسع. في نهاية المطاف، كانوا يأملون أن يكون مخلوقهم الجديد قادرا على الكلام. لكن لم تأتي الهيومانزي-humanzee ( الكائن الهجين) كما هو متوقع، كانت نيتهم وخطتهم استخدامها كعامل أو خادم يقود العربات والأغنام القطيع. كما أرادوا أن تُرسل إلى الفضاء لإجراء التجارب من خلالها. انهار المشروع بسبب الثورة الثقافية. حطم الثوريون المتحمسون مختبرهم ودمروا عملهم، وتوفت الشمبانزي قبل أن تتمكن من الوصول إلى الفضاء. بل قبل أن ترى هذا الكائن العالم.

يدعي الباحثون أنها كانت بالفعل حاملاً في ثلاثة أشهر، في عام 1981، قال العلماء أنهم خططوا للمحاولة مرة أخرى. لكنهم يسيرون بخطوات بطيئة -تنعدم أحيانًا- على الأرجح بسبب القلق المتزايد حول مسألة الأخلاق الإنسانية.[1]

8- تجربة الخنازير بنصف دم بشري

قامت مايو كلينيك -Mayo Clinic في مينيسوتا-Minnesota بحقن الخلايا الجذعية البشرية في أجنة الخنازير، ونجحت في تخليق أول خنزير يجري في عروقه دم نصفه دم بشري.

كان الغرض من تلك التجربة هو معرفة كيف تتفاعل الخلايا البشرية وخلايا الخنازير عندما تُدمج معا. فاكتشفوا أن بعض الخلايا بقيت منفصلة، وكان مخلوقهم الهجين الجديد يحتوي على خلايا بشرية بحتة وخنازير محضة في أجزاء مختلفة من جسمه! وبعضها تُدمج معًا فتخلق حمض نووي فريد. وكانت النتيجة حيوان يشبه ظاهريًا الخنزير العادي. أما داخليًا، فكان لديه خلايا نصف بشرية والنصف الآخر خلايا خنزير. تحديدًا الدم، كان للحيوان نوع من الدم لم يره العالم من قبل، نتج عن اندماج الحمض النووي البشري والحمض النووي الخاص بالخنازير.[2]

7- أبقار وماعز تُنتج الحليب البشري

عام 2009، قام العلماء الروس والبيلاروسيون بتعديل الماعز وراثيًا لإنتاج حليب الثدي البشري. لم يكونوا قادرين على جعل الحليب حليبًا بشريًا 100 في المئة.  لكنهم كانوا قادرين على ملئه بالخلايا البشرية، وخلق الحليب الذي يحتوي على 60 في المئة من الليزوزيم واللاكتوفيرين اللذان يميزان الحليب البشري.

فقد أكد الفريق أن حليب البقر المعدل يحتوى على العديد من الخصائص الرئيسية للحليب البشري، وخاصة البروتينات والأجسام المضادة التي نعتقد أنها جيدة لصحتنا وقادرة على تحسين نظام المناعة لدينا.

 لم يكن العلماء الروس الوحيدين الذين فعلوا ذلك. بعد فترة وجيزة، صنع فريق صيني قطيعًا كاملاً من 300 ماشية أنتجت حليب الإنسان. وكان الهدف هو الحصول على حليب الثدي البشري لاستهلاكه من قبل الناس العاديين. وجعله منتج ذو خطوط إنتاج، مؤكدين  أن الناس سيتدفقون إلى المتاجر للحصول على فرصة لشراء الحليب البشري لعائلاتهم. مشجعين تلك الفكرة، أعلن الفريق الروسي أن حليبه البشري يعطي جُبنًا لذيذ الطعم. خطط الفريق الصيني في الأصل لأن يتوافر منتجه ومشتقاته في المتاجر بحلول عام 2014، لكن الاستقبال الفاتر دفع خطتهم إلى الوراء. فمازالوا في مرحلة إقناع العالم بأن الحليب البشري الذي يُفرز من بقرة متحولة هو شيء يستحق الشراء.[3]

6- خنازير وأغنام بأعضاء البشرية

واحدة من أكبر الأهداف في صنع الهجينة بين الإنسان والحيوان هو إنشاء مزرعة للحيوانات التي يمكن حصاد قلوب الإنسان ورئتاه منها. على الرغم من أنه لا يزال موضوعًا مثيرًا للجدل حول العالم، إلا أنه أصبح مجال علمي رئيسي في الوقت الحالي.

اضطر هيروميتسو ناكاوتشي – Hiromitsu Nakauchi، أحد العلماء البارزين الذين يعملون في المشروع، إلى مغادرة بلده الأصلي -اليابان- إلى أمريكا لأن عمله يعتبر غير قانوني في وطنه. لكن الولايات المتحدة تشجع هذا العمل وتغذي هذا المجال جيدًا. فقد أمده الجيش الأمريكي بمنحة قدرها 1.4 مليون دولارًا. استطاع العلماء إنشاء 186 جنينًا لهجين خنزير بشري، كما عملوا في نفس الوقت على هجين خروف بشري. يُسمح لكل مخلوق يصنعونه بالتطور لمدة 28 يوًما فقط، ثم يُدمر. أكثر مخلوقاتهم البشرية حتى الآن كان لا يزال في الغالب حيوانًا خالصًا. كان فقط 0.01 في المئة حاملاُ الحمض النووي البشري. اعترف ناكاوتشي بأن هذا لا يكفي لصنع مخلوق بأعضاء بشرية. ومع ذلك، فهم ييسرون بخطوات متقدمة  مؤكدًا “أنهم يقتربون كل يوم”[4]

5- فئران تعيش بكبد الإنسان

في عام 2010، أنشأ الباحثون في معهد سولك – Salk Institute فأرًا يحتوي على كبد بشري بالكامل تقريبا. ثم قاموا بحقن الحيوان بكل مرض ممكن. الهدف من المشروع هو تشغيل التجارب على أمراض مثل الملاريا والتهاب الكبد B و C التي يمكن أن تؤثر فقط على البشر و الشمبانزي.  في الماضي،  استطاع الباحثون إجراء اختبارات على الحيوانات لهذه الأمراض على الشمبانزي فقط. كانوا يأملون في أن يتمكنوا من تجنب بعض الشكاوى من مجالس الأخلاقيات إذا تمكنوا من إجراء التجارب على الفئران. بعد إنشاء الفئران الهجينة،  قام الباحثون بإصابتهم عمدًا بالتهاب الكبد B و C. ثم حاول الباحثون علاج الأمراض التي حقنوها في أجسام الحيوانات. ويعتقد العلماء أن هذا يمكن أن يؤدي إلى اختراقات جديدة، وقطع شوطًا كبيرًا في مجال الطب.[5]

4- الفئران مع العضلة العاصرة الشرجية البشرية

أما عن أغرب تجربة تهجين بين الإنسان والحيوان، تلك التجربة التى قام بها العلماء عام 2011، إذ قاموا بزرع العضلة العاصرة الشرجية البشرية للفئران بشكل كامل مع الأعصاب والعضلات البشرية. وكان الباحثون سعداء لعدم رفض الجسم المستضيف للعضلة العاصرة والتي من شأنها توليد إمدادات الدم واندماجها مع بقية الجسد. يمكن للفئران حتى الاسترخاء وتوظيفها تمامًا مثل العضلة العاصرة الطبيعية دون خلل أو عجز. كان الغرض من تلك التجربة هو إجراء بعض الاختبارات المبكرة لإجراءها على البشر. إذ يأمل العلماء لجعل العضلة العاصرة الشرجية قابلة للاستبدال بين البشر.[6]

3- فئران بنصف عقل بشري

إذا أعطانا الخنزير واحد رئة بشرية، فيمكن أن نعطي للفأران جزءًا من دماغنا! نعم، كانت تجربة واحدة هي الخط الفاصل بين الإنسان والحيوان بطريقة لا يملكها أي شخص آخر. ففي عام 2014، أعطى فريق من الباحثين الفئران الملايين من خلايا الدماغ البشرية. استبدل الباحثون كل خلية تقريبا في أدمغة الفئران بالخلايا البشرية، ولم يتبق سوى الخلايا العصبية الأصلية لفئران سليمة. حتى استولت الخلايا البشرية بالكامل تقريبا على أدمغة الفئران.

في غضون عام،استبدلت الخلايا الدبقية بالكامل بخلايا الدماغ البشرية. كان لكل فأر حوالي 12 مليون خلية بشرية تعمل داخل أدمغتهم الهجينة.

 أجرى العلماء اختبارات رهيبة على الفئران. في تجربتهم الرئيسية، أحدث الباحثون ضوضاء قبل مهاجمة الفئران بصدمة كهربائية.  ثم قام العلماء بقياس كيفية تفاعل الفئران في المرة القادمة التي سمعوا فيها الضوضاء المهدد. أظهر الباحثون أن ذكريات هذه الفئران المعدلة كانت أقوى أربع مرات من تلك الفئران العادية.[7]

2- تجربة نمو الارنب-الرجل في طبق

في عام 2003. قام فريق من العلماء في شنغهاي بدمج الخلايا البشرية في بيض الأرانب، وخلقت أجنة جديدة كان نصف الجنين أرنب والنصف الآخر إنسان. بالتأكيد لم يكونوا أول المُحاولين. من جهة أخرى، كان العلماء في الولايات المتحدة يتسابقون معهم، محاولين صنع هجين حيواني- بشري خاص بهم. لكن ظل فريق شنغهاي هو أول من نجح. ذلك لأنه كان فريدًا عند مقارنته بالتجارب الأخرى، لأن الغالبية العظمى من الحمض النووي في المخلوقات اذي ينمو داخل بيض الأرانب كانت بشرية. أخذت كمية صغيرة من الحمض النووي من الأرانب، مما يعني أن كل ما خرج سيكون إنسانًا أكثر من حيوان. لم ير العالم الهجين الذي أنتجوه، لأنهم سمحوا له بالتطورلبضعة أيام فقط. ثم دمروها من أجل الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية من الداخل.[8]

1- القرود ذات الخلايا العصبية البشرية

في المثال أعلاه، برر العلماء الذين وضعوا خلايا الدماغ البشرية في الفئران عملهم بأنهم لم يستخدموا القرود، خشية “قضايا أخلاقية”، عام 2007، زرع باحثون من جامعة ييل- Yale University الخلايا الجذعية العصبية البشرية في خمسة قرود يعانون من مرض باركنسون لنرى كيف يمكن أن تؤثر على المرض.

طبيًا، كانت النتائج إيجابية للغاية. يمكن للقرود المشي وتناول الطعام والتحرك بشكل أفضل من ذي قبل. كان لديهم مشاكل أقل بكثير مع الرعشات، وجاء كل ذلك مع عدم وجود أورام أو آثار جانبية سامة على الإطلاق.

ومن وجهة نظر فلسفية، طرحت التجربة بعض الأسئلة بشكل مقلق. فقد نجت الخلايا العصبية البشرية واستمرت في العمل  في أدمغة القرد، وغيرت الطريقة التي تعمل بها أدمغتهم.على الرغم من استخامهم عددًا صغيرًا من الخلايا لا يؤثر على سوكهم بشكل رئيسي . مما يضعنا أمام السؤال الأهم: كم عدد الخلايا العصبية البشرية المتوقع التي يحتاجها دماغ القرد لكي يتطورأو ربما يتغير سلوكه تمامًا؟[9]

المصادر

[1]thesun

[2]medicaldesignandoutsourcing

[2]nbcnews

[3]reuters

[4]theconversation

[5]salk

[6]sciencedaily

[7]smithsonianmag

[8]washingtonpost

[9]harvard

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


صحة

User Avatar

Hagar sa'eed


عدد مقالات الكاتب : 46
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق