إن مملكة الحيوان عالم رائع مليء بالسلوكيات غير المتوقعة والذكاء المدهش. وفي حين نفكر غالبًا في البشر باعتبارهم النوع الوحيد القادر على حل المشكلات المعقدة، فقد كشفت الدراسات الحديثة أن حيوانات تعالج نفسها. حيث طورت الحيوانات المختلفة طرقًا مبتكرة لعلاج أمراضها. انضم إلينا ونحن ننتعرف على 5 حيوانات ذكية تعالج وتمنع أمراضها بنفسها.
محتويات المقال :
1) يرقات تعالج عدوى طفيلية
في أغسطس عام 1993، لاحظ عالم أحياء لأول مرة يرقات الدب الصوفي (woolly bear caterpillar)، وهي يرقات سوداء زغبية تتحول إلى عثة النمر (tiger moths)، في المراعي الواقعة في جنوب شرق أريزونا. لقد وجد أنها كانت تتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات وليس على مجموعة محددة. وكان هذا سلوكاً لا يشبه سلوك اليرقات على الإطلاق.
لقد اتضح أن هذه اليرقات كانت مريضة. فقد أصيبت، كما هو الحال عادة، بذباب طفيلي يضع بيضه داخل جسم اليرقة، ويتطور عن طريق أكل أحشائها، ثم يخرج منها، فيقتل مضيفه. ولم يكن سلوك اليرقات عشوائيًا، فقد كانت تبحث عن نباتات سامة تحتوي على قلويدات البيروليزيدين.
وكشفت سلسلة من التجارب أنه على الرغم من أن هذه اليرقات لديها أربعة براعم تذوق فقط، فإن واحدة منها معدة خصيصًا لقلويدات البيروليزيدين، ويتم تنشيطها خصيصًا لجعل المواد الكيميائية السامة ذات طعم أفضل عندما تكون اليرقات مريضة بالطفيليات.
كما أظهرت التجارب أن اليرقات المريضة التي تأكل قلويدات البيروليزيدين تزيد من فرص بقائها على قيد الحياة، ولكن القلويدات لا تزال سامة لليرقات الصحية. إن هذا التنازل يشبه إلى حد كبير الآثار الجانبية التي تحدث في الطب بالنسبة للبشر.
2) رئيسيات تفرك نفسها بطارد للحشرات
لا ترغب بعض الحيوانات في المخاطرة بالإصابة بالقراد والبعوض الحامل للأمراض والحكة، لذا تستخدم نوعها الخاص من طارد الحشرات. وقد لوحظت أنواع مختلفة من قرود الكبوشي من أمريكا الجنوبية وبعض أنواع الليمور من مدغشقر وهي تصطاد الدودة ذات الألف رجل أورثوبوروس دورسو فيتاتوس (millipede Orthoporus dorsovittatus). حيث تعض وتسحق الدودة بأيديها، ثم تغلف فرائها بسائل لزج يسيل من داخلها.
وقد فعلوا ذلك بشكل أكبر خلال المواسم التي كانت فيها أعداد البعوض والحشرات الأخرى التي تعض أكثر وفرة. وفي عام 2003، اكتشف العلماء أن هذه الحشرات تفرز مواد كيميائية سامة تسمى بنزوكينون (benzoquinones) والتي تعمل على طرد البعوض بشكل فعال.
هل هذا يعني هذا أنهم يعرفون ما يفعلونه؟ ليس بالضرورة. فربما يفعلون ذلك فقط لأنهم يشعرون بالراحة. لكن العلماء يعلمون أن هذا السلوك يساعد في منع اللدغات والالتهابات.
3) حيوانات شمبانزي تعالج نفسها بحشرات مسحوقة
في دراسة أجريت عام 2022 على الشمبانزي في الجابون، لاحظ العلماء ما مجموعه 76 مرة مختلفة جرحت فيها الشمبانزي نفسها عن طريق الخطأ. وفي 19 من تلك الحالات، اعتنت الشمبانزي بجرحها باستخدام حشرات مسحوقة.
حيث شوهد شمبانزي، كان مصاباً بجرح عمره يوم واحد في ذراعه اليسرى، وهو يقطف ورقة شجر ويستخدم فمه لأخذ حشرة مجهولة. واستخدم الحشرة ليضغط بها برفق على الجرح. وقد فعلت الشمبانزي هذا لبعضها البعض أيضاً.
إن هذه السلوكيات لم تكن “مجرد مصادفة”، ولكن العلماء لا يعرفون ما إذا كان هذا السلوك يساعد بالفعل في زيادة التئام الجروح. قد يكون هذا مجرد عادة اجتماعية تعلمتها الشمبانزي في هذا المجتمع. ولكن بالنظر إلى “السياق الواضح” للجروح، هناك سبب للاعتقاد بأن هذا سلوك دوائي.
4) طيور تستخدم أعقاب السجائر لإبعاد الآفات
وجد بعض الطلاب في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك أن السجائر هي المادة الأكثر شيوعًا التي صنعها الإنسان والتي تستخدمها الطيور المحلية لبناء أعشاشها.
وبما أن النيكوتين المشتق من التبغ يستخدم في بعض الأحيان كطارد للطفيليات ضد آفات الحدائق، فقد اختبر الفريق ما إذا كانت الطيور تبطن منازلها ببقايا السجائر لهذا الغرض.
وفي تجربة أجريت على أكثر من خمسين عشاً من أعشاش العصافير، وجد الفريق أن الأعشاش التي تحتوي على السليلوز من أعقاب السجائر تجتذب أعداداً أقل بكثير من العث والقمل والقراد مقارنة بنظيراتها. كما وجدوا أن التعرض لأعقاب السجائر يلحق الضرر بخلايا الدم الحمراء لكل من فراخ الطيور والطيور البالغة، ولكن كلما زاد وزن الفرخ، وهو ما يشير إلى صحتها، كلما زاد استخدام أعقاب السجائر في بناء الأعشاش.
وعلى الرغم من سميتها، فإن لها فائدة إيجابية، حيث أن هذا شكل من أشكال الوقاية للطيور في المناطق الحضرية. ويعتقد أن السجائر تُستخدم بدلاً من النباتات العطرية التي قد تكون متاحة لهذه الطيور في الطبيعة.
5) فراشات تعطي صغارها الدواء قبل ولادتهم
عندما تصاب الفراشات الملكية بمرض “Ophryocystis elektroscirrha” القاتل الذي يسبب تشوه الأجنحة، فإنها تأكل أنواعًا من النباتات يسمى الصُقْلاب (milkweed) حيث يحتوي على مستويات أعلى من الكاردينوليدات السامة لجراثيم المرض داخل أجسامها.
وفي التجارب، عندما أتيحت الفرصة للملكات الإناث لاختيار وضع البيض على نبات الصُقْلاب الأكثر سمية، انخفضت احتمالية إصابة بيضهن بالعدوى.
إن هذه الأمهات تتخذ قراراتها في الأساس بناءًا على احتمالات إصابة أطفالهن بالعدوى في المستقبل. ولكن هل يعني هذا أن تتعمد ما تفعله؟ ليس بالضرورة، ولكنه يعني أن سبب سلوكهن هو العدوى. وقد لا يدركن أنهن مصابات، وربما تفضل أجسادهن ببساطة النباتات الأكثر مرارة.
المصدر
5clever animals that treat and prevent their own illnesses | national geographic
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :