بعض الأماكن الأكثر روعة وغموضًا على وجه الأرض قد لا يسمح لك بزيارتها. هذه الأماكن التي سنذكرها في المقال غامضة ومحاطة بالسرية، وتحميها الحكومات والقبائل وحتى الطبيعة نفسها. تثير هذه الأماكن المحرمة فضولنا وتغذي خيالنا. في هذه الرحلة، سوف نتعرف على 5 أماكن محظورة على البشر.
محتويات المقال :
جزيرة سينتينل
في أعماق خليج البنغال تقع جزيرة غامضة، وهي موطن للمجموعة الأكثر عزلة من الناس في العالم المسماه السنتينليز (Sentinelese). هذه الجزيرة الصغيرة، التي تعادل حجم مانهاتن تقريبًا، كانت محاطة بالغموض لعدة قرون. قبيلة السنتينليز هي قبيلة منعزلة، مما يعني أن اتصالهم بالعالم الخارجي ضئيل أو معدوم. وهم يحرسون جزيرتهم المغطاة بالغابات بقوة مميتة.
من الحكمة أن يقاوم سكان سينتينليز الزوار بشدة. نظرًا لأن القبيلة لديها اتصال ضئيل بالعالم الخارجي، فإنها تفتقر إلى المناعة ضد الأمراض الشائعة في أجزاء أخرى من العالم. وهذا يجعلهم معرضين بشدة للأمراض التي يمكن أن تقضي عليهم بالكامل. في الواقع، تشير التقديرات إلى أن 50% من سكان العالم قد أصيبوا بأمراض مثل الأنفلونزا، والتي يمكن أن تكون قاتلة بالنسبة للسينتينليز.
ويقوم خفر السواحل الهندي بدوريات في المياه المحيطة بالجزيرة، ويفرض حظرًا صارمًا على جميع الزيارات لحماية الغرباء والسكان أنفسهم. وقد سمحت هذه العزلة للقبيلة بالحفاظ على ثقافتها الفريدة وأسلوب حياتها، بمنأى عن تأثيرات الحضارة الحديثة.
أرشيف الفاتيكان الرسولي
أرشيف الفاتيكان الرسولي (Vatican Apostolic Archive)، المعروف سابقًا باسم أرشيف الفاتيكان السري، هو كنز من السجلات التاريخية التي كانت محاطة بالسرية لعدة قرون. تأسس الأرشيف في أوائل القرن السابع عشر. وقد تم بناؤه ليحتوي على الوثائق الحساسة للكنيسة الكاثوليكية، بما في ذلك الرسائل والاجتماعات وحتى الملاحظات الغامضة التي صاغها الباباوات أنفسهم.
لأكثر من 250 عامًا، ظل الأرشيف من الأماكن المحظورة على البشر، ومحتوياته معروفة فقط لقلة مختارة. ولكن في عام 1881 خفف البابا ليو الثالث عشر بعض القيود، مما سمح لمجموعة مختارة من العلماء الكاثوليك بالوصول إلى القبو. ومع ذلك، لا يزال الأرشيف مغلقًا أمام السياح والصحفيين حتى اليوم. ولا يُسمح إلا لعدد قليل من الأكاديميين الدينيين المعتمدين بالدخول. وحتى أنهم ممنوعون من تصفح المجموعة حسب رغبتهم.
قبو يوم القيامة
تم تصميم قبو سفالبارد العالمي للبذور (Svalbard Global Seed Vault)، المعروف أيضًا باسم قبو يوم القيامة، لمنع أي سيناريو حيث تؤدي كارثة إلى القضاء على معظم إمداداتنا الغذائية، مما يترك البشرية على حافة الانهيار.
تقع هذه المنشأة المتطورة في أعماق الدائرة القطبية الشمالية، في جزيرة سبيتسبرجن (Spitsbergen) النرويجية النائية، وهي خطة احتياطية نهائية لبقاء البشرية. منذ افتتاحه في عام 2008، قام القبو بتخزين بذور أكثر من 1.3 مليون نوع من النباتات والمحاصيل من جميع أنحاء العالم.
تم تصميم قبو يوم القيامة ليدوم طويلاً. وهو منحوت في الصخور الصلبة، ويقع على عمق أكثر من 100 متر داخل جبل. كما أنه محمي من الزلازل والهجمات النووية وارتفاع منسوب مياه البحر. وقد اتخذ مصممو القبو أيضًا احتياطات صارمة لمنع التلوث، مما يضمن بقاء البذور قابلة للحياة لقرون قادمة.
ومع تعرض التنوع البيولوجي في العالم للتهديد بسبب تغير المناخ، وإزالة الغابات، والنشاط البشري، فإن قبو يوم القيامة مهم جدًا للبشرية. ومن خلال الحفاظ على المادة الوراثية لمحاصيلنا الغذائية العالمية، يمكننا حماية مستقبل إمداداتنا الغذائية والتأكد من قدرة البشرية على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.
جزيرة الأفاعي
جزيرة إيلا دي كيمادا جراندي (Ilha da Queimada Grande)، المعروفة باسم جزيرة الأفاعي (Snake Island)، هي جزيرة تبلغ مساحتها 110 فدانًا قبالة سواحل البرازيل، وهي مكان تأخذ فيه عبارة “الثعابين القاتلة” معنى جديدًا تمامًا. هذه الجزيرة هي موطن لأفعى رأس الرمح الذهبي (Golden lancehead)، وهي نوع سام جدًا لدرجة أن سمها يمكن أن يذيب اللحم البشري، مما يؤدي إلى موت سريع ومؤلم.
سم أفعى رأس الرمح الذهبي يمكن أن يقتل إنسانًا في أقل من ساعة. لقد تطورت الثعابين الموجودة في هذه الجزيرة لتصبح أكثر عدوانية وفتكًا من نظيراتها في البر الرئيسي، ويرجع ذلك على الأرجح إلى النظام البيئي الفريد للجزيرة. مع ما يقدر بنحو 2000 إلى 4000 ثعبان لكل كيلومتر مربع، تعد الجزيرة جنة الثعابين الحقيقية، أو الجحيم، اعتمادًا على الطريقة التي تنظر بها إليها.
يكتنف تاريخ الجزيرة الغموض، ولكن تبرز أسطورة غريبة واحدة وهي قصة حارس المنارة الذي عاش في الجزيرة مع عائلته. وفقًا للأسطورة، قتلت الثعابين العائلة بأكملها في النهاية، وكان حارس المنارة آخر من سقط. ومنذ ذلك الحين، منعت الحكومة البرازيلية أي شخص من وضع قدمه على جزيرة الأفاعي، على الرغم من السماح لبعض الباحثين بدراسة الثعابين تحت إشراف دقيق.
السؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو كيف أصبحت الثعابين قاتلة إلى هذا الحد؟ إحدى النظريات هي أن الثعابين في الجزيرة تطورت لتصبح أكثر عدوانية بسبب نقص الحيوانات المفترسة الطبيعية. ومع عدم وجود حيوانات مفترسة طبيعية لإبقائها تحت السيطرة، تمكنت الثعابين من التكيف والازدهار، لتصبح الحيوانات المفترسة العليا في الجزيرة. وهناك نظرية أخرى تقول إن سم الثعابين أصبح أكثر قوة بسبب النظام البيئي الفريد للجزيرة، الغني بالمواد المغذية وتركيبة التربة الفريدة.
كنيسة مريم سيدة صهيون
كنيسة مريم سيدة صهيون (The Church of St. Mary of Zion) هي مكان للشائعات والأساطير. تقع هذه الكنيسة القديمة في أكسوم (Aksum) بإثيوبيا، ويقال أنها تحتوى على تابوت العهد (Ark of the Covenant)، وهي واحدة من أكثر القطع الأثرية المرغوبة والغامضة في تاريخ البشرية.
ولكن ما الذي يجعل هذا المكان مميزًا جدًا وأحد الأماكن المحظورة على البشر؟ تكمن الإجابة في التبجيل والسرية المحيطين بالتابوت. وفقًا للأسطورة، تم تدريب حراس هذا الأثر الديني على حمايته بحياتهم، ولم يرها سوى عدد قليل مختار من الأشخاص. الكنيسة نفسها هي كنز من الآثار القديمة والتحف، ويقال إن تابوت العهد محفوظ في غرفة خاصة، مخفية عن أعين المتطفلين.
ولكن للأسف، تظل كنيسة مريم سيدة صهيون محظورة على الزوار. لدى الحكومة الإثيوبية، إلى جانب حراس الكنيسة، قواعد صارمة لحماية كل من تابوت العهد وإبقاء أولئك الذين يسعون لكشف أسرارها بعيدًا. إنه المكان الذي يتلاشى فيه الخط الفاصل بين الأسطورة والحقيقة.
المصدر
Five Forbidden Places You Are Not Allowed To Visit / iflscience
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :