Ad

5 أسباب جعلتنا لا نملُك علاج واحد لكل أنواع السرطان!

يُصيب السرطان 1 من كل 3 أشخاص في الولايات المتحدة [1]، ويمكن علاجه بنجاح في العديد من الحالات. في الواقع يعيش اليوم عدد أكبر من مرضى السرطان حياة كاملة بعد علاج السرطان أكثر من أي وقت مضى، فعلى سبيل المثال تضاعَفَ معدل البقاء على قيد الحياة لمصابي السرطان في المملكة المتحدة في الأربعين عامًا الماضية، ففي سبعينيات القرن الماضي نجا 25٪ فقط من المصابين بالسرطان لمدة 10 سنوات أو أكثر بعد تشخيصهم أما اليوم فارتفعت هذه النسبة لحوالي 50%. [2]

على الرغم من كل هذا التقدم في علاج السرطان إلّا أنّنا لا زلنا لا نملك علاج واحد لكل أنواع السرطان. لفهم هذا الأمر دعونا أولًا نعرف كيف يحدث السرطان؟

كيف يحدث السرطان؟

يعتبر السرطان مرضًا متعدد العوامل ناتجًا عن التأثير المشترك للعديد من العوامل الوراثية والعوامل البيئية مثل الأشعة فوق البنفسجية، ودخان السجائر والفيروسات، وتعتبر 10% فقط من السرطانات وراثية بينما 90% تحدث بطريقة فردية ليست لها علاقة بالوراثة. [3]

يتكون جسدك من تريليونات من الخلايا التي تنمو وتنقسم بشكل طبيعي على مدار حياتك حسب الحاجة، وتموت هذه الخلايا عندما تصبح غير طبيعية أو تتقدم في السن، ولكن بعض الطفرات الّتي تحدُث تُحدِث خطأً في هذه العملية، فتستمر خلاياك في تكوين خلايا جديدة، والخلايا القديمة أو غير الطبيعية_السرطانية_ لا تموت عندما ينبغي، وبالتالي تنمو هذه الخلايا السرطانية خارج نطاق السيطرة، وعندها تُزاحم الخلايا الطبيعية وتُهاجمها، فيصعب على الخلايا الطبيعية أن تؤدي وظيفتها بالشكل المطلوب. [1]

ترتبط غالبًا نشأة السرطان بحدوث طفرات في فئة واحدة أو أكثر من 3 فئات من الجينات: «الجينات المسرطنة-oncogenes»، و«الجينات الكابتة للورم-tumor suppressor genes»، و«جينات إصلاح تلف الحمض النووي- DNA repair genes»، ولكن في الحقيقة لا يحدث السرطان نتيجة طفرة واحدة، وإنما نتيجة عدة طفرات متراكمة تُكسِب الخلية خصائص سرطانية مثل قدرة الخلية على الانقسام ذاتيًا وبشكل لا محدود، ومقاومة الخلايا للموت فتعيش الخلايا السرطانية لفترات طويلة أو تصبح خالدة، والقدرة على تخليق أوعية دموية يتغذى السرطان عن طريقها، والقدرة على مهاجمة الخلايا الطبيعية. [3]

على سبيل المثال؛ تكون «جينات إصلاح تلف الحمض النووي- DNA repair genes» مسؤولة على تصحيح الأخطاء الّتي تحدث في الحمض النووي أثناء تصنيعه خلال انقسام الخلايا، وبالتالي فإن حدوث طفرة في هذا الجين سيسمح بحدوث الأخطاء في الحمض النووي بدون تصحيح، وقد ينتج عن هذه الأخطاء حدوث طفرات أخرى تُكسِب الخلية الخصائص السرطانية.

إن محاولة علاج أي شخص مصاب بالسرطان تشبه إلى حد كبير محاولة علاج شخص ما من عدوى بكتيرية. كل ما عليك فعله هو قتل جميع الخلايا السيئة، وعدم تدمير الكثير من الخلايا السليمة في هذه العملية. هناك عدة علاجات يمكنها قتل الخلايا السرطانية بأقل أضرار للخلايا الطبيعية، ولكن يعتمد نجاح هذا العلاج على عدة عوامل مثل نوع ومرحلة السرطان. كذلك من الصعب أن يتأكد الطبيب أن هذا الشفاء نهائي بدون عودة السرطان مرة أخرى. [4]

لماذا لايوجد علاج واحد ناجح لكل أنواع السرطان؟

تُنفَق مليارات الجنيهات وتُستَثمر في أبحاث السرطانات على مدى عقود عديدة، ولكن لايزال علاج السرطان صعب لعدة أسباب أهمها:

1. السرطان ليس مرضًا واحدًا

لفهم سبب عدم علاجنا لكل أنواع السرطان بعلاج واحد حتى الآن، فإن أهم شيء يجب معرفته هو أن السرطان ليس مرضًا واحدًا. بدلاً من ذلك، فهو مصطلح شامل لأكثر من 200 مرض مختلف يحتوي كل نوع واسع من أنواع السرطان على العديد من الأنواع الفرعية، وكلها تبدو وتتصرف بشكل مختلف لأنها مختلفة على المستوى الجيني والجزيئي فمثلما ذكرنا بأن السرطان ينتج عن حدوث طفرات في خلايا أجسامنا، وبالتالي يختلف السرطان حسب نوع الخلايا. لذلك يمكن أن يكون كل سرطان مختلفًا ومتنوعًا مثل اختلاف وتنوع الناس.

2. يحدث السرطان بسبب عدد لا يحصى من الطفرات

يوجد عدد لا يحصى من الطفرات الجينية المختلفة الكامنة وراء أكثر من 200 نوع من أنواع السرطان المختلفة. كل سرطان ناتج عن مجموعة مختلفة من الطفرات، ومع نمو السرطان تتراكم المزيد والمزيد من الطفرات. هذا يعني أن كل سرطان لديه مجموعة فردية من الطفرات لذا فإن الدواء الذي يعمل مع مريض سرطان واحد قد لا يكون له أي تأثير على الإطلاق على آخر.

3. الخلايا السرطانية داخل الورم الواحد ليست متطابقة

لن يكون لكل خلية سرطانية في الورم نفس الطفرات الجينية مثل الخلايا السرطانية المجاورة، وهذا يعني أن العلاجات يمكن أن تقتل غالبًا نوعًا واحدًا من الخلايا في الورم بينما تنجو الخلايا الأخرى من العلاج مما يسمح للسرطان بالنمو مرة أخرى.

4. قد تُطوّر الخلايا السرطانية مقاومة ضد العلاج

قد تحدث طفرات جينية للخلايا السرطانية تجعلها تغير طريقة تصرفها بمرور الوقت. يمكن أن تكون هذه مشكلة صعبة للغاية أثناء العلاج لأن الطفرات أحيانًا تؤدي إلى جعل الخلايا السرطانية مقاومة للعلاج مما يجعل العلاج غير فعال. إذا حدث ذلك فسيتعين عندئذٍ إخضاع المريض لعلاج مختلف، ولكن مرة أخرى يمكن أن يطور السرطان مقاومة للعقار الجديد.

5. الخلايا السرطانية تقاوم الموت الخلوي

تمتلك الخلايا الطبيعية آليات معينة تمنعها من النمو أو الانقسام أكثر من اللازم، ولكن تفقد الخلايا السرطانية آليات التحكم هذه ويمكنها تطوير عدة حيل لتجنب الموت. [2]

إقرأ أيضًا: لماذا سمي السرطان بهذا الاسم؟

مصادر 5 أسباب جعلتنا لا نملُك علاج واحد لكل أنواع السرطان:
[1] Cancer.org
[2] Worldwidecancerresearch.org
[3] Britannica.com
[4] Discover magazine

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة طب صحة

User Avatar

Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق