كثير من الناس يجدون المهرجين مرعبين، فبالنسبة إليهم، ليسو مجرد وجوه رسمت عليها شفاه عملاقة، أداءهم يعطي الناس دفعة من الضحك الممزوج بالمرح والمتعة. بل تصل الفكرة لديهم حد الخوف المقترن الموت أحيانًا. ما لا يعرفه معظم الناس هو أن الخوف من المهرجين هو في الواقع رهاب حقيقي مع أعراض عقلية وجسدية شاقة. إذًا، سنعرض لك 3 أسباب وراء الخوف من المهرجين وكيف تتعامل معه.
محتويات المقال :
ما هي كلوروفوبيا ؟
الكلوروفوبيا هو المُسمى الرسمي المعبر عن الخوف من المهرجين. يعرف هذا الرهاب أيضا بالخوف الشديد الذي يؤثر على السلوك وأحيانًا الحياة اليومية. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الخوف من المهرجين، فإن بعض الأحداث التي يمكن اعتبارها ممتعة للكثيرين مثل السيرك والكرنفالات، قد تثير القلق والرعب والخوف. تكون بعض الأعراض الشائعة زيادة ضربات القلب والغثيان والرعشة والتعرق وصعوبة التنفس.
ما الذي يسبب الخوف من المهرجين؟
يعتمد المهرجين على تغيير أو تشويه ملامحهم ووجوههم بالرسوم والألوان غير المتناسقة لإضفاء التأثير المضحك، يتخلص المهرج من الملابس والأحذية وشكل الشعر العاديين، ليرتدي ملابس أخرى غير مألوفة وغريبة، مع أنف أحمر ومكياج مبالغ فيه وأحذية كبيرة الحجم وشعر مجعد هايش ملون، قد يبدأ الشخص في التركيز على هذه الاختلافات وتصبح غير مريحة نفسيًا. سنحدد أهم 3 أسباب وراء الخوف من المهرجين.
سمة الغريب
أحد أهم أسباب الخوف عند البشر كون المسبب مجهولاً، ويمكن أن تنطبق تلك الفكرة على المهرجين، مُسمى “الغريب” له جذور، يعتبر سيغموند فرويد أول من وصف الغريب كسبب للخوف. نحن نعلم فكريًا أن المهرجين هم في الأساس بشرمثلنا، يتحدثون، يمشون، يأكلون، يفكرون، مثلنا تمامًا؛ هم بشر تحت الطلاء لكن ابتساماتهم وإيماءاتهم المبالغ فيها، وأعينهم المنتفخة، والملابس الغريبة، تطلق في نفوسنا القلق والنفور والتنافر المعرفي. فالناس يبنون علاقة مبنية على التشابة بين كل ما يرونه. لكن المهرجين لا يشبههم أحد، ولا نستطيع تحديد سمات محددة لهم ولسلوكياتهم. فهم مختلفون جدًا جدًا، مختلفون حتى فيما بينهم. مما يخلق حاجز ضد الاتصال بهم. تُرى، يمكنك توسيع تلك الفكرة لتشمل الزومبي! لكن على الأقل أنت تعرف ماذا يريده الزومبي منك.
يقودنا ذلك إلى سبب أخر، وهو الغموض، غموض ما يشعر به ذلك الشخص في الوقت الحالي، الغموض الذي يجعل من الصعب تحديد حالة امهرج أمنامنا، ومدى توافقها مع ما يؤدي.
التعبيرات المختلطة وعدم التوافق مع الأنماط المعروفة
إذا ابتسم الشخص تدرك أنه سعيد. وإذا كان عابسًا، تدرك أنه حزين. فمن السهل التقاط هذه الإشارات من الناس حتى الأطفال تستطيع القيام بذلك. لكن هذا ليس هو الحال مع المهرجين!
يرسم المهرجين بأنفسهم ابتساماتهم وعبوسهم، فتعجزعن قراءة عواطفهم الحقيقة أو معرفة ما يفكرون فيه بالفعل. فإذا كان المهرج لديه ابتسامة مرسومة ولكنه لا يتصرف بسعادة أو بمرح، فإن دماغك يحصل على إشارات مختلطة. فهذا لا يتوافق مع النمط الذي اعتاد عليه دماغك، مما يجعلك تشعر بعدم الراحة. سبب آخر يجد الناس المهرجين مخيفين لأنهم لا يستطيعون توقعهم. بسبب تناقض السلوك أو القيام بأشياء وحيل خارجة عن المألوف، أو أشياء دنيوية، هذه الصفات والسلوكيات تجعل المهرجين مثيرين للشفقة أو تلقي في نفوس المشاهدين إحساس بالريبة والخوف منهم.
تجسيد أدوارًا مخيفة للمهرجين في الثقافة الشعبية ووسائل الإعلام
يعتقد بعض علماء النفس أن التمثيل الشرير للمهرجين في الثقافة الشعبية يمكن أن يكون سببًا آخر يجعلنا نخاف منهم. نفسيًا، عندما يشاهد الناس، خاصة الأطفال الصغار، وسائل الإعلام تصور شيئا ضارًا، يمكنك أن يطور ذلك الخوف لديهم. فمنذ ما يقرب من قرن من الزمان، تحديدًا عام 1892، انتهت أوبرا Pagliacci بقتل المهرج لزوجته، كما خلقت أفلام مثل Killer Clowns from Outer Space و It، هالة من الغموض حول المهرجين والتهديد من قِبلهم. فأصبحوا مثيري للرعب أكثر من الضحك والمتعة.
إلى أي مدى ينتشر رهاب المهرجين؟
وجدت دراسة أجريت على 250 طفل في جامعة شيفيلد أن معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 16 يكرهون المهرجين. فأشار أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة أن المهرجين يكرههم الأطفال عالميًا، فوجدها بعضهم مخيفة، ووجدها البعض الآخر شئ مجهول وغير معروف. كما كشفت دراسة أخرى أجرتها جامعة تشابمان أن قرابة 7.8 % من الأمريكيين البالغين يخافون بالفعل من المهرجين. كما كشفت دراسة أخرى أجرتها جامعة تشابمان أن قرابة 7.8 % من الأمريكيين البالغين يخافون بالفعل من المهرجين.
كيف تساعد نفسك للتخلص من رهاب المهرجين؟
يمكنك مساعدة نفسك ذاتيًا عن طريق بعض التطبيقات البسيطة مثل:
- اعادة النظر في الطريقة التي تنظر بها إلى المهرجين. فكر في المكان الذي نشأ فيه خوفك. كرر لنفسك أنه مجرد شخص يرتدي ماكياج. أنه كان مجرد فيلم. أن الغرض منها هو للترفيه وتجعلك تضحك.
- محاولة أن تكون حاضرًا عندما يبدأ المهرج المحترف في تطبيق مكياجه وزِيه، اسمح لنفسك أن ترى بصريا أن ما هو أسفل الطلاء هو إنسان حقا.
- تكرار النظر إلى صور المهرجين عبر الإنترنت حتى يبدأ خوفك في الاندثار تدريجيًا.
أما إذا كان وضعك يتطلب أكثر من المساعدة الذاتية، فنوصي بتقديم المشورة المهنية للصحة العقلية. كما نوصي بضرورة العثور على معالج بسيط لمساعدتك..
الخلاصة
إذًا لا تقلق، فبغض النظر عن عمرك، فأنت لست وحدك في خوفك من المهرجين، ولست وحدك من يقشعر بدنه من الأشياء الممسوخة المبهمة التي تنفصل عن الطبيعي، فقط هي دماغك لم تتطور للتعامل مع الهيئات الغريبة وغير المألوفة.
المصادر
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :