Ad

هل يجب استخدام منتجات النظافة النسائية؟

تستخدم النساء في جميع أنحاء العالم مجموعة متنوعة من منتجات النظافة الشخصية كجزء من روتين التنظيف اليومي. تتأثر هذه الممارسات بالعديد من العوامل بما في ذلك التفضيل الشخصي، والأعراف الثقافية، والممارسات الدينية، والتوجيه من المتخصصين في الرعاية الصحية.

تشير الإحصاءات إلى أن منتجات النظافة النسائية الشخصية على وجه العموم جلبت ملايين الدولارات إلى اقتصادات عشرات البلدان. على سبيل المثال في عام 2018 بلغت مبيعات الغسول المهبلي في الولايات المتحدة حوالي 41 مليون دولار، وفي الوقت نفسه حققت أنواع أخرى من منتجات النظافة النسائية من دون الفوط الصحية مبيعات بأكثر من 309 ملايين دولار. ومع ذلك في السنوات الأخيرة انتشر شعار واحد عبر المواقع الطبية والمواد التعليمية التي تناقش الصحة المهبلية، ويقول “إن المهبل فرن ذاتي التنظيف”.
تشير هذه الفكرة إلى حقيقة أن المهبل ينتج بشكل طبيعي إفرازات تقضي على الخلايا الميتة والبكتيريا، فلا داعي لتنظيفه بالصابون أو الغسول. فما صحة هذا الشعار؟ وإذا كان المهبل لا يتطلب أي تنظيف إضافي، فهل هذا يعني أن نفس القاعدة تنطبق على الفرج؟ وكيف يمكن أن تؤثر منتجات النظافة الشخصية المختلفة على صحة المهبل؟

قبل هذا كله دعونا أولًا نعرف ما الفرق بين المهبل والفرج؟


ما الفرق بين الفرج والمهبل؟

من الناحية الطبية يشير المهبل إلى الجهاز العضلي الداخلي الممتد من عنق الرحم إلى فتحة المهبل.

أما الفرج فهو الجزء الخارجي من الجهاز التناسلي للأنثى، والذي يشمل: الشفرين الداخليين والخارجيين (الشفرين الصغيرين والكبار)،. حشفة البظر (الجزء الخارجي من البظر). وغطاء البظر (طية الجلد التي تحمي حشفة البظر)، والدهليز (الذي يحيط بفتحة المهبل)، وفتحة مجرى البول.

للحفاظ على صحة الفرج والمهبل يجب على الشخص التأكد من أن جانبين مهمين يظلان طبيعيان: الأس الهيدروجيني-Ph (وهو القياس الذي يشير إلى حموضة شيء ما أو قلويته)، والتوازن البكتيري.

تشير الدراسات إلى أن درجة حموضة الفرج تتراوح عادة بين 3.5 و 4.7 في حين أن درجة حموضة المهبل تختلف باختلاف عمر الشخص ومرحلة الدورة الشهرية. لذلك قبل أن تبلغ الأنثى سن الإنجاب ويبدأ الحيض سيكون الرقم الهيدروجيني المهبلي 7 أي متعادل، وفي سن الإنجاب تكون درجة حموضة المهبل بين 3.8 و 4.4، وفي سن اليأس تعتمد على ما إذا كانت الأنثى تخضع للعلاج بالهرمونات البديلة أم لا لذا يكون الرقم الهيدروجيني المهبلي بين 4.5-5 أو بين 6.5-7.

أما عندما يتعلق الأمر بفهم توازن الميكروبات في المهبل مقابل الفرج تصبح الأمور أقل وضوحًا.
في المهبل تتغير مجموعات البكتيريا تبعًا لمرحلة الدورة الشهرية، ووفقًا لبعض الدراسات فإن الأشخاص من الأعراق المختلفة لديهم أيضًا جراثيم مهبلية مختلفة. أما بالنسبة لميكروبات الفرج، فقد أجرى الأخصائيون عددًا قليلاً من الدراسات بهدف تحديد الشكل الذي يجب أن تبدو عليه البكتيريا الفرجية الطبيعية.
ومع ذلك تشير الأبحاث الحالية إلى أن الفرج يتميز بشكل طبيعي بالبكتيريا الموجودة في المهبل وكذلك بعض الأنواع الموجودة في براز الشخص.
إلا أنه كما خلصت إحدى الأبحاث التي تدرس هذه الخصائص إلى أن الفرج أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد في الأصل حيث يبدو أن مجموعات بكتيريا الفرج تختلف اختلافًا كبيرًا بين الناس.


هل يجب استخدام منتجات النظافة النسائية؟

تستخدم النساء بانتظام منتجات النظافة الشخصية كجزء من روتين التنظيف اليومي. يوجد حاليًا العديد من منتجات النظافة النسائية الحميمة المختلفة التي يمكن استخدامها للنظافة وللتحكم في الرائحة. ولكن يمكن لبعضها تغيير مستوى الأس الهيدروجيني الطبيعي والجراثيم اللازمة للحماية من العدوى.

على الرغم من وجود الكثير من الدراسات المنشورة حول البيئة المهبلية الداخلية. إلا أنه هناك معلومات محدودة نسبيًا تتعلق بالفرج الخارجي وكيف يمكن أن تؤثر ممارسات النظافة الشخصية الحميمة عليه.
إلا أنه هناك دراسات أكثر حول نظافة المهبل الداخلي، والتي تبحث في العلاقة بين منتجات النظافة النسائية وتطور الالتهابات المهبلية. والتي توصلت إلى بعض الاستنتاجات القوية حول منتجات العناية بالمهبل.
حيث وجدت العديد من الدراسات أن الغسول المهبلي يمكن أن يخل بالتوازن البكتيري الطبيعي في المهبل. مما يجعله أكثر عرضة للعدوى – بما في ذلك الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي – كما يزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان عنق الرحم ومرض التهاب الحوض.
في عام 2018 خلص باحثون من جامعة Guelph في كندا إلى أن استخدام المطهرات الهلامية مرتبط بزيادة ثمانية أضعاف في خطر إصابة الشخص بالفطريات. وخطر الإصابة بعدوى بكتيرية بحوالي 20 مرة. وجدت الدراسة نفسها أيضًا ارتباطًا بين استخدام الغسول وخطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أعلى بمقدار 3.5 مرة، وخطر الإصابة بعدوى المسالك البولية بأكثر من الضعف.
ومع هذا لا زلنا نحتاج إلى العديد من الدراسات حول هذا الموضوع. وبالتالي فإن التثقيف حول أهمية النظافة الشخصية للمرأة والمخاطر المحتملة المرتبطة بها يمثل أولوية مهمة لكل من العاملين في مجال الرعاية الصحية والنساء لتعزيز الصحة العامة والنظافة الشخصية.

إن التطهير اللطيف للفرج أمر مرغوب فيه، وتشير الدلائل إلى أنه جانب مهم من جوانب النظافة الحميمة للإناث وصحة الفرج المهبلية بشكل عام. بسبب المخاطر المصاحبة للغسيل المهبلي الداخلي مثلما ذكرنا. تعتبر الغسولات النسائية الخارجية أكثر ملاءمة للصحة الحميمة. خاصة تلك التي تحتوي على حمض اللاكتيك مع درجة حموضة حمضية تزيد من توازن الجلد ويمكن أن تكون بمثابة علاج مساعد مفيد عند النساء المصابات بالتهابات مهبلية.
قد يكون تطهير الفرج مساعدًا مفيدًا للنساء المصابات بإفرازات مهبلية لها رائحة. وقد يقلل الاستخدام اليومي للغسول الأنثوي من خطر تكرار التهاب المهبل الجرثومي.
أما بخصوص تطهير الفرج اليومي، فتشير إرشادات الدراسات السريرية النساء باستخدام عامل تطهير
متوازن درجة الحموضة. يجب استخدام هذه الغسولات الخارجية بعناية لتنظيف لطيف. دون التأثير على طبيعة الفرج خاصة في الثقافات التي قد تستخدم فيها النساء هذه المنتجات بشكل متكرر.

من المهم أيضًا أن تكون هذه المنتجات تم تقييمها سريريًا للتأكد من أنها جيدة التحمل. وتوفر مضادات الميكروبات والفوائد الصحية الأخرى المستهدفة دون التأثير سلبًا على الجراثيم المهبلية الطبيعية.

بعض الممارسات الشائعة حول العالم

تختلف ممارسات النظافة النسائية حسب اختلاف المعتقدات الثقافية والممارسات الدينية. على سبيل المثال وجدت الدراسات أن المهاجرين الأفرو-كاريبيين أكثر استخدامًا لغسل الفرج بحمام الفقاعات، أو المطهر من النساء القوقازيات، لأنه يتفق مع اعتقادهم بأن التطهير الصارم للجسم ضروري للصحة والرفاهية.

تؤدي بعض النساء اليهوديات الأرثوذكس الحمامات الطقسية (المكفيه) بعد فترات الحيض، أو بعد الولادة لتصبح طاهرة. بينما يعلّم الإسلام طقوسًا للاستحمام تُسمى (الغُسل) للرجال والنساء كعمل تطهير بعد الجماع أو الحيض. في موزمبيق وجنوب إفريقيا تقوم بعض النساء بتنظيف المهبل داخليًا بعصير الليمون، أو الماء المالح، أو الخل للقضاء على الإفرازات المهبلية و علاج الأمراض المنقولة جنسيًا .

أصبحت إزالة شعر العانة المكثفة، والتي تتم عادةً لأسباب ثقافية ودينية فقط أكثر شيوعًا لأسباب جمالية. إلا أنه قد يتسبب إزالة الشعر في إصابة الجلد بالصدمات الدقيقة، وانتشار العوامل المعدية لاحقًا في جميع أنحاء منطقة العانة.
في دراسة حديثة لممارسات إزالة شعر العانة أفادت أكثر من نصف النساء قامت بإزالة شعر العانة بالكامل. وتعاني الغالبية من واحد أو أكثر من المضاعفات.
يعمل شعر العانة كحاجز مادي لمنطقة الفرج والمهبل، ويمكن أن تؤدي الإزالة الكاملة إلى زيادة التعرض للعدوى. إلا أن العلماء يؤكدون على حاجتنا للمزيد من الدراسات لتأكيد هذه العلاقة.

بعض الممارسات الصحية

عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على المهبل نظيفًا وصحيًا تنص الإرشادات الصادرة عن مكتب صحة المرأة. على أنه من الأفضل ترك المهبل ينظف نفسه من خلال الإفرازات التي ينتجها بشكل طبيعي.

أما إذا كانت الأنثى قلقة بشأن الإفرازات المهبلية التي تغير لونها أو تكتسب رائحة معينة. فيجب عليها التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية للتحقق من وجود عدوى محتملة.
على الرغم من أن الكثير من الناس قد يقلقون بشأن رائحة المهبل ويشترون المنتجات التي تدعي القضاء عليها، إلا أنه من الطبيعي أن يكون للمهبل رائحة فريدة.

لكن إذا كان تنظيف المهبل غير ضروري بل ضار، فماذا عن تنظيف الفرج؟ غالبًا ما تكون الأدلة المتعلقة بما إذا كان تنظيف الفرج مفيدًا أم لا غير حاسمة. ولكن في عام 2011 أجرت الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (RCOG) أبحاثًا موسعة لتطوير إرشادات قائمة على الأدلة مخصصة لأخصائي أمراض النساء العام لتحسين التقييم الأولي والرعاية لاضطرابات الجلد الفرجية. كما أجرى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى (MECA) أبحاث موسعة لتشكيل توصيات بشأن نظافة الأعضاء التناسلية للإناث. ويقترح كلا التوجيهين تطهير الفرج يوميًا بغسول سائل لطيف مضاد للحساسية.
حيث يجب على النساء تنظيف جلد الفرج بانتظام بغسولات خفيفة غير معطرة وخالية من الصابون. لمنع تراكم العرق، ودم الحيض، والخلايا الميتة، والمواد البيولوجية الأخرى التي يمكن أن تُراكم البكتيريا الضارة. ومع ذلك تحذر الإرشادات أيضًا من أن الإفراط في غسل الفرج حيث تنظيفه أكثر من مرة يوميًا يمكن أن يضر بصحته. وأنه عند تنظيف هذا الجزء من الجسم يجب تجنب استخدام الإسفنج، بل يجب مسحه برفق بمنشفة ناعمة حتى يجف.
باختصار ، يبدو أن الإجماع بين أطباء أمراض النساء هو أن المهبل والفرج جيدان في الغالب بمفردهما، وأن الاعتداء عليهما بالصابون والعطور والكريمات والمواد الهلامية من المرجح أن يسبب ضررًا أكثر مما ينفع. إذا كنتِ قلقة بشأن شكل فرجك، أو مظهره، أو رائحته، أو ملمسه. فإن أفضل مكان تذهبي إليه ليس متجر الأدوية، أو الإنترنت للحصول على نصائح. بل يجب التوجه للطبيب لأنه سيقدم لكِ المعلومات الصحيحة التي تحتاجينها.

بالإضافة إلى هل يجب استخدام منتجات النظافة النسائية؟ اقرأ أيضٍا: ماهي قصة اكتشاف البظر؟


مصادر هل يجب استخدام منتجات النظافة النسائية؟:
1. medicalnewstoday.com
2. ncbi

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق