بدأ المنهج النفسي في النقد مع بداية علم النفس ذاته، نهاية القرن التاسع عشر من خلال مؤلفات سيجموند فرويد في التحليل النفسي. اعتبر فرويد اللاشعور مخزنا خفيا يتضمن عوامل سلوك وإبداع وإنتاج الإنسان. وقد اعتبر الفن والأدب مظهرا آخر تتجلى فيه هذه العوامل التي تمثل الشخصية الإنسانية. فالأدب حسب فرويد هو تعبير عن اللاوعي الفردي، تفضح فيه صراعات الإنسان الداخلية.
محتويات المقال :
ركز فرويد على الأحلام في تحليله النفسي، لكونه يعتبرها نافذة مشرعة تطل على اللاشعور. وقد ميز الأحلام بعدة خصائص أهمها: التكثيف والإزاحة والرمز. وبقليل من التفكير يمكن ملاحظة أن هذه الخصائص متواجدة داخل الأعمال الفنية والأدبية كذلك.
استخدم فرويد الكثير من المصطلحات الأدبية في تحليله النفسي، فصارت كلمات من قبيل “أوديب” و”ألكترا” تدلان على عقد نفسية معينة. كما أنه حلل أعمالا أدبية وفنية ليبرهن على نظرياته في التحليل النفسي. ولارتباط عمله بالأمراض النفسية تم ربط الإبداع الأدبي والفني بالأمراض النفسية مقدمة لاعتبار المبدعين شذوذا مرضيا.
بالرجوع إلى النقد الأدبي، انصب اهتمام النقاد على سيرة الكاتب الذاتية معتبرين الأعمال الأدبية نتيجة لاوعيه. فالهدف من دراسة النص الأدبي هو فهم شخصية الكاتب، إذ يعبر النص عن كبت يعاني منه الكاتب في حياته، وتمثيل لعقد نفسية تؤرقه، ورمز للرغبات المكبوتة التي يتمناها.
يعتبر النقد النفسي العمل الأدبي قناعا يختبئ خلفه الكاتب، ومرآة تفضحه في الوقت نفسه. فالكاتب يختبئ خلف الرمز والتكثيف والإزاحة، بينما تحليل النص يكشف مخبأ الكاتب. فتحليل العمل الأدبي هو تحليل لشخصية الكاتب بطريقة ما. فإن حللنا رواية محمد شكري “الخبز الحافي” فسنعتبرها تعبر عن الفقر والحرمان اللذان عاشهما في طفولته، وأن تلك الفترة من حياته تركت عقدا نفسية لم يستطع التخلص منها رغم تقدمه في السن وتغير حاله.
من بين أهم المبادئ التي يركز عليها النقد النفساني:
من خلال الرجوع إلى هذه المبادئ لتحليل الكثير من النصوص الأدبية الخاصة بكتاب معينين، تمت ملاحظة وجود شخصية واحدة في جميع أعمالهم الأدبية. بمعنى أن كل كاتب يمتلك شخصية تتكرر في كل رواياته، تمتلك نفس الخاصيات والسمات. هذه السمات نفسها هي يتوفر عليها الكاتب. الشيء الذي يجعل النصوص الأدبية دليلا يتبع للتعرف على الجوانب النفسية الخاصة بشخصية الكاتب.
يعتبر فريق من النقاد أن للنص بحد ذاته لاوعيه الخاص، نظرا لكون اللغة مفتوحة على تأويلات غير منتهية لا يستطيع الكاتب نفسه حصرها. وعلى أي حال، يبحث النقد النفساني، أيا كان اتجاهه عن المعاني الخفية خاف الكلمات والدلالات المنفلتة من إرادة الكاتب التي ظهرت في النص وتظهر بعد كل قراءة جديدة.
على الرغم من أن الحديث الآن منصب على الاهتمام بالمناهج ما بعد السياقية، إلا أنها لا تعتبر متجاوزة، فهي صالحة للاستخدام في البحوث والدراسات حسب الحاجة. كما يمكن الجمع بين عدة مناهج في بحث واحد، وذلك حسب أهداف وغايات الباحث.
مناهج النقد المعاصر، صلاح فضل.
مبادئ تحليل النصوص الأدبية، بسام بركة، ماتيو قويدر، هاشم الأيوبي.
مناهج النقد الأدبي السياقية والنسقية، عبد الله خضر حمد.
وداعاً "أيقونة الحمض النووي": جيمس واتسون ببالغ الحزن والتقدير، أعلن العالم عن رحيل أحد أبرز…
ببالغ الحزن والأسى، ودعت الأوساط الأكاديمية والعلمية في مصر والعالم العربي قامة من قامات الوراثة…
الحياة منظومة تتجدد ذاتياً لا آلة عشوائية! في إنجاز تاريخي هزّ أركان علم الأحياء التطوري،…
تعد مملكة أورارتو واحدة من أبرز الحضارات الحديدية في الشرق القديم، إذ نشأت في القرن…
لطالما مثلت مصر، بموقعها الاستراتيجي عند ملتقى قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، نقطة محورية للتفاعل البشري…
على مشارف هضبة الجيزة التاريخية، حيث تقف الأهرامات شامخةً كشاهد على عبقرية الماضي، وُلدت أيقونة…