Ad

ملخص رواية “شجرة البؤس” للأديب طه حسين

“لكأن للبؤس شجرة تضرب بجذورها في أرواحنا تتغذى على أيامنا وتمتص حيويتنا وآمالنا ثم تطرح ثمارها من حسك وشوك نلوكها مرغمين فلا مفر من قدرنا المرسوم”
طه حسين، رواية شجرة البؤس

تدور أحداث الرواية في أحد الأقاليم المصرية وتروي حكاية الصديقين التاجرين على وعبد الرحمن، فالأول كان تاجرًا من سكان الأقاليم أما الثاني فهو تاجر يعيش في القاهرة جمعتهما ظروف العمل وأصبحا صديقين حميمين وتربط بينهما علاقة مصاهرة فقد تزوج خالد ابن علي من نفيسة بنت عبد الرحمن تلك الفتاة البائسة صاحبة الوجه الدميم الذي كان سببًا في أن تكون حياتها مأساة برغم من رغد العيش في بيت والدها إلا أنها لم تسلم من مضايقات من قريب وبعيد حتى أصبحت ترى نفسها وكأنها الشيطان.

تم الزواج بأمر من شيخ الإقليم الذي يبجله ويعظمه كُلًا من عبد الرحمن وعلي وابنه خالد فبمجرد أن أمر بالزواج وباركه وافق جميع الأطراف دون نقاش ومجادلة، حتى خالد لم يعترض على الزواج ولم يعترض على زوجته في البداية، وبالرغم من عدم موافقة أم خالد ورفضها لتلك العروس بشعة المنظر لابنها إلا أنها خضعت إلى أمر زوجها ولكنها هددته بأنه بهذا الزواج يزرع بذرة شجرة البؤس في عقر داره، ولم تتحمل هي تلك الزيجة ورقدت في الفراش مريضة ثم وافتها المنية بعد الزواج بأيام قليلة.

عاش خالد سعيدًا مع زوجته في البداية لا يعبأ بشكلها وكانت هي نعم الزوجة والصاحبة والسكن ورزق منها بفتاة صغيرة كانت معجزة الخالق في جمالها ووجهها المشرق مثل الصباح وأسماها سميحة، ولكن منذ ولدت هذه الطفلة ورأى جمالها أدرك مدى قبح زوجته فأصبح لا يكف عن مضايقتها ومقارنتها بابنتها فقد غلبته نفسه الأمارة بالسوء ولم يستطع منع نفسه من إيذاءها، وكانت نفيسة في ذلك الوقت تحمل في جوفها طفلة ثانية وعندما ولدت كان للطفلة نصيب من حظ أمها البائس ودمامة شكلها، وزادت مضايقات خالد لزوجته ومقارنة بناته ببعضهن وبأمهم مما كسر قلب نفيسة وآلمها كثيرًا حتى ألم بها المرض ورقدت في الفراش لا تدري بأي أرض هي ولا تعي ما يحدث حولها، فطلب عبد الرحمن من خالد أن يردها إليه هي وبناتها حتى يعتني بهن وحتى ترتاح نفيسة قليلًا.

ظلت نفيسة مقيمة عند والدها فترة طويلة حتى نسيها أبو خالد أو كاد ينساها لولا رؤيته لولده يعيش عيشة الأعزب ويرثى لحاله، أما هو فقد اتخذ لنفسه الكثير من الزوجات ورزق بالكثير من الأبناء وكبرت عائلته وأصبح ماله بالكاد يكفي تلك البطون الجائعة، بل أصبح ماله لا يكفي لسداد ديونه واستنكر عليه الشيخ فعلته وأصبح حديث أهل المدينة جميعًا، أما خالد فقد انشغل بعمله الجديد ككاتب في المحكمة الشرعية.

كان معظم راتب خالد يذهب لوالده ليساعده على إعالة أسرته الكبيرة، أما عبد الرحمن فقد كانت تجارته تعرضت للكساد وصعبت عليه الحال وما زاد الأمر سوءًا زيارة الشيخ وأصحابه التي كلفته معظم ثروته لإرضاء الشيخ فكل ليله كانت تقام حلقات الذكر وتذبح الذبائح حتى كانت آخر ليلة للشيخ عند عبد الرحمن انقضت وذهب معها آخر جزء من ثروته ولم يبق له إلا الدار التي يسكنها.

بعد ذهاب الشيخ بأيام قليلة مات عبد الرحمن تاركًا زوجته وابنته في رعاية خالد وأبيه، انتقلتا من القاهرة للمدينة للعيش في بيت أبو خالد حتى لحقت أم نفيسة بزوجها وتركت نفيسة وحيدة يشتد عليها مرضها حتى أصبحت لا تعي شيئا ولا تعرف حتى بناتها.

بعد أيام من موت عبد الرحمن مات الشيخ وهو يصلي بأصفيائه بعد أن أوصى خالد أن يتزوج من ابنة مسعود ذلك التاجر الثري الذي يعيش في المدينة ولأن مسعود يثق في الشيخ ثقة عمياء فقد وهب ابنته إلى خالد دون تردد، وتولى ابراهيم ابن الشيخ مكانه من بعده ولقب هو الآخر بالشيخ وأصبح الآمر الناهي صاحب الكلمة والمشورة المباركة كما كان والده، وأول عمل له أنه هم بتنفيذ وصايا والده ومنها أمر زواج خالد من منى بنت مسعود، وكان أبو خالد مغتاظًا من هذا الزواج وفي قرارة نفسه كان لا يريده أن يتم ولكن أمر الشيخ نافذ فأما العروس فقد كان يريدها لنفسه وأما ثروة مسعود فستذهب كلها لخالد دون أن يستفيد هو منها، وكانت نفسه غالبة عليه وامتلأ قلبه بالشر والحقد على ولده حتى اتخذ خالد دارًا منفصله وبعيده عن دار والده وعاش فيها هانئ البال مع زوجته التي رزقته الكثير من الصبية الصغار.

استمرت حياة خالد مستقرة وهادئة حتى أمره الشيخ بالعمل في الدائرة السنية والانتقال من مدينة إلى مدينة أخرى لغرض في نفس الشيخ وذلك لأن تلك المدينة استعصت علىه فلم يكن له مريدين فيها ولا أتباع فأراد أن يكون هناك دار تابعه له في البلدة حتى يستطيع الذهاب إليها في أي وقت.

انتقل خالد إلى عمله الجديد وسكن في دار رحبة مع منى وأولاده في استقرار حتى علم بأن مرض نفيسة قد اشتد عليها فاقترحت منى أن تنتقل نفيسة وبناتها إلى بيتهم حتى تستطيع رعايتها، عاملت منى البنات ونفيسة على أحسن ما يرام حتى تزوجت سميحة تلك الفتاة ذات الوجه الجميل من رجل ثري له أولاد من زوجة أخرى وعاشت معه حياة شقية تعيسة لا تخلو من الصعاب وظلت جلنار في بيت أبيها تكابد عناء العمل في المنزل ورعاية الصغار ولكن كانت تشغل به نفسها عما تراه من أخواتها من نفور وبغض لوجهها.

بعد أن رزقت منى بطفلتها الأولى تغيرت نظرتها إلى جلنار وتغيرت معاملتها لها وتركت عليها أعمال المنزل كلها فأصبحت كالخادمة في بيت أبيها وتحطمت أحلامها بالزواج بعد أن خطب سالم ابن عمها والذي كانت تكن له مشاعر طيبة أختها من أبيها ولم يخطبها هي، كانت الصدمة قوية عليها حطمت قلبها ولم تنته نوائبها عند هذا الحد ولكن ساء الوضع بوفاة والدتها، فقد أصبحت وحيدة كليًا تعمل خادمة في بيت أبيها بوجه بشع وروح ضائعة وقلب مكسور.

وكان خالد حريصًا على أن يعلم أولاده ويلحقهم بالمدارس التي حرم هو منها ويلبسهم أزياء على الموضة ولكن بسبب كثرة عدد أبناؤه ضاقت عليه الحال وأصبح يجاهد ليحافظ على ما تبقى من منزله حتى كبر الأولاد وسافر منهم من سافر وتزوج من تزوج، وبقيت جلنار المسكينة وحيدة تعاني في بيت أبيها وكأنها ثمرة من شجرة البؤس التي زرعها أباه عندما زوجه من نفيسة.

مرت الأيام ثقيلة على روح جلنار تتحمل فيها مضايقات منى وبناتها ولا تعترض على قدرها المحتوم حتى مات خالد وامتلأ البيت بالحزن ولم تتحمل جلنار وفاة والدها فدخلت غرفتها ولزمتها أيامًا لم تخرج منها إلا إلى جوار والدها في تلك الدار التي لا يعرف أهلها تحاسدًا ولا تباغضًا والتي لا لغو فيها ولا تأثيم.

ملخص رواية “بداية ونهاية” لنجيب محفوظ

للمزيد من ملخصات الكتب

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فكر ملخصات كتب

User Avatar

Aya Gamal


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق