Ad

ملخص رواية “رادوبيس” للكاتب نجيب محفوظ

تعتبر الرواية واحدة من روايات الثلاثية التاريخية التي كتبها نجيب محفوظ والتي تضم رواية رادوبيس بالإضافة إلى روايتي عبث الأقدار وكفاح طيبة، وتميزت بأبعاد سياسية ألقت الضوء على الواقع المصري المعاصر من خلال صراع الملك مع السلطة الدينية وكيفية تعامله مع العصيان الشعبي الذي واجهه أثناء فترة حكمة وعلاقته بالجميلة رادوبيس.

تدور أحداث الرواية في مصر القديمة يوم الاحتفال بعيد النيل المقدس، كانت آبو عاصمة مصر تشهد جموع الشعب القادمين لمشاهدة موكب الملك والاحتفال بالعيد، تجمع الناس في الطريق الطويل الممتد بين قصر الملك ومعبد النيل وشق الجموع هودج رادوبيس الجميلة ليثير جلبة في أرجاء المكان ويلفت انتباه الجميع، كانت رادوبيس غانية صاحبة جمال فاتن يذيب القلوب تقيم في قصرها الأبيض الساحر في جزيرة بيجة بالقرب من العاصمة تستقبل فيه كبار القوم الذين يغدقونها بالهدايا الثمينة أملًا في نيل رضاها والنظر إلى وجهها المشرق.

مضت دقائق طويلة بعد وصول رادوبيس حتى بدأت طلائع الجيش تسير صفوفًا متراصة على أنغام الموسيقى الحربية، ثم ظهرت العجلة الفرعونية التي تحمل الملك الشاب تتقدم الموكب، تعالت الهتافات للملك وامتلأ الجو بالحماسة ولكن بين كل تلك الأصوات أفلت صوت يصيح ليحيي صاحب القداسة “خنوم حتب” وزير الملك ورددت خلفه عشرات الأصوات، أسرها الملك في نفسه وتحكم في غضبه ولم يبد على ملامحة أي تعبير.

تأثرت رادوبيس بما حدث ورجعت إلى قصرها مثقلة القلب تحمل معها صورة الملك في قلبها الذي لم يعرف الحب قبل رؤيته، وعند وصولها لحديقة القصر قررت أن تستحم في البركة عسى أن تتخلص من همومها وفي أثناء ذلك حلق نسر بالقرب من البركة واختطف صندلها الذهبي الثمين وطار بعيدًا وسط نظرات الدهشة والفزع من رادوبيس ووصيفاتها.

بعد انتهاء يوم الملك الطويل اختلى بصاحبيه سوفخاتب كبير الحجاب وطاهو رئيس الحراس، واستطاع حينها أن يعبر عن غضبه الشديد بسبب تلك الهتافات الغادرة، وكان الكهنة ثائرون على الملك الشاب لأنه يريد أن يأخذ بعض الأراضي المخصصة للمعابد والفائضة عن حاجتهم لبناء القصور والمقابر ليتمتع بحياة سعيدة عالية وتُمجد فترة حكمه في التاريخ ولكن رفض الكهنة كان صارمًا وحاولوا جاهدين أن يردوا الملك عن قراره بمساعدة خنوم حتب الذي يقف في صفهم ضد الملك، وفي أثناء حديث الملك الغاضب سقط على حجره صندل ذهبي ألقاه نسر من السماء وحلق مبتعدًا.

فحص الملك الصندل بعناية وعثر على صور فارس وسيم يقدم قلبه هدية على يديه المبسوطة نقشت على باطن الصندل، ومن النقش عرف سوفخاتب صاحبته وأخبر مولاه عن جمالها الأخاذ، أما طاهو فقد كان قلبه يخفق بشدة بسبب ولعه برادوبيس وحبه لها ورجاءه في رضاها عنه الذي لم ينله حتى الآن.

ذهب طاهو على الفور لتحذير رادوبيس وإعلامها بعزم الملك على زيارتها وحثها على السفر بعيدًا خوفًا من أن يتخذها الملك لنفسه ويحرم هو منها، ولكنها لم توله أي اهتمام وأعلنت عن رغبتها بلقاء الملك مما أثار حنق طاهو وغادر غاضبًا، وبعد رحيله ظلت رادوبيس مستيقظة مشغولة البال حتى غلبها النوم وفي اليوم التالي زارها الملك في قصرها ودار بينهما حديث قصير أسعد قلبها ووثق بينهما علاقة ستدوم طويلًا.

انتشر خبر علاقة الملك برادوبيس كالنار في الهشيم وثار حنق الشعب على الملك بسبب الثروة التي بددها تحت قدمي فاتنته، واستغل الكهنة الأمر لمصلحتهم وخطبوا في الناس ليشتعلوا غضبا ووصفوا الملك بالملك العابث، وتوترت العلاقة كثيرًا بين الملك وخنوم حتب وقلت اللقاءات التي تجمعهم فقرر خنوم حتب التحرك والذهاب إلى الملكه نيتوقريتس ليحثها على المساعدة ويعرض عليها التماسات الكهنة بشأن أراضي المعابد، مما دعاها للذهاب إلى الملك بنفسها لتعرضهم عليه وأن تترك كبريائها المجروح جانبًا بسبب رادوبيس وتقدم مصلحة البلاد أولًا ولكنها رُدت خائبة، وقرر الملك إعفاء خنوم حتب من منصبه وتعيين سوفخاتب مكانه.

ورأت نيتوقريتس أن لا تستسلم وتذهب إلى رادوبيس علها تستطيع أن تؤثر على الملك الشاب وترجعه عن قراره، ولكن رادوبيس أهانت الملكة إهانة بالغة ولم تلق الملكة من زيارتها سوى الألم والحسرة ورُدت خاسرة وانعزلت في مخدعها لا تلوي على شيء، أما رادوبيس فبدأت تفكر في حل ليتخلص الملك من أولئك الكهنة الذين يعكرون صفو حياتها مع حبيبها.

عرضت رادوبيس على الملك أن يحشد الجنود ليخرس الكهنة ويخلق علة وداع وهمي لحشدهم، فيرسل إلى ملك النوبة يطلب منه إرسال رسول برسالة كاذبة عن تمرد قبائل المعصايو التي عقد معها الملك صفقة سلام، الطعام الوفير لهم مقابل الأمان للقوافل التجارية، وعند ذلك يستطيع أن يحشد الجنود دون أن يثير حنق الشعب أو يلفت انتباه الكهنة، أعجب الملك بالفكرة ودهش بذكاء رادوبيس وسرعان ما أخبر بها صديقيه، وشرع في تنفيذها.

اختارت رادوبيس بنامون صبي المثال هنفر الذي شيد لها قصرها رسولًا يحمل رسالة الملك، كانت رادوبيس تثق به كثيرًا واستغلت ولعه بها وأقنعته بالذهاب وضمنت ولائه، ومضت الأيام ثقيلة في انتظار عودة بنامون الصغير من مهمته، وكان الملك صابرًا على خنوم حتب وزياراته المتعددة للأقاليم والتفاف الناس حوله حتى تتم خطته وينتقم لكرامته المهانة.

وبعد مدة ليست بقصيرة وصل بنامون لقصر رادوبيس ومعه رسول ملك النوبة بالرسالة الوهمية، وكان ذلك قبل عيد النيل بوقت قصير وهللت رادوبيس بعودة رسولها الأمين، وجاء يوم عيد النيل وكالعادة استقبلت آبو الوافدين للاحتفال ولكن هذه المرة كان الغضب يحتد في القلوب، ولم يأت الشعب للاحتفال ولكن أتى ثائرا على حاكمه، واشتبكت قوات الحرس مع بعض المتمردين وانتشرت الفوضى، وأمر الملك باجتماع عاجل مع سادة البلاد والكهنة وبدأ بتنفيذ خطته وإخبارهم بأمر الرسول وتمرد قبائل المعصايو الوهمي، فأثنى السادة على حشد الجنود والاستعداد للقتال، أما الكهنة فكان عندهم رأي آخر، فقام أحدهم في دهاء وأخبر الجميع أن قادة قبائل المعصايو جاءوا اليوم ليقدموا فروض الولاء والطاعة للحاكم ودخل الرجال القاعة وحييوا الملك ثم انصرفوا محطمين معهم خطة رادوبيس، أيقن الملك بالخيانة وظن بنامون واش لعين.

ازدادت اشتباكات الشعب مع القوات وارتفعت الهتافات الغاضبة ضد الملك والمطالبة بنيتوقريتس حاكمة للبلاد بدلًا عنه، قرر الملك الخروج لشعبه وحيدًا بعد أن قدمت له نيتوقريتس ولاءها، ارتدى زيه الحربي ووقف عند بوابة القصر وأمر الحراس بالانسحاب وانتظرهم في شموخ، عند دخول الجموع الغاضبة من بوابة القصر دهشوا للقاء الملك وحيدا يقف بين صاحبيه دون حماية، وتوقفوا لحظات صامتين إلا أن سهمًا غادرًا شق سحابة الصمت وأصاب الملك في مقتل فهوى ساقطًا بين أيدي طاهو وسوفخاتب الذين حملوه إلى داخل القصر تغمره دموع نيتوقريتس.

كان السهم نافذا وأدرك الملك نهايته فطلب منهم أن يرجعوه إلى رادوبيس ليموت بين يديها طالبًا من الملكة نيتوقريتس العفو والغفران فأمرتهم الملكة بتلبية طلبه، وعند وصوله لرادوبيس هالتها الصدمة واختنقت ببكاء مكتوم كاد أن يفجر قلبها من الحزن، وعندما لفظ الملك أنفاسه الأخيرة حضرت وصيفة نيتوقريتس لتعيد جثمان الملك إلى القصر وتم نقله رغم صرخات رادوبيس المتوسلة بأن يتركوه وكانت ذاهبة ورائه إلا أن طاهو أوقفها واعترف لها بخيانته للملك بسببها، فلم يطق فوز الملك بقلب رادوبيس الذي سعى له منذ زمن طويل فقرر الانتقام بالخيانة التي تسببت في موت الملك الشاب.

عندما رحل طاهو عن رادوبيس قررت بعدها إنهاء حياتها بالسم فلم يعد لوجودها في الحياة أهمية بعد كل ما حدث، ونقلتها وصيفتها لبلد أخرى حتى تستطيع دفنها بصورة لائقة لأنها كانت تعلم أنها لن تستطيع فعل ذلك في بلد لعن رادوبيس وجمالها إلى الأبد.

للمزيد من ملخصات الكتب

إقرأ أيضًا:

ملخص رواية بداية ونهاية لنجيب محفوظ

رحلة ابن فطومة ، ملخص رواية للكاتب نجيب محفوظ

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فكر ملخصات كتب

User Avatar

Aya Gamal


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق