لاشك أن كل أم ترغب أن يكون طفلها بصحة جيدة، ومن أجل هذا تحرص أغلب الأمهات على رعاية أنفسهن قبل الولادة من خلال اتخاذ احتياطات لضمان الحمل الصحي، تشمل بعض هذه الاحتياطات: الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب الكحول والتدخين، ولعل من أهم هذه الاحتياطات هو عدم تناول الأدوية بشكل عشوائي، بالرغم من وجود العديد منها التي لا تستلزم وصفة طبيب، إلا أن هناك أدوية تعرض صحة طفلك للخطر، وقد تسبب عيوب خلقية خطيرة، ومنها: متلازمة الطفل الرمادي والتي قد تكون خطرًا للغاية على الأطفال الخدج والرضع، ما أبرز ما تتميز به هذه المتلازمة وما هي أهم أسبابها.
محتويات المقال :
«Gray baby syndrome»: حالة يعاني فيها الرضيع من رد فعل مهدد للحياة، وذلك بعد حقن المضاد الحيوي الكلورامفينيكول في الوريد، شائعة هذه الحالة أكثر عند الأطفال الخدج نظرًا لأن التفاعل الضار يرتبط ارتباطًا مباشرًا بقدرة الكبد على تكسير الدواء ومعالجته، ومع ذلك، يمكن أن يصيب الأطفال حتى سن الثانية، قد يكون الأطفال أيضًا معرضين لخطر هذه الحالة إذا تم إعطاء المضاد الحيوي لأمهم أثناء المخاض أو أثناء الحمل.
الكلورامفينيكول: مضاد حيوي صنعي، تم عزله من بكتيريا Streptomyces venezuelae، اكتشف لأول مرة في عام 1947، ونظرًا لتكلفته المنخفضة، واتساع نطاق تغطيته، وانخفاض معدل حدوث سمية، فقد تمت إضافة الكلورامفينيكول إلى قائمة الأدوية الأساسية لمنضمة الصحة العالمية، بعد استخدام العقار على نطاق واسع وبعد اثني عشر عامًا، أدرك الأطباء والعلماء أن العقار له بعض الآثار الجانبية الخطيرة جدًا، منها متلازمة الطفل الرمادي، لذلك توقفوا عن استخدامه للعديد من الأمراض، ولكن لا يزال الكلورامفينيكول يستخدم لعلاج بعض الأمراض مثل التهابات العين والتهاب السحايا عند الأشخاص الذين لديهم حساسية من البنسلين.
يعاني الرضع المصابون بهذه المتلازمة من انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، غالبًا ما يتحول لون جلد الطفل وأظافره إلى اللون الرمادي بسبب نقص الأكسجين، بينما تتحول الشفاه إلى اللون الأزرق، عادةً ما تبدأ الأعراض والعلامات في الظهور بعد 2-9 أيام من العلاج بالكلورامفينيكول، تشمل الأعراض الأخرى ما يلي: ضعف عام وانخفاض درجة الحرارة وقيء، وإسهال، فقدان للشهية ورفض الطفل للرضاعة وانتفاخ البطن واضطراب في التنفس؛ إذا لم يُعالج قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.
يعود السبب الرئيسي لهذه المتلازمة عدم نضج إنزيمات الكبد، -والتي من أهمها: «UDP-glucuronyl transferase»- عند عند حديثي الولادة وبالتالي عدم قدرة الكبد على «استقلاب_Metabolism» الكميات الكبيرة من الكلورامفينكول، إضافة إلى أن الكلى لا تستطيع التخلص منه، ونظرًا لهذه الأسباب يرتفع مستواه في الدم، ومن ثم يزيح البيليروبين غير المقترن من الألبومين، مما يؤدي إلى اليرقان والوفاة في النهاية إذا لم يتم علاجه.
وظيفة الأنزيم استقلاب هذا المضاد الحيوي.
اول ما يتم إتخاذه في هذه الحالة إيقاف العلاج بالمضاد الحيوي، وقد يتم اللجوء إلى تبديل دم الطفل للتخلص من العقار، ويمكن أن يحتاج الطفل غسيل كلى أو العلاج بالأوكسجين، أيضًا من الممكن استخدام عقار الفينوباربيتال كمحفز لإنزيمات الكبد إلى جانب إجراءات أخرى عديدة.
أفضل طريقة لتجنب هذه المضاعفات هي عدم إعطاء هذا الدواء للرضع الخدج والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، وأيضًا تجنب إعطاءه للأمهات المرضعات.
في الجرعات المنخفضة، قد لا يكون لهذا المضاد الحيوي تأثير سام على الأطفال، ولكن أخذ الحذر مهم، ونادرًا ما يصبح استخدام الكلورامفينيكول ضروريًا، في حال كان ضروريًا، فيجب إعطاء هذا الدواء تحت إشراف دقيق من الطبيب، ولا ينبغي أن يكون العلاج الأساسي، عادة ما يمكن تجنب المتلازمة عند إعطاء الكلورامفينيكول بجرعات منخفضة إلى جانب مراقبة مستويات الدم.
إقرأ أيضًا: الحمى القرمزية: أسبابها وكيف تتم معالجتها؟
لقد تصارع الفلاسفة لفترة طويلة مع مفهوم المعاناة، ولكن في الفلسفة الوجودية (Existentialism) تتلقى المعاناة…
قامت دراسة حديثة نشرت في مجلة (Science) في 27 سبتمبر 2024، باقتراح دفن الخشب لمكافحة…
لقد شهدت الفيزياء تحولا كبيرا في السنوات الأخيرة مع الاعتراف بالمساهمات البارزة للمرأة. ومن بين…
هل تريد أن تتكيف ملابسك مع درجة حرارة جسمك في الوقت الفعلي، وأن ترتدي نفس…
في عملها المبدع "الحالة الإنسانية"، دقت الفيلسوفة حنة آرنت (Hannah Arendt) ناقوس الخطر بشأن تآكل…
لطالما كان جبل إيفرست، أطول جبل على وجه الأرض، أحد عجائب العالم الطبيعي، لكن دراسة…
View Comments
مساء الخير
أنا الصيدلانية نور, قرأت المقال ووجدته مفيد ويسعدني أن أعمل معكم في مجال المحتوى العلمي .