Ad

آلية عمل الذاكرة البشرية وأنواعها تُبنى على الخلايا العصبية، حيث تتواصل الخلايا العصبية مع بعضها عن طريق “مشابك عصبية” تربط كل خلية عصبية بالآخرى. ولتحفيز هذه التشابكات العصبية يلزم وجود “ناقلات عصبية” (مواد كيميائية تسمح بنقل الإشارات من خلية عصبية أخرى وتوجد في المشابك العصبية).

يمكننا تشبيه “الناقلات العصبية” بالبريد الإلكتروني، إذا تلقيت رسالة بريد إلكتروني واحدة فيمكنك تجاهلها. ولكن، إذا تلقيت مئات الرسائل من شخص يحدثك بنفس الموضوع في نفس الوقت، فمن المحتمل أن تبدأ في الانتباه والتحدث معه.

بالمثل، تفتح الخلايا العصبية خط اتصال مع بعضها عندما تتلقى تحفيزًا مستمرًا من العديد من الناقلات العصبية في وقت واحد مثلاً إنك تضطر لتكرار رقم مُعين لحفظه عندها يكون المُحفز تكرار الرقم. إذاً تعتمد قدرتك على تذكر بعض الأحداث دونًا عن غيرها على قوة وتكرار الاتصال بين التشابكات العصبية. الأشياء التي تكررها مثل رقم التليفون أو عنوان المنزل تكون حاضرة بذهنك وبتحفيز بسيط للذاكرة تستطيع أن تسترجع المعلومة بسهولة، أما الأشياء التي لا تكررها تتضائل وتتناسى. 1

صورة توضح شكل الخلية العصبية والمشبك العصبي

صورة توضح شكل الخلية العصبية والمشبك العصبي

الناقلات العصبية

صورة توضح الناقلات العصبية بالمشابك وبين الخلايا العصبية

مراحل الذاكرة

تمر الذاكرة بثلاث مراحل ولنسهل عليك الأمر دعنا نشبه الذاكرة بحافظ الملفات، مثلاً عندما تشهد حدث معين تقوم الذاكرة بإنشاء ملف له وحفظه بمخك ثم تسترجعه حين طلبك له مرة أخرى.

1- الترميز: هي عملية الذاكرة الأولى تعتمد على نقل المعلومات الآتية من المستقبلات الحسية إلى الخلايا العصبية ليتم تخزينها.
2- التخزين: يتم تخزين الذكرى لحين استرجاعها، وتحتوي هذه العملية على تخزين معلومات عن الحدث مثلاً في أي وقت وفي أي مكان.
3- الإسترجاع: هذه العملية تشير إلى الحصول على المعلومات بعد تخزينها حين تطلبها.

إذاً لماذا ننسى؟

يمكننا القول بأن النسيان هو عملية عجز مؤقتة بإسترداد معلومة معينة مما تم حفظه مسبقاً في الذاكرة.
تذكر بعض المواقف دوناً عن غيرها تعتمد علي قوة التكرار الحدث بين الخلايا العصبية. وهذا يسمح لدماغك استرجاع هذه الذكرى بمعدل أعلى، قد يفسر هذا سبب كون بعض الذكريات أكثر حيوية من غيرها. مثلا إنك لا تنسى أول مرة ركبت بها الدراجة ولكن تنسى ما هو اليوم بالتحديد ذلك لأنك بكل مرة تتذكر فيها هذا الموقف لا تسترجع بها معلومات اليوم ولكن تسترجع الموقف فقط.

للنسيان ثلاث نظريات

الأولى: أنك لم تهتم بالذكرى بالقدر الكافي فلم يتم تسجيلها بالذاكرة.
الثانية: أن الذاكرة نفسها لم تقم بالإحتفاظ بالذكرى.
الثالثة: أنها موجودة بمكان ما بالذاكرة ولكنك غير قادر على استرجاعها.

أنواع الذاكرة
1- الذاكرة الحسية – sensory memory

هي أقصر أنواع الذاكرة وقتاً ومسؤولة عن الإحساس الذي يصلنا من الحواس الخمسة “اللمس، الشم، البصر والسمع” وعادة ما تستمر هذه الذاكرة إلى ثانية أو أقل، تقوم بحفظ انطباع قصير عن المؤثر الحسي بعد انتهاءه.
مثلا: عند مشاهدتك للبرق ترى ضوء خفيف بعد انتهائه أو بعد أن تشم الأزهار تبقى الرائحة في أنفك، لا تستمر هذه الأشياء سوى ثوان.

أيضا تعمل هذه الذاكرة على حفظ وتخزين اللقطات المهمة والمعلومات السريعة التي قد يستفيد بها العقل في وقت لاحق وتنقها إلى الذاكرة قصيرة المدى. 3


2- الذاكرة قصيرة المدى – short term memory

تعتبر الذاكرة قصيرة المدى حلقة الوصل بين الذاكرة الحسية والذاكرة طويلة المدى، تشبه الذاكرة قصيرة المدى الأوراق اللاصقة التي نكتب عليها ملاحظات سريعة. مسؤولة عن التفكير اللحظي والمعلومات السريعة وتستمر هذه الذاكرة بضعة ثواني ويمكن أن تمتد لدقيقة.

على سبيل المثال: لتفهم معنى هذه الجملة يجب أن تكون بداية الجملة حاضرةً في عقلك أثناء قراءة المتبقي منها، هذه مهمة الذاكرة قصيرة المدى. وهذه الإجابة عن السؤال لماذا أنسى أين وضعت مفاتيحي أو لماذا جئت إلى هنا ذلك لأن هذه المعلومات تُحفظ في الذاكرة قصيرة المدى التي لا تبقى سوى دقائق، لا تقلق أنت بخير. 2


3- الذاكرة طويلة المدى – long term memory

أطول أنواع الذاكرة وقتاً وهي المسؤولة عن تخزين المعلومات وإدارتها واسترجاعها. الذكريات الحسية تومض فقط لمدة أقل من ثانية والذكريات قصيرة المدى تستمر لمدة دقيقة أو دقيقتين، أما الذاكرة طويلة المدى تشمل أي شيء حدث قبل خمس دقائق إلى 20 عامًا مضت.

بعض أنواع هذه الذاكرة متعلق بالعقل الواعي مما يتطلب منك التفكير العميق من أجل تذكر جزء من المعلومات وبعضها في اللا واعي مثل تذكر الطريق من المنزل إلى العمل دون التفكير في ذلك. دعونا نلقي نظرة على بعض هذه الأنواع . 3

أنواع الذاكرة طويلة المدى

1-الذاكرة السمعية

تساعدنا الذاكرة السمعية في الاحتفاظ بالمعلومات بناءً على الأصوات التي نسمعها، عندما نعلم الأطفال الأصوات التي تصدرها الحروف، فإن ذاكرته السمعية هي التي ستسمح له بتذكر أن صوت الحرف ” ك” هو نفسه الصوت الذي نسمعه في كلمة “كرة”.

2-الذاكرة البصرية

هي التي تساعد الطفل على ربط صورة كرة السلة بكلمة “كرة”.

3- الذاكرة الصريحة – explicit memory

مسئولة عن الاستدعاء المتعمد للمعلومات. كالإجابة عن سؤال بالامتحان عليك أن تتذكر المعلومة بدقة.

4- الذاكرة التقريرية -Declarative Memory

هذه الذاكرة مسئولة عن الاحتفاظ بالحقائق المهمة واسترجاعها، مثل التواريخ والأحداث والمعلومات.

5- الذاكرة العرضية -Episodic Memory

تضمن القدرة على تذكر التجارب المباشرة من حياتك.

6- الذاكرة الدلالية – Semantic Memory

تشير الذاكرة الدلالية إلى تخزين الذاكرة للمفردات والحقائق الأساسية والأسماء والمعرفة العامة. 4

لا يزال البحث مستمر حول العقل البشري والذاكرة فالعلم وراء الذاكرة هو علم معقد، ومن المرجح أن يدرس لعقود قادمة هناك الكثير من الأبحاث التي يجب القيام به لفهم كيف يولد أدماغتنا الذكريات ويسترجعها.

مصادر( آلية عمل الذاكرة البشرية وأنواعها؟):
1- harvard university
2- sciencedirect
3- american psychological association apa
4- medscape
PMC -5

اقرأ أيضاً: مترجم: أفضل طريقة لمساعدة الأطفال على تذكر الأشياء؟

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

Yara Mokhtar

أدرس الطب الرياضي وإصابات الملاعب وأحاول تبسيط المعلومات الطبية للعامة. مهتمة بالموسيقى والقراءة والرسم.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق