Ad

للشعر روتين عناية خاص به، مثلما تمتلك البشرة روتينا للعناية. إذ يعد الحصول على شعر صحي ولامع نتيجة لتطبيق الخطوات الصحيحة بصفة دورية فيما يعرف بالروتين. وذلك بالترافق مع استخدام منتجات مناسبة لنوع الشعر [1].

العناية بالشعر قديمًا

تغير روتين العناية بالشعر عبر العصور وذلك توافقا مع الحالة الاقتصادية المحيطة والعادات الثقافية الشائعة لدى الشعوب. فنلاحظ عند المصريين القدماء، كانت النساء والرجال يحلقون الشعر كاملا لتجنب الإصابة بالقمل. ويستعيضون عن الشعر بوضع باروكة مصنوعة من الصوف أو الشعر الطبيعي [2]. إذ يتم العناية بهذه الباروكة عن طريق وضع كريم مرطب عليها. بينما في القرن السادس عشر إلى القرن السابع عشر، لجأت النساء إلى مسح شعرهن بإسفنجة مغمورة بالماء المعطر والبودرة قبل تمشطيه كل يوم [3].

اعتمدت هذه الفترة على منتجات العناية بالشعر الجافة لعدم وجود وصلات للماء في كل منزل. ومن هذه المنتجات التي سببت حوادث مؤسفة كان الشامبو الجاف الذي احتوى حينها على البنزين أو الكلوروفورم كعامل تنظيف. فكما نعرف قدرة هذه المنتجات على الاشتعال في حال وجود أي مصدر للاشتعال مثل الشموع ونحوه [3].

ونتيجة لهذه الحوادث، انتشرت منتجات الصابون للتنظيف في الفترة اللاحقة. وكان ترويجها على أنها ٣ قطع في قطعة واحدة أي تستخدم لكل من الجسم والشعر والملابس. وعلى الرغم من ذلك، لم تلق حينها الكثير من القبول لكون الشعر الناتج عن استخدام هذه المنتجات يصبح باهت وجاف للغاية [3].

وفيما بعد، وتحديدًا بالعصر الفكتوري، التزمت النساء بتمشيط شعورهن 100 مرة كل ليلة. وذلك لاعتقادهن أن التمشيط المكثف يساعد على نقل زيوت الشعر من الفروة إلى الأطراف وتوزيعها بالتساوي [3].

ما يجب فهمه عن بنية الشعر للحصول على شعر صحي

يتكون الشعر من خلايا تأخذ شكلا اسطوانيا أو أعمدة. إذ ينمو الشعر بدءا من جسيم صغير في فروة الرأس يسمى الجريب. يتراوح قطر الشعرة من 15-120 ميكرو متر (كل ميكرومتر تساوي واحد بالمليون من المتر). ويتعلق قطر الشعرة بنوع الشعر والمنطقة التي تنمو فيها [3].

ومن المثير للجدل، أن كل تلك العناية والمنتجات للعناية بخلايا هي بالأساس خلايا ميتة. إذ تتركب الخلايا الشعر من بروتينات غنية بعنصر الكبريت ويطلق على هذه البروتينات اسم الكيراتين. بينما القسم الداخلي من الشعر الذي يوجد ضمن الجريب (الذي يتموضع ضمن فروة الرأس) هو القسم الحي منه. ولأنه الجزء الحي، يجب أن يصل إليه كل المواد المغذية والدم الضروريان لنمو خلايا الشعر. وعليه نلاحظ أن أي منتج يزيد من نمو الشعر يركز على علاج وتغذية فروة الرأس الحية وليس الأطراف [4]. وفي هذا الصدد، لا بد من معرفة أن فروة الرأس تنتج يوميا 50-100 خلية شعر بدئية في الجريب[4].

عوامل مؤثرة في اختيار روتينك

  • ما هو نوع شعرك؟ يمتلك الشعر أنواع مثلما تمتلك البشرة أنواعا محددة. وتتحدد المنتجات المناسبة لشعرك تبعا لنوعه [1].
  • هل قمتِ بصباغة شعر أو إضافة أي مواد كيميائية على شعرك من مواد فرد للشعر ومثيلاتها؟ إذ يحتاج الشعر في هذه الحالة اهتمامًا وتغذية مضاعفة مع الابتعاد عن الغسل اليومي [1].
  • كيف تريدين أن يكون شعرك خلال النهار؟ إذ يحتاج شعرك إلى وضع منتجات تحميه من حرارة الأدوات الكهربائية في حال رغبتي بتسريحه عبرها[1].
  • هل يمتلك شعرك حالة صحية معينة مثل وجود قشرة أو يعاني من جفاف أو التلف ..إلخ [1].

بالإجابة عن هذه الأسئلة، يمكنك تحديد نوع الروتين المناسب لشعرك، ولكن ما هي خطوات الروتين؟

خطوات روتين الشعر

1. التنظيف

تعرف خطوة التنظيف على أنها توازن بين إزالة الخلايا الميتة للجلد والحفاظ على الزيوت الطبيعية المغذية لفروة الرأس [1].

2. البلسم

هي الخطوة الثانية بعد التنظيف، هدفها الأساسي استعادة الرطوبة للشعر والتي ربما أزالتها خطوة التنظيف السابقة، بالإضافة إلى فك التشابك وإعطاء مظهر لامع للشعر [1].

3. الترطيب والاحتفاظ

المقصود بالاحتفاظ هنا هو الحفاظ على رطوبة الشعر ومنع فقدانها بعد الترطيب. والترطيب في هذه الحالة يكون أعمل من ترطيب البلسم، ويتم عن طريق وضع زيوت طبيعية إضافية تشكّل طبقة حماية حول الشعر [1].

4. التمشيط

تعد هذه الخطوة مهمة لفك التشابك بين خصلات الشعر. ويفضل أن تتم باستخدام مشط واسع الأسنان كي لا تسبب شد زائد للشعر أو تساقط مفرط . وقد يحتاج هذا الأمر تكرارًا يوميًا تبعًا لطبيعة الشعر [1].

5. تسريح الشعر

يسرح الشعر باستخدام منتج مصفف للشعر أو باستخدام أدوات التسريح الحرارية [1]. ويفضل في حالة استخدام أدوات حرارية التأكد من حماية الشعر بزيت مخصص لذلك.

6. العلاج في الحالات الخاصة

يعالج الشعر تبعًا للحالة الصحية التي يعاني منها مثل تساقط الشعر، القشرة، الجفاف ..إلخ [1].

هل تتغير طبيعة الشعر مع الزمن؟

نعم، تتغير طبيعة الشعر مع تقدم العمر، وحسب الحالة الصحية للجسم، فمثلا الشعر قبل البلوغ يختلف عن بعده. وكذلك ترتبط طبيعة الشعر بهرمونات الجسم، ونلاحظ كثيرا في حالة الحمل والرضاعة لدى المرأة بتحسن يعقبه تساقط. ولا تتغير طبيعة الشعر تبعًا للعمر والهرمونات فحسب، بل تتغير كذلك تبعًا للفصول. وهذا بدوره يترتب عليه مرونة ضرورية في روتين العناية تبعًا للفصل الموسمي. فمثلا في الشتاء سيحتاج شعرك إلى ترطيب أعلى من الصيف لزيادة إفراز زيوت الشعر الطبيعية من فروة الرأس في الصيف. وقد تختلف المنتجات المستعملة للعناية بالشعر كليًا بين فصلي الصيف والشتاء حسب ما ستلاحظينه بنفسك [1].

إليك 4 نصائح للحفاظ على شعر صحي

  • عليك بقص أطراف شعرك بانتظام. إذ يفضل قص أطراف الشعر كل ٦-٨ أسابيع للحفاظ عليه من التلف وتحفيز نموه [1].
  • استحم بماء دافئ وابتعد عن الماء الساخن، إذ يسبب الماء الساخن جفاف وتلف للشعر [1].
  • اتبع نظام غذائي متوازن غني بالأوميغا وبمضادات الأكسدة مثل فيتامين E وفيتامين c. ولا تنسى أن يتضمن نظامك الغذائي عنصر الحديد الضروري لنمو الشعر [1]. للتعرف على أهمية عنصر الحديد إليك المقال التالي حول فقر الدم وأعراضه
  • حاولي قدر الإمكان التقليل من استخدام الأدوات الحرارية في تسريحه. فكلما أبقيته طبيعيا كلما حافظتي على حيويته ولمعانه [1].

للمزيد حول كيفية التقدم بالعمر بشكل صحي إليك المقال التالي 15 طريقة للتقدم بالعمر بشكل صحي. ختاما، يعد الاهتمام بالشعر ضروري ويعتمد اختيار الروتين الصحيح، وقد يؤدي تلفه إلى مشكلات نفسية جمة، لذلك ننصحك بالاهتمام به. ويمكنك دائما مناقشة الأمر مع الصيدلاني أو طبيبك لاختيار المنتجات الأفضل والمناسبة لشعرك.

مراجع:

1- healthline
2-history of cosmetics
3-Anatomy and physiology of hair
4-healthline

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

روان المزرعاني


عدد مقالات الكاتب : 11
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق علمي : abdalla taha

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق