تقنية

ما هو التصوير المقطعي المحوسب؟

هذه المقالة هي الجزء 6 من 8 في سلسلة دليلك لفهم أساسيات الهندسة الطبية

التصوير المقطعي المحوسب هو تقنية تصوير طبي تستخدم الأشعة السينية، تولد صور ثلاثية الأبعاد لجسم الإنسان على شكل شرائح تجمع فيما بعد لتشكيل مجسم ثلاثي الأبعاد. تعطي هذه التقنية تفاصيل دقيقة للجزء المدروس، كما تستخدم لتصوير البنى النسيجية والعظمية داخل الجسم.

كيف يعمل التصوير المقطعي المحوسب؟

على عكس التصوير الإشعاعي التقليدي الذي يستخدم أنبوب أشعة ثابت، يستخدم «التصوير المقطعي المحوسب-CT Scan» أنبوب أشعة يتحرك بشكل دائري حول سرير المريض.

ما هو أنبوب الأشعة؟

هو الأنبوب الذي يولد الفوتونات المشكلة لحزمة الأشعة السينية. يتألف الأنبوب من المهبط (القطب السالب) والمصعد (القطب الموجب). يحتوي المصعد على مواد فعالة تنتج عند قذفها بإلكترونات المهبط فوتونات الأشعة السينية.

أنبوب الأشعة

خلال دوران الأنبوب يطلق حزمة إشعاعية ضيقة تعبر جسم المريض. ويتم رصد الأشعة النافذة عبر الجسم من خلال كواشف رقمية خاصة تتموضع في الجهة المقابلة لمصدر الأشعة. وتولد على طرفي الكواشف الرقمية جهد، يتناسب مع كمية الإشعاع التي تلتقطها.

في كل مرة يكمل الأنبوب دورة واحدة كاملة، يتحرك سرير المريض مسافة قصيرة بحيث يغطي الأنبوب المكان التالي. يستخدم الجهاز تقنيات برمجية خاصة لتجميع الجهود المتولدة بواسطة الكواشف و يحولها إلى صورة، بحيث يعبر الجهد المنخفض عن شدة إشعاع منخفضة وبالتالي نسيج شديد الامتصاص للإشعاع (مثل العظام) وتظهر باللون الأبيض، والعكس صحيح. وتعرف الصورة المتشكلة من دورة واحدة باسم شريحة، وتقابل شريحة من الجسم بسماكة 1 إلى 10 ميليمترات.

آلية عمل التصوير المقطعي المحوسب

وعند انتهاء عملية التصوير، ينتج عدد معين من الشرائح، يمكن تجميعه بواسطة خوارزميات خاصة لتشكيل صورة ثلاثية الأبعاد. يمكن قراءة كل شريحة بشكل منفصل وهذا يعود لتقدير الطبيب وبحسب الحالة المدروسة.[1]

Related Post

ما هي استخدامات التصوير المقطعي المحوسب؟

يستخدم التصوير المقطعي المحوسب في عدة حالات وأهمها:

  1. تقييم بنية جزء معين من الجسم، كالتأكد من عدم وجود ضرر ضمن الأنسجة أو الأعضاء الداخلية للمصاب بعد حادث سير أو سقوط.
  2. تشخيص حالات السرطان. إذ تسمح هذه التقنية بكشف السرطان مبكرًا وذلك يعود لتقنية الشرائح والتي تشبه تفحص النسيج بشكل دقيق. حيث يمكن أن تظهر الخلية السرطانية بين شريحتين أثناء قراءة الصورة.
  3. تشخيص وكشف أمراض الأوعية الدموية.
  4. المساعدة في التخطيط للعمليات الجراحية المعقدة.
  5. العلاج الإشعاعي.
  6. قياس كثافة العظام.

بما أن التصوير المقطعي المحوسب يستخدم الأشعة السينية، فإن الأنسجة الرخوة قد تكون غير واضحة أو متلاشية ضمن الصورة. لذلك، تم ابتكار مادة تسمى بالمادة الوسيطة لحل هذه المشكلة.[2]

ما هي المادة الوسيطة؟

هي محلول يحتوي على مواد شديدة الامتصاص للأشعة السينية، وبالتالي تظهر على الصورة بشكل واضح. تستخدم هذه المادة في حالات تصوير الأوعية الدموية وتسمى بالمادة الظليلة. تحقن المادة ضمن الوريد وأثناء عبورها من خلاله تتم عملية التصوير، فنحصل على صورة واضحة المعالم للمناطق التي عبرتها المادة الظليلية. وبالتالي يمكن كشف مناطق تشكل انسداد أو تضيق محتمل داخل الوعاء الدموي. كما تستخدم هذه المادة لتصوير الجهاز الهضمي. وعند انتهاء عمل هذه المادة، يتم استقلابها وطرحها من خلال الكلية والجهاز البولي خارج الجسم.

ما هي مخاطر استخدام التصوير المقطعي المحوسب؟

يستخدم التصوير المقطعي المحوسب حزمة إشعاعية ضيقة و ضعيفة الشدة مقارنة بالتصوير الإشعاعي التقليدي. ولا تصنف جرعته الإشعاعية كجرعة مؤذية على المدى القصير، حيث أن جرعة التصوير الواحدة تعادل تعرض الإنسان للإشعاع الطبيعي من البيئة لمدة سنة. ولكن قد يؤدي استخدام التقنية بشكل زائد إلى أضرار جلدية. كما توصي«الهيئة الأميركية للمرأة الحامل – APA» بعدم استخدام هذه التقنية للمرأة الحامل بسبب تأثير هذه الإشعاعات على الجنين. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلية فيوصى بعدم استخدام المادة الوسيطة إلا في حالات الضرورة القصوى. فبالرغم من عدم احتواء المادة الوسيطة على مواد مضرة بالجسم، إلا أن استقلابها يحتاج جهد أكبر من الطبيعي من الكلى، وبالتالي يضر بالكلى بشكل أكبر.[3]

المصادر:

  1. Better Health
  2. Nibib
  3. Medical News Today
Author: Hasan Abdulrahman

مهندس اختصاصي في الهندسة الطبية الحيوية ، مهتم بالبرمجة والذكاء الصنعي ودمجهما مع الطب.

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Hasan Abdulrahman

مهندس اختصاصي في الهندسة الطبية الحيوية ، مهتم بالبرمجة والذكاء الصنعي ودمجهما مع الطب.

Share
Published by
Hasan Abdulrahman

Recent Posts

“القمر الدموي” يزين سماء مصر والوطن العربي.. أطول خسوف قمري في القرن الحادي والعشرين

يترقب عشاق الفلك في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المنطقة العربية، حدثاً فلكياً نادراً ومثيراً…

13 ساعة ago

أسرار “الذهب الأسود”: القهوة العربية.. كنز علاجي لمكافحة السكري ومفتاح للسعادة

ارتبطت القهوة، هذا المشروب العتيق الذي يوقظ الحواس ويدفئ الأرواح، بالطقوس الصباحية واللقاءات الاجتماعية. لكن…

3 أيام ago

القاهرة عاصمة الابتكار الأفريقية: جامعة القاهرة تتصدر المشهد بحضور أكاديمي رفيع من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا

في إنجاز علمي وتكنولوجي جديد يؤكد على مكانة مصر المتنامية كمركز إقليمي ودولي للابتكار، أعلنت…

3 أيام ago

التكاثر في الفضاء: حلم المستقبل أم كابوس الأجيال القادمة؟

دراسة يابانية رائدة تفتح آفاقاً جديدة وتثير مخاوف جوهرية كان التوسع خارج كوكب الأرض حلماً…

5 أيام ago

ثورة الأنسجة الذكية: علماء يبتكرون حاسوبًا متكاملًا في خيط قماش قابل للغسل!

لوقت طويل كانت الأنسجة الذكية حلمًا يراود العلماء والمبتكرين، ومؤخرا، تطورت فكرة دمج التكنولوجيا المتطورة…

6 أيام ago

حلم “أفاتار” يصبح حقيقة: علماء صينيون يبتكرون نباتات عصارية تضيء الظلام

لم يعد مشهد الغابات المتلألئة في فيلم "أفاتار" مجرد خيال علمي بعيد المنال، بل بات…

7 أيام ago