الانتشار الثقافي في علم الإنسان، مصطلح برز في أربعينيات القرن الماضي، وقد صاغه عالم الأنثروبولوجيا ألفريد كروبر. ويصف هذا المصطلح انتشار عناصر الثقافة من حضارة إلى أخرى، ويستخدم هذا المفهوم بكثرة في مجال الأنثروبولوجيا الثقافية، بالإضافة لاستخدامه في مجال الجغرافيا الثقافية. [2]
محتويات المقال :
يعرف الانتشار الثقافي Trans-cultural Diffusion بأنه: “العملية التي يتم من خلالها نشر فكرة أو أفكار، خاصة بثقافة معينة؛وانتشارها إلى مناطق أخرى خارج نطاق الثقافة التي نشأت فيها”. [3]
وصف ألفريد كروبر، عالم الأنثروبولوجيا الذي صاغ هذا المفهوم، بأن الانتشار عبر الثقافات يمر بعمليات إعادة صياغة لاحقة. ويصف هذا المفهوم العملية التي من خلالها يتم نقل ونشر العناصر الثقافية، والتي تتمثل بالأفكار، والأديان، والتقنيات، والعادات، بين مجموعة من الأفراد وذلك ضمن ثقافة واحدة، أو ثقافتين مختلفتين. ومصطلح الانتشار الثقافي يستخدم لشرح الطرائق التي تنتشر فيها هذه الأفكار، وتندمج من خلالها الأفكار في ثقافات مختلفة. [1]
والانتشار عبر الثقافات يعد ظاهرة موثقة، وطبيعية تمامًا؛ ويذكر علماء الأنثروبولوجيا أمثلة على هذا، الانتشار الكبير للوجبات السريعة أميريكية الأصل في دول شرق آسيا، بالإضافة لذلك قد انتشرت الوجبات الآسيوية على سبيل المثال في أمريكا بشكل كبير. علاوةً على ذلك، طرح العديد من العلماء فكرة أن الزراعة قد انتشرت من مكان ما في الشرق الأوسط إلى كامل أوراسيا “أي أوروبا وآسيا” وذلك قبل 10000 عام. هناك أمثلة أخرى على ذلك منها انتشار اللباس الغربي في مختلف أنحاء العالم كلباس رسمي عوضًا عن الزي التقليدي للمنطقة. [1]
يحدث الانتشار بين ثقافات مختلفة عن طريق ثلاثة طرق وهي:
وتحدث هذه الطريقة عند اختلاط ثقافتين تؤثران ببعضهما، وذلك بكامل إرادة كل ثقافة ودون أي فرض. مثال على ذلك التشابه الثقافي بين البلدان المتجاورة، مثل شيوع لعبة الهوكي والبيسبول في الولايات المتحدة الأميريكية وكندا. مثال فردي على هذه الطريقة هو تعرف شخصين من ثقافتين مختلفتين وزواجهما الذي يُحدِث نوعًا من الإندماج الثقافي. [2]
هذا النوع من الانتشار يفرض قسرًا من قبل ثقافة على ثقافة ثانية، مثال عن هذه الطريقة هي فرض أي ثقافة من بلد استعماري لبلد آخر محكوم من قبله. [2]
يحدث هذا النوع من الانتشار من خلال جهة ثالثة أو “وسيط”، بحيث يكون هناك ثقافة مؤثرة، وثقافة متأثرة، وبينهما وسيط ينقل العناصر الثقافية. ولا تكون الثقافتين مرتبطتان بأي شكل من الأشكال غير الوسيط. مثال ذلك هو انتشار الطعام المكسيكي في كندا، بالرغم من وجود حاجز هائل بين الثقافتين هو الولايات المتحدة. لكنها هنا تلعب دور الوسيط بين الثقافتين الثانيتين. [2]
هناك 6 حالات للإنتشار الثقافي، وهي: [3]
وهذا النوع يتم فيه الانتشار من خلال انتقال الأفراد من نقطة إلى أخرى، والاستوطان في مكان جديد. والذي يؤدي إلى دمج الثقافات عند هجرة مجموعة من السكان إلى نقطة غير مكان توطنهم.
هنا يتم انتشار فكرة ثقافية معينة، من حيث نشأت وتمتد إلى مناطق أخرى. وتبقى هذه الفكرة قوية في مكان منشأها، ويتوسع انتشار الفكرة المطروحة بالتدريج.
وهو نوع من أنواع الانتشار التوسعي، يشير إلى انتشار العناصر الثقافية من خلال تفاعل الأفراد مع بعضهم. فعندما يتفاعل الأفراد يتأثرون بثقافة الشخص الآخر، ويؤثرون به بدورهم. وهذا مشابه لفكرة العدوى بأي فيروس، أشهر أمثلة على هذا هي انتشار مقاطع فيديو معينة على الانترنت وتحولها ل”تريند”.
وفي هذا النوع يتم الانتشار من خلال أشخاص مشهورين يشاركون فكرة ما، وتنتشر هذه الفكرة مع عامة الشعب. وفي يومنا هذا يتم توظيف المشاهير أو المؤثرين “انفلونسرز” للقيام بنشر اسم علامة تجارية، ومن خلال هذا يتبنى باقي الأفراد رأي الشخص المؤثر ويتم نشر الفكرة المطلوبة.
يتم هذا الانتشار عندما تتغير الثقافة خلال عملية الانتشار، قد يبقى العنصر الثقافي المنشور في المنطقة التي برز منها نفسه أو قد يتغير. لكن سوف يتغير بالتأكيد كلما زادت شهرته وانتشاره في الأماكن الأخرى. كما يدعي بعض المنظرين بأن للعالم ثقافة واحدة انتشرت، وخلال عملية انتشارها طرأت عليها تغيرات كثيرة أدت لظهور الثقافات الحالية، لكنه رأي غير مؤكد تمامًا.
يحدث هذا النوع عند انتشار ثقافة معينة إلى أماكن جديدة، ولا تكون هذه العناصر الثقافية ذات معنى في المناطق التي وصلت لها، بالرغم من ذلك فهي لا تتغير لتتكيف مع البيئة الجديدة. [3]
هناك عدد من النظريات التي تشرح عملية الانتشار الثقافي، نذكر أهمها: [1]
تقول هذه النظرية بأن جميع الحضارات قد نشأت من ثقافة معينة، ثم تم تحويرها وتبديلها.
هذه النظرية تقول بأن الثقافات المتعددة في العالم، يعود أصلها لعدد صغير من الثقافات.
تقول النظرية التطورية بأن كل المجتمعات تتأثر ببعضها، والبشر جميعًا يشتركون في سمات نفسية تجعلهم متساويون في احتمالية الابتكار. هذا ما يؤدي إلى حدوث ابتكارات مختلفة في كل منطقة بشكل معزول عن الثقافات الأخرى.
يؤخذ على هذه النظرية ما يلي:
بالرغم من المآخذ والانتقادات التي توجهت لنظرية الانتشار الثقافي في علم الإنسان، إلا أنها بدون أي شك من الأفكار المؤثرة جدًا في هذا العلم. ويجب أخذها بعين الاعتبار عند المقارنة بين مجتمعين أو عدة مجتمعات مدروسة.
المصادر:
1- artandpopularculture
2- helpfulprofessor
3- academia
4- aranthropos
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…