الإظلام التام Blackout
محتويات المقال :
يُعد الإظلام التام Blackout من أكبر الأخطار التي تهدد الشبكة الكهربية، وتمثل حالة فشل الشبكة الكهربائية في الحفاظ على ثبات الجهد والتردد مما يؤدي إلى خروج كل وحدات التوليد من الخدمة ومن ثم انقطاع الكهرباء عن كل الأحمال أي على الدولة بأكملها. تتكون الشبكة الكهربائية من محطات توليد متصلة ببعضها البعض لتغذي الأحمال الكهربائية، وللمفارقة لا يوجد عنصر واحد من عناصر الشبكة الكهربية يمكنه أن يخزن الطاقة بمعنى أن الطاقة المولدة تُستنفذ دائما لحظيًا بشكل دائم، وبما أن سرعة انتقال التيار الكهربائي من المصدر للحمل تقارب سرعة الضوء. فلابد من استمرار التوازن بين الطلب والتوليد، فهناك طلب على الطاقة من ملايين المستهلكين ومن الالاف المصانع وفي نفس الوقت يجب على محطات التوليد توفير هذا الطلب لحظيًا وهذا ما يكسب نظم القدرة الكهربائية التعقيد الشديد، وبمجرد أن يختل هذا التوازن تسقط المنظومة كلها ويحدث الإظلام التام Blackout.
يجب التنبيه أولًا أن حوادث الإظلام التام ليست مجرد فصل جزء من الشبكة لغرض الصيانة أو لغرض جدولة الأحمال بل هي خروج كامل الشبكة الكهربائية عن العمل ولتبسيط ذلك دعنا نأخذ هذا السيناريو على سبيل المثال: ولنفترض مثلًا أنه في وقت من أوقات الذرّوة، حيث يعمل نظام القدرة الكهربائية تعمل على أقصى قدرة توليد ممكنة كما في فصل الصيف في المناطق العربية، ثم لسبب ما حدث عطل في محطة من محطات التوليد فتوقفت وخرجت من الخدمة فجاءةً. فعندما تخرج هذه المحطة يجب على المحطات الأخرى أن تعمل وبسرعة على توفير الطاقة اللازمة لتعويض النقص الناتج عن خروج تلك المحطة، ولكننا في وقت الذروة كما ذكرنا وكل الوحدات تعمل بأقصى قدرة ولا تستطيع أن تتحمل أي زيادة في الأحمال، وعندما يبدأ حدوث زيادة في تحميل المولدات تضطر نظم حماية هذه الوحدات إلى إخراجها من الشبكة حتى لا يحترق المولد فيزداد الوضع سوءًا، وقد تتوالى عمليات الخروج حتى نصل إلى حالة الإظلام التام.
في الحقيقة تختلف مسببات حدوث الإظلام التام باختلاف الموقع الجغرافي للدولة فمن أسباب حدوثه في المناطق الباردة هي العواصف الثلجية بينما موجات الحر في المناطق الحارة تُعد من المسببات التي تؤدي إلى فشل منظومة القدرة الكهربائية ومن العوامل الطبيعية المسببة للإظلام التام الزلازل والفيضانات وحرائق الغابات والصواعق. إضافة إلى العوامل الطبيعية السابق ذكرها، يتسبب البشر في حوادث الإظلام التام عن طريق الهجمات الإرهابية والحروب وأشهر حوادث الإظلام التام ترتبط دائًما بفترات الصيانة أو عمل مناورات خاطئة ، ومفهوم المناورة أن يتم فصل خط معين وتتوزع أحماله على خطوط أخرى بناءً على دراسة مُسبقة تؤكد تحمل هذه الخطوط للحمل الزائد المتوقع عليها ، وتؤكد أيضًا تحمل وحدات التوليد في بعض المحطات للتوزيع الجديد للحمل ، ولكن أحيانًا ونتيجة أخطاء كارثية في حساب تدفق القدرة يتم السماح بعمل المناورات ثم نتفاجأ بأن الخطوط أو وحدات التوليد لا تتحمل الحمل الجديد وتبدأ في الخروج بصورة متتابعة. السؤال الأهم الآن كيف يتم استرجاع الكهرباء بعد حوادث الإظلام التام؟
يجب أن تعرف أولًا أنك لكى تولد كهرباء فإنك تحتاج لكهرباء، بمعنى أنه بعد حدوث الإظلام التام فليس من السهولة أن تبدأ مرة أخرى في تشغيل محطات التوليد، لأن أي محطة لكى تبدأ في إنتاج الكهرباء فإنها تحتاج لقدرة كهربية قد تصل لعدة ميجاوات لمجرد بدء تشغيل مساعدات المحطة كالإنارة وأنظمة التبريد والمحركات والضواغط وأنظمة التحكم وبما أننا في حالة انقطاع تام للكهرباء فليس أمامك سوى طريقين لاستعادة الشبكة:
كتاب هندسة القوى الكهربائية- أ.د.محمود الجيلاني
لأول مرة في دولة عربية.. مصر تجمع 150 أكاديمية عالمية لربط "العلم بالسياسة" وتطلق معرض…
كيف سيغير "مشروع الجينوم المرجعي" وجه الطب والبحث العلمي في المنطقة؟ في خطوة تاريخية تؤسس…
في خطوة بدت وكأنها قفزة مباشرة من صفحات روايات الخيال العلمي إلى أرض الواقع، أعلنت…
في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم خارطة الاقتصاد العربي، وفي رحاب المركز القومي للبحوث…
قمة العلماء العرب تنطلق الأحد القادم.. "التقانة الحيوية".. بوصلة العرب نحو استدامة المستقبل أعلنت رابطة…
تمكن علماء من تحقيق إنجاز علمي باهر عبر عزل وتحديد تسلسل أقدم حمض نووي ريبوزي…
View Comments