Ad

نظرًا لأن رحلات السفر إلى الفضاء ستصبح سياحية وسيزداد عدد المسافرين في المستقبل القريب، يبرز سؤال كئيب ولكنه ضروري. ماذا سيحدث لجسمك عند الموت على سطح القمر أو في الفضاء؟

ورغم أن وكالة ناسا لا تفكر في مثل هذا الأمر على الأرجح، إلا أنها وضعت خططاً للتعامل مع حالات الوفاة في الفضاء. حيث أن وكالة الفضاء تدير “محاكاة للوفاة” مع رواد الفضاء الذين يتطلعون إلى هذه السيناريوهات.

الموت على متن محطة الفضاء الدولية

فيما يتعلق بالإجراءات المتبعة في حالة الوفاة أثناء النشاط خارج المركبة الفضائية، فإن الخطوة الأولى تتمثل في إدخال الجثة إلى غرفة الضغط. كما أن إبقاء الجثة داخل بدلة الفضاء المضغوطة هو الأفضل، حيث تتسارع عملية التحلل داخل البدلة. وهذا يمنع الروائح الكريهة وانبعاث الغازات، ويحافظ على الظروف الصحية. ثم يتم تخزين الجثة في منطقة باردة من المحطة.

إن التعامل مع وفاة شخص على متن محطة الفضاء الدولية يمثل تحديات فريدة من نوعها. وتنص إرشادات وكالة ناسا على أن مكتب برنامج محطة الفضاء الدولية هو الذي يحدد التصرف النهائي في رفات الإنسان، مع خيارات تشمل العودة إلى الأرض، أو رميها في مسار للتخلص منها، أو إعادة إدخالها إلى الغلاف الجوي لتدميرها. كما سيتم النظر في الرغبات التي يقدمها أعضاء الطاقم مسبقًا.

ولكن البعثات الأطول أمداً، مثل تلك التي تتجه إلى المريخ، تتطلب حلولاً مختلفة. فمجرد إلقاء جثة في الفضاء، على الرغم من أنه يبدو دراماتيكياً، ينتهك اتفاقيات الأمم المتحدة للحد من الحطام الفضائي وقد يؤدي إلى وقوع حادث دولي.

كما اقترح فريق بحثي مدعوم من وكالة وضع الجثة في كيس متصل بذراع آلية خارج المركبة الفضائية. حيث سيتجمد الجسم، ثم تهز الذراع الكيس لمدة 15 دقيقة، مما يؤدي إلى تفتيت الجسم. وبعد تبخر الماء من خلال فتحة تهوية، سيتم ترك حوالي 25 كيلوغرامًا من البقايا للعودة إلى الأرض. وتعالج هذه الطريقة القيود المفروضة على المساحة والوزن في المركبات الفضائية. لأن تخزين جثة كاملة الحجم أمر غير عملي.

الموت على القمر

لا توجد إجراءات رسمية للتعامل مع الموت على القمر. ومن المرجح أن تنجم القرارات عن مناقشات بين رواد الفضاء في المهمة، والفريق على الأرض، والنظر في رغبات رائد الفضاء المتوفى. ولمنع تلويث الأجرام السماوية الأخرى بالميكروبات الأرضية، تفضل وكالة ناسا حرق الجثث إذا لم يكن من الممكن إعادة الجثة إلى الأرض.

وإذا لم يكن من الممكن العودة أو حرق الجثة، على سبيل المثال، في حالة فقدان الطاقم بالكامل، فإن دفن الجثة أو تركها على سطح القمر هي الاحتمالات.

يجب أن نفهم أنه على مدار الشهر، وبينما يدور القمر حول نفسه، يحدث الليل والنهار على أجزاء مختلفة من سطحه، تمامًا كما هو الحال على الأرض. ولكن على عكس كوكبنا، يستغرق القمر شهرًا كاملاً لإكمال دورة واحدة. وهذا يعني أن الليل والنهار القمريان يبلغ كل منهما حوالي أسبوعين على الأرض.

على القمر، لن يحدث التحلل كما هو الحال على الأرض. فخلال النهار القمري، إن البكتيريا الموجودة بداخلك ستبدأ عملية طبيعية لتحلل جسمك، بافتراض أن بدلة رائد الفضاء الخاصة بك لا تزال تحافظ عليك. ومع ذلك، لن يدوم هذا طويلاً أو يكون فعالاً للغاية، حيث يتبخر الماء في جسمك بسرعة في بيئة شبه خالية من الهواء.

وبمجرد حلول الليل القمري الطويل (14 يومًا أرضيًا)، سيتجمد جسمك وستتوقف البكتيريا عن مساراتها تمامًا، إذا لم تكن قد توقفت بالفعل. وفي غياب البكتيريا التي تحللك، تظل أنسجتك الرخوة آمنة وستبدأ في التحول إلى مومياء قمرية.

في حين أن الإشعاع من شأنه أن يؤدي إلى تحلل الجسم ببطء على مدى فترات زمنية هائلة، مما قد يترك العظام سليمة لملايين السنين. كما أن التقلبات الشديدة في درجات الحرارة (من 127 درجة مئوية إلى -173 درجة مئوية) يمكن أن تسبب أيضًا أضرارًا جسدية بسبب التجميد والذوبان المتكرر.

وقد يوفر الدفن بعض الحماية من الإشعاع ولكنه يعرض البقايا لدرجات حرارة شديدة البرودة باستمرار، مما يحافظ على حالة المومياء المحنطة بشكل أكبر.

المصدر

If An Astronaut Died On The Moon, What Would Happen To Their Body? | iflscience

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


أحياء فضاء

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 614
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *