تصدرت سوريا بممالكها التاريخية المقام الرفيع في سلم الحضارة الانسانية، كمملكة أوغاريت التي تعد من أهم ممالك الشرق القديم. نأخذكم معنا في هذا المقال في رحلة إلى مملكة أوغاريت في سوريا.
محتويات المقال :
موقع مملكة أوغاريت
تقع مملكة أوغاريت على تل أثري يسمى رأس شمرا ، على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال سوريا. ومن ناحية أخرى كانت مركزًا اقتصاديًا رئيسيًا في الشرق الأدنى القديم وبمثابة مركز تجاري رئيسي بين مصر وآسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين. فقد تم اكتشافها بالصدفة على بعد حوالي نصف ميل من الشاطئ من قبل مزارع كان يحرث أرضه. وفيما بعد بدأت الحفريات في عام 1929 من قبل بعثة أثرية فرنسية تحت إشراف كلود شيفر. [1]
أبجدية مملكة أوغاريت
الأبجدية في مملكة أوغاريت كان عبارة عن نظام كتابة مسماري استخدم على الساحل السوري من القرن الخامس عشر إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد. يُعتقد أنه تم اختراعه بشكل مستقل عن أنظمة الكتابة المسمارية الأخرى والأبجدية الخطية الشمالية السامية ، المكتوبة من اليسار إلى اليمين. وهي مكونة من ثلاثين رمزًا تتضمن ثلاثة أصوات للحروف المتحركة ، على عكس 22 حرفًا ثابتًا في الأبجدية السامية الشمالية.
كما كُتبت الوثائق الأوغاريتية على ألواح طينية بقلم إسفيني الشكل وتعود إلى القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد. بذلك تم العثور عليها لأول مرة في أوغاريت (رأس شمرا) على الساحل السوري في عام 1929.[2]
الديانة في مملكة أوغاريت
يفترض علماء الآثار أن المعبد كان مكونًا من فناء مغلق وفي وسطه وُجِدَ أول مذبح حجري. وراء جدران الباحة الأولى تواجدت الحرم المخصصة لإله المدينة بعل. بالإضافة إلى ذلك مجمًعْ الأرباب الإلاهي في مملكة أوغاريت، ضم العديد من الآلهة كالاله بعل، إله العاصفة والمطر الخصيب، وغالبًا ما توج بالذهب .[3]
الاكتشافات في مملكة أوغاريت
تم الكشف ايضاً عن العديد من الطرق المعبدة والمنازل الجميلة والمباني السكنية والمباني الإدارية والحكومية. ومن أفضل الاكتشافات هي المكتبة الفخمة في القصر الملكي الذي يعتبر من أفخم القصور في الشرق القديم ، بمساحة تقدر بـ 10.000 متر مربع بالإضافة إلى مجموعة من المدافن والمقابر في الجهة الجنوبية وعلى الخلفية. من الأرشيف المكتوب الكبير الذي تم العثور عليه في القصر الشمالي ، والذي يعود تاريخه إلى عهد الملك عميشتارو.
تم الكشف ايضاً عن أقدم نغمة مسجلة في العالم عمرها 3400 عام هذا هو الترنيمة الحورية ٦ مكرسة لزوجة إله القمر. كما انها وجدت في أوغاريت في سوريا القديمة. وبذلك يمكنك الاستماع إليها من هنا: [4]
أوغاريت وعلاقاتها التجارية
أن للتجارة أهمية بالنسبة لأوغاريت وهذا ما نلمسه من خلال تشجيع ملوك أوغاريت للتجارة إذ وجدت آثار كثيرة للنحاس والبرونز في الميناء إضافة إلى كتل كبيرة من الرصاص وبما ان كان لاوغاريت علاقات تجارية مع كثير من الدول كمصر هذا يعطي دليلها مصدر مصري وهو عبارة عن لوحة من مدفن في طيبة يعود إلى حوالي 1400 قبل الميلاد. ويظهر سفناً من الطراز المصري مزدحمة بطاقم من العمال الفينيقيين يفرغون الحمولة في مدينة مصرية ( لعلها طيبة).
ووجدت ايضًا مجموعة كبيرة من المنحوتات المستوردة من مصر ومنها منحوتة تمثل شخصًا يدعى سنوسرت. فكانت أوغاريت دائمًا في نصوص إيبلا ايضًا , لأن التجار المصريون كانوا يأتون إليها عن طريقها حاملين بضائعهم المختلفة ويعودون ومعهم اللازورد والاخشاب وغير ذلك.[2]
الأرض والسكان
كانت أراضي مملكة أوغاريت قرابة 2000 كيلو متر مربع, وهي غنية بأمطارها وكثرة مصادر مياهها. كما تؤكد ذلك الوثائق المكتشفة التي تشير إلى انتشار الأعمال الزراعية ولعل أهم المحاصيل المنتجة الحبوب و الاعناب والزيتون, كما اهتموا بالحدائق والبساتين فضلًا عن تربية المواشي.
لم يشكل سكان أوغاريت وحدة متماثلة ففضلًا عن الأوغاريتيين الذين يشكلون الجزء الرئيس من السكان ويتكلمون بإحدى اللغات الجزرية وهي الأمورية كان الحوريين يشكلون جزءًا مهمًا من سكان المدينة. أما عن أصل سكان مملكة أوغاريت فهم من الكنعانيين والذين أطلق اليونانيين عليهم اسم (الفينيقيين) الذين اشتهروا بإنتاج الصبغة القرمزية من مواقع البحر وكما سكنوا المناطق الممتدة من فلسطين وصولًا إلى الشمال السوري ومنها أوغاريت وأصبحوا يتكلمون لغة واحدة نجد أقدم أشكالها على الرقم الطينية بحروف مسمارية.
نهاية مملكة أوغاريت
أكدت الدراسات و الأبحاث أن نهاية هذه المملكة كانت عنيفة إذ أُبيدت أوغاريت ومملكتها حوالي عام 1180 قبل الميلاد. فهناك عدة فرضيات عن نهاية أوغاريت: حيث تقول الفرضية الأولى: إن أوغاريت قد دمرت بزلزال عنيف ضربها إلى غير عودة أما الفرضية الثانية: فترى أن أوغاريت تعرضت لاكتساح مدمر من قبل غزاة عرفوا بشعوب البحر وهذا أدى إلى الحاق الخراب و الحريق والدمار في المدينة.[4]
المصادر:
Britannica.com _1
UNESCO _2
Academia.edu _3
4_ Archaeology.com
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :