...
Ad

أصبح تبييض الأسنان اتجاهًا شائعًا بشكل متزايد، حيث من المتوقع أن يستخدم ما يقدر بنحو 35 مليون شخص في الولايات المتحدة نوعًا ما من مبيضات الأسنان هذا العام. ولكن ماذا تعرف عن تبييض الأسنان وطرقه المختلفة؟ بدءًا من الوصفات التي تصنعها بنفسك وحتى العلاجات الاحترافية في عيادة طبيب الأسنان، سنتعمق في العلم الكامن وراء تبييض الأسنان، ونفصل بين الحقيقة والخيال ونستكشف ما هو جيد، وما هو سيء.

لماذا لا تكون أسناني بيضاء؟

هل سبق لك أن تساءلت لماذا لا تكون أسنانك بيضاء دائمًا؟ لا يتعلق الأمر فقط بسوء نظافة الفم أو الوراثة؛ هناك علم معقد وراء تغير لون الأسنان. تتكون الأسنان من عدة طبقات، بما في ذلك المينا والعاج واللب. المينا، الطبقة الخارجية، هي المسؤولة عن اللون الأبيض للأسنان. ولكن، مع مرور الوقت، يمكن أن تتلطخ المينا أو يتغير لونها بسبب عوامل مختلفة.

أحد الأسباب الرئيسية هو الكروموجينات (chromogens)، وهي أصباغ مكثفة موجودة في الأطعمة والمشروبات مثل القهوة والشاي والتوت. وعندما نستهلك هذه المواد، ترتبط الكروموجينات بمينا الأسنان، مما يسبب تغير اللون.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي عملية الشيخوخة الطبيعية لأسناننا إلى تغير لونها. مع تقدمنا ​​في السن، تتآكل المينا، لتكشف عن طبقة العاج، والتي تكون صفراء بشكل طبيعي. ولهذا السبب تميل الأسنان إلى أن تصبح أكثر اصفرارًا مع تقدم العمر.

وأخيرًا، يمكن لبعض الحالات الطبية، مثل التسمم بالفلور، أن تسبب بقعًا بيضاء أو بنية على الأسنان، في حين أن الأدوية مثل التتراسيكلين يمكن أن تغير لون الأسنان أثناء نموها.

تبييض الأسنان وطرقه المختلفة

نبذة تاريخية عن تبييض الأسنان

في مصر القديمة، حوالي 5000 قبل الميلاد، استخدم المصريون حجر الخفاف (Pumice) المطحون والخل لتبييض أسنانهم. ربما قدم هذا الخليط بعض النتائج قصيرة المدى، لكنه كان بعيدًا عن كونه حل لطيف على الأسنان أو طويل المدى. وفي اليونان القديمة وروما، استخدم الناس العديد من الخلطات، بما في ذلك الخبز المحروق والرماد، للحصول على ابتسامة أكثر بياضًا.

بدأ العصر الحديث لتبييض الأسنان في التبلور في أواخر القرن التاسع عشر، مع تطور بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen peroxide) كعامل تبييض. في ثلاثينيات القرن العشرين، بدأ أطباء الأسنان باستخدام بيروكسيد الهيدروجين لتبييض الأسنان، لكنها كانت عملية طويلة وغير مريحة وتتطلب زيارات متعددة لطبيب الأسنان.

وشهدت فترة الثمانينات طفرة كبيرة مع ظهور منتجات التبييض التي تستخدم في المنزل، بما في ذلك شرائط التبييض والمواد الهلامية. إن إضفاء هذا الطابع على تبييض الأسنان جعله أكثر سهولة وبأسعار معقولة للجماهير. ومع ذلك، فقد أدى ذلك أيضًا إلى انتشار المنتجات بمستويات متفاوتة من الفعالية والسلامة.

تبييض الأسنان وطرقه المختلفة التي يمكنك صناعتها بنفسك

إن جاذبية الابتسامة الأكثر إشراقاً دفعت الكثيرين إلى تجربة طرق تبييض الأسنان التي يمكنك صناعتها بنفسك. ولكن هل هذه الأساليب فعالة بالفعل؟ دعونا نفصل الحقائق عن الخيال ونستكشف العلم وراء طريقتين من هذه الطرق

الفحم

أصبح الفحم المنشط (activated charcoal) (خضع لعملية لجعله أكثر مسامية) مكونًا عصريًا في مساحيق تبييض الأسنان ومعاجين الأسنان. ولكن على الرغم من استخدامه على نطاق واسع، إلا أن هناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم فعاليته. وجدت مراجعة نشرت عام 2017 في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الأسنان عدم وجود أدلة كافية لإثبات أن مساحيق ومعاجين الفحم المنشط يمكن أن تبيض الأسنان. علاوة على ذلك، فإن استخدامها يمكن أن يؤدي إلى إتلاف مينا الأسنان. افعل ذلك على مدى فترة زمنية طويلة بما يكفي وقد تحقق عكس ما كنت تهدف إليه، حيث يكشف مينا الأسنان المهترئ عن طبقة العاج الصفراء تحتها.

بيكربونات الصوديوم

من ناحية أخرى، تعتبر بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز) مادة كاشطة خفيفة ولها خصائص يمكن أن تؤدي إلى نتائج تبييض قصيرة المدى. ومع ذلك، حذر الدكتور مات ميسينا، المتحدث باسم الجمعية الأمريكية لطب الأسنان (ADA) وطبيب الأسنان، منها، فالأضرار طويلة المدى الناجمة عن استخدام صودا الخبز يمكن أن تفوق أي فوائد قصيرة المدى. وإذا أضفنا عصير الليمون لصودا الخبز يمكن لحموضته أن تؤدي أيضًا إلى تآكل مينا الأسنان.

في حين أن هذه أساليب قد تبدو حلاً جذابًا وفعالاً من حيث التكلفة، إلا أنها يمكن أن تضر أكثر مما تنفع. إذا كنت تفكر في تبييض أسنانك، فمن الضروري استشارة طبيب الأسنان أولاً للتأكد من صحة أسنانك وتحديد الطريقة الأفضل لك. تذكر أن التبييض قد لا يعمل على جميع الأسنان، وقد تكون بعض من طرقه المختلفة مناسبة لأسنانك أكثر من غيرها.

الحقيقة حول منتجات الصيدليات

عندما يتعلق الأمر بمنتجات الصيدليات التي تدعي أنها تبيض الأسنان، فإن الرفوف مليئة بالخيارات، كل منها يعدك بمنحك ابتسامة أكثر إشراقًا وبياضًا. لكن هل ينجحون حقاً؟

الجواب هو أنه من الصعب معرفة ذلك على وجه اليقين. لا يتعين على الشركات المصنعة بالضرورة إثبات فعالية منتجاتها، خاصة في الولايات المتحدة حيث تعتبر العديد من منتجات تبييض الأسنان “مستحضرات تجميل” ولا تخضع لموافقة إدارة الغذاء والدواء. وهذا يعني أن المنتجات يمكنها تقديم ادعاءات دون الحاجة إلى دعمها باختبارات وأدلة صارمة.

ومع ذلك، فإن بعض المنتجات تحمل “ختم القبول” (Seal of Acceptance) الخاص بجمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA). يُمنح هذا الختم فقط للمنتجات التي توفر بيانات السلامة والفعالية من الدراسات المخبرية أو السريرية، والتي يتم فحصها بعد ذلك من قبل لجنة من الخبراء. على الرغم من أنها ليست مثل موافقة إدارة الأغذية والعقاقير (FDA)، إلا أنها لا تزال علامة على الجودة والفعالية.

معجون الأسنان الأرجواني

أحد المنتجات التي اكتسبت شعبية مؤخرًا هو معجون الأسنان الأرجواني. إنه يعمل على مبدأ أن الأصفر والأرجواني ألوان مكملة (الألوان المكملة هي ألوان متقابلة في الدائرة اللونية تلاشي بعضها بعضًا إذا ما مزجت، فإذا مزجت يتكون إما أبيض أو أسود أو رمادي). وعند وضعهما معًا، يخلقان تباينًا بصريًا قويًا ويمكنهما تعزيز شدة بعضهما البعض. لذا فإن استخدام معجون الأسنان الأرجواني يمكن أن يحيد البقع الصفراء ويترك الأسنان تبدو أكثر بياضًا. ورغم أنه قد يكون له تأثيرات واضحة على الفور، فهل سيستمر؟ الجواب هو لا. اللون الأرجواني يحول اللون الأصفر لأسنانك إلى اللون الأبيض بشكل مؤقت، ويختفي التأثير بمجرد غسل معجون الأسنان.

إذًا، كيف يمكنك التنقل في عالم منتجات الصيدليات والعثور على المنتج الذي يعمل بالفعل؟ أفضل طريقة هي البحث عن المنتجات التي تحمل ختم القبول الخاص بـ (ADA) وقراءة الملصقات بعناية دائمًا. إذا كان المنتج يدعي أنه قادر على تبييض الأسنان بسرعة وسهولة، فكن حذرًا، إذا بدا الأمر جيدًا لدرجة يصعب تصديقها، فمن المحتمل أن يكون كذلك.

هل تستحق الرحلة إلى طبيب الأسنان التكلفة؟

قد تبدو الرحلة إلى طبيب الأسنان خيارًا باهظ الثمن، لكن ثق بنا، فهي تستحق كل قرش. عندما تزور طبيب الأسنان، سيكون لديك إمكانية الوصول إلى عوامل تبييض عالية التركيز تحتوي على بيروكسيد الهيدروجين، والتي “تختلف تمامًا عن المواد التي تشتريها من الصيدلية”، وفقًا لجينارو كاتالدو، أستاذ طب الأسنان العام في كلية هنري إم. جولدمان لطب الأسنان. تم تصميم هذه الحلول خصيصًا لأسنانك، مما يضمن أن يستمر تأثير التبييض لمدة تصل إلى عامين.

بالطبع، قد تكون هناك بعض الآثار الجانبية، مثل حساسية الأسنان أو تهيج اللثة، ولكنها بشكل عام قصيرة المدى ويمكن التحكم فيها. يقدم بعض أطباء الأسنان علاجات لاستخدامها في المنزل كبديل أرخص من الإجراء الذي يتم في العيادة، وهو ما قد يزيد من خطر هذه الآثار الجانبية نظرًا لأنه غير خاضع للإشراف جزئيًا.

المصدر

Teeth Whitening: What Works (And What Doesn’t!) For A Brighter Smile | iflscience

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 298
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.