لماذا يصعب الهبوط على القمر؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال، يلزمنا أن نذكر بأن أكثر من ثلث محاولات الهبوط على القمر باءت بالفشل.
من بين هذه المحاولات، نذكر المهمة الهندية في السنة الماضية، حيث فقدت المؤسسة الهندية لأبحاث الفضاء (ISRO) الإتصال بالمركبة الفضائية فيكرام خلال محاولة للهبوط عند القطب الجنوبي للقمر.
كانت الهند على وشك أن تصبح الدولة الرابعة التي تهبط بنجاح على القمر، لكن لا تزال الوكالة الفضائية تحاول جاهدة إحياء الإتصالات مع مركبة فيكرام التي شوهدت من مدار قمري. وتستمر سلسلة الهبوط غير السعيدة، عندما فشلت مهمة “بيريشيت” الإسرائيلية بالهبوط على سطح القمر في أبريل من العام المنصرم.
بالرغم من نجاح البشر في الهبوط على سطح القمر قبل نصف قرن بفضل بعثات أبولو، إلا أن عمليات الهبوط لا تزال شاقة. وكما قالت صحفية العلوم الفضائية ليزا غروسمان من خلال تغريدة لها على تويتر أنه من بين 30 محاولة للهبوط من قبل وكالات وشركات فضائية في جميع أنحاء العالم، انتهى أكثر من ثلثها بالفشل.
قد نتسآل الآن لماذا قد يصعب الهبوط على القمر؟
قالت مهندسة الفضاء الجوي أليسيا دواير سيانسيولو من مركز لانغلي للأبحاث التابع لناسا في هامبتون بفرجينيا، لموقع لايف ساينس- LiveScience:
«لا يوجد حدث معين وحيد مسؤول عن المحاولات العديدة الفاشلة، فلكي ينجح الهبوط على القمر يجب إجراء عدة عمليات بالترتيب الصحيح. وإذا لم يتم احترام ترتيب إحدى تلك العمليات ستبدأ المشاكل ».
أولا، هناك مهمة الوصول إلى المدار القمري، والتي ليست بالأمر الهين. فقد كانت مركبة Saturn V التابعة لبرنامج أبولو مهيأة بما يكفي من الوقود لتصل برواد الفضاء إلى القمر في غضون ثلاثة أيام فقط. ولتوفير تكاليف الوقود، استخدمت بعثة تشاندرايان-2 التابعة للمؤسسة الهندية للبحوث الفضائية، والتي حملت فيكرام، مسار غير مباشر واستغرقت أكثر من شهر للوصول إلى القمر.
وما أن تصل المركبة الفضائية إلى المدار القمري، تظل على إتصال بالأرض باستخدام شبكة ناسا لمراقبة الفضاء العميق، والتي تتألف من ثلاثة مرافق في مختلف أنحاء الكرة الأرضية مزودة بهوائيات ضخمة تظل على اتصال بمسابير روبوتية بعيدة في الفضاء. وربما كان انقطاع الإتصالات من بين أسباب متاعب فيكرام، حيث فقدت الوكالة اتصالها بالمركبة عندما كانت على ارتفاع 1.2 ميل (كيلومتران) فقط فوق سطح القمر.
وفقا لصحيفة تايمز الإسرائيلية، هناك مجال صغير للخطأ عندما يتجه المسبار لنقطة هبوطه بسرعة الصواريخ. ويبدو أن أداة إرسال البيانات الخاطئة أدت إلى توقف محركات مسبار بيريشيت الإسرائيلي.
يستطيع المهندسون على كوكب الأرض الإعتماد على النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) للمساعدة في توجيه المركبات المستقلة ذاتيا، ولكن لا توجد أنظمة مماثلة على الأجرام السماوية الأخرى.
تقول دوير سيانيولو التي تعمل ضمن فريق تصميم الأقمار الصناعية في ناسا:
«تقوم الوكالة بتصميم أجهزة يمكن أن توضع على الهيكل السفلي للمركبة لمسح التضاريس بحثا عن الصخور والحفر وغيرها من المخاطر وإجراء تصحيحات للمسار، ويمكن استخدامها على متن مركبة فضائية خاصة وكذلك على البعثات المقبلة لناسا. وستختبر هذه التكنولوجيا خلال عملية هبوط مركبة ناسا Mars Rover 2020 المرتقب إطلاقها هذا العام. ومن المقرر أن تهبط على الكوكب الأحمر في فبراير 2021.»
إن جميع الرحلات القمرية الفاشلة كانت غير مكوَّنة من طاقم، مما يشير إلى أنه من الجيد تولي شخص لمهمة القيادة عندما تظهر المشاكل. حيث ساعدت ردود الفعل البشرية على الهبوط بنجاح في مهمة أبولو، بعد أن لمح نيل أرمسترونغ تضاريس صخرية في نقطة الهبوط، تمكن من السيطرة على مركبة أبولو 11 وطار بها بحثا عن نقطة هبوط أكثر أمانا.
المصدر: هنا
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :