Ad

عثر السوفيت على جثث لتسعة من متزلجي الثلوج الروس في جبال الأورال بالجوار من معسكرهم في سفح جبل يُعرف بجبل الموت في حادثة تعرف باسم معبر دياتلوف في 1فبراير عام 1959. 

ربما تبدو الحادثة اعتيادية في مثل هذه الأجواء الثلجية ولكن طبيعة موتهم والظروف المحيطة بها بالإضافة إلى خبرتهم في التزلج عززت من اللغز. 

مع انتشار العديد من السيناريوهات حول مقتلهم، قرر العلماء أن يتأكدوا من إحدى الفرضيات وهي حدوث إنهيار جليدي.

 في هذا المقال سنتحدث أكثر عن حادث معبر دياتلوف، وعن محاولة العلماء في كشف اللغز وراءه! 

حادثة معبر دياتلوف

بعد وقوع حادثة معبر دياتلوف انتشرت من حولها العديد من الشائعات ونظريات المؤامرة.

فالبعض روج بإن الحادثة لها علاقة بتجارب الأتحاد السوفيتي المشبوهة في ذلك الوقت،البعض الأخر ذهب لأبعد من ذلك فربطها بهجمات الياتي أو ما يعرف باسم وحش الثلج.

ففي النهاية كان هناك العديد من النظريات المثيرة للعجب في هذا الوقت. لكن العلماء مالوا أكثر إلى نظرية الانهيار الجليدي.

تفاصيل ما قبل الحادثة

في يوم 23 يناير عام 1959 توجه عشرة طلاب من معهد (الأورال بوليتكنيك -Urals Polytechnic) من مدينة ييكاتيرينبرج إلى رحلة استكشافية لتسلق جبال الأورال الشمالية.

أثناء البعثة عاني شخص منهم بألم في مفاصله فلم يستكمل المهمة، ولكن باقي الطلاب استكملوها بقيادة طالب الهندسة (إيغور دياتلوف – Igor Dyatlov).

من خلال المذكرات الشخصية وفيلم الكاميرا والذي عثر عليهم المحققون في مكان الحادث، وجد المحققون أن المجموعة نصبت خيمة كبيرة على جبل (خلعت سياخل- Kholat Saykhl) أو جبل الموت كترجمة لاسم الجبل من لغة قوم (المناسي – Mansi) وهم القوم الأصليين لجبال الأورال.

اكتشاف الحادثة

بعد غياب الفريق وتأخرهم في الوصول لوجهتهم، أُرسلت فرقة إنقاذ للبحث عنهم وتقفي آثارهم.

عندا وصلت فرقة الإنقاذ لمكان خيمتهم، وجدوا الخيمة ممزقة من الداخل، بالإضافة لوجود أمتعتهم في داخل الخيمة وكأنهم هربوا مسرعين لسبب ما.

يقول عالم ميكانيكا الثلج يوهان غوم:” حدث شيء غير متوقع بعد منتصف الليل، جعل أفراد البعثة يمزقون الخيمة من الداخل ويهربون باتجاه الغابة لأكثر من كيلومتر، بدون ملابس مناسبة في درجة حرارة أقل من -25 درجة سيليزية وفي وجود رياح قوية”!

بعد عدة أيام اكتشفت فرقة الإنقاذ جثث خمسة أشخاص وكان سبب الوفاة تأثرهم بانخفاض درجة الحرارة، وبعد عدة أشهر وجدوا الجثث الباقية ولكنهم كانوا يعانوا من جروح في الصدر والجمجمة، ومن ضمن الجثث كانت هناك جثتين بدون عينين وواحدة بدون لسان، وأغلب الجثث كانت شبه عارية وحافية الأقدام!

قصور في نظرية الانهيار الجليدي

بعد اكتشاف الحادث تمسك العلماء بنظرية الانهيار الجليدي، وذلك لأنها أكثر فرضية معقولة أو قابلة للتصديق، ولكن بسبب الظروف الغير طبيعية المحيطة للحادث رفض البعض هذه النظرية بسبب عدم وجود أي مؤشرات على حدوث إنهيار جليدي.

كما أن إصابات الجثث مختلفة وليست مشابهة لحالات الانهيارات الجليدية المعتادة، مما ترك في الأذهان فكرة وجود قوة ما تسببت في هذا الحادث.

لكن مع فتح التحقيق من جديد العام الماضي، ظلت نظرية الانهيار الجليدي هي النظرية الأكثر عقلانية.

دلائل جديدة على نظرية الانهيار الجليدي

في بحث نشره كل من (جوهان غيوم – Johan Gaume) (والكسندر بوزرين – Alexander Puzrin) في مجلة اتصالات الأرض والبيئة التابعة لمجلة Nature وضحوا أنه يمكن أن يحدث انهيار جليدي على منحدر صغير والذي نتج بسبب إحداث فرقة المتسلقين قطع في المنحدر.

الذي تسبب بدوره في حدوث انهيار جليدي، كما أن الرياح في هذه الليلة كان لها دور في الأمر، وذلك لأنها ساعدت على نقل وتراكم الثلج فوق المنحدر، ومع تزايد حمل الثلوج أدت إلى حدوث هذا الانهيار.

الخاتمة

رغم أن نظرية الانهيار الجليدي أكثر النظريات القابلة للتصديق إلا أنها مع ذلك ليست كافية لتزيل الغموض عن هذه الحادثة، والتي تعتبر من الفلكلور الروسي إلى الآن.

مع ذلك ما زالت محاولات العلماء مستمرة لحل لغز حادثة معبر ياتلوف.

المصادر

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


تاريخ

User Avatar

Nermin Mohamed

طالبة جامعية مهتمة بالكتابة العلمية سواء كانت في المجال الطبي أو في المجالات الأخرى.


عدد مقالات الكاتب : 17
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق