إن مرض الإسقربوط، وهو مرض كان يُعتقد في السابق أنه يقتصر على كتب التاريخ، يعود بشكل مفاجئ إلى البلدان المتقدمة. وفي الآونة الأخيرة، أبلغ الأطباء في أستراليا وكندا عن علاج حالات مصابة بالمرض. ولكن ما هو مرض الإسقربوط بالضبط، ولم نشهد عودة مرض الإسقربوط في العصر الحديث؟
محتويات المقال :
هو مرض يحدث بسبب نقص حاد في فيتامين سي (حمض الأسكوربيك)، وهو ضروري لإنتاج الكولاجين. يساعد هذا البروتين في الحفاظ على صحة الجلد والأوعية الدموية والعظام والنسيج الضام. بدون ما يكفي من فيتامين سي، لا يستطيع الجسم إصلاح الأنسجة بشكل صحيح، أو التئام الجروح، أو مكافحة العدوى.
كان مرض الإسقربوط شائعًا من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر، عندما كان البحارة والمستكشفون الآخرون يعيشون على حصص من الطعام أو يقضون فترات طويلة بدون طعام طازج.
في الفترة بين عامي 1497 و1499، عانى طاقم فاسكو دا جاما بشدة من مرض الإسقربوط أثناء بعثتهم إلى الهند. حيث مات جزء كبير من الطاقم بسبب هذا المرض. ومن القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، كان مرض الإسقربوط منتشرًا بين البحارة والمستكشفين الأوروبيين. مما أثر على شخصيات بارزة مثل فرديناند ماجلان والسير فرانسيس دريك. حيث كان يُعتبر أحد أكبر التهديدات لصحة البحارة أثناء الرحلات الطويلة.
يُعتقد أن الجراح البحري البريطاني جيمس ليند أجرى إحدى التجارب السريرية الأولى في عام 1747، موضحًا أن الحمضيات يمكن أن تمنع وتعالج المرض. ولكن، استغرق الأمر عدة عقود من الزمن لتطبيق نتائجه على نطاق واسع. لقد تبنت البحرية الملكية البريطانية رسميًا ممارسة تقديم عصير الليمون للبحارة في عام 1795، مما أدى إلى تقليل عدد حالات الإصابة بالإسقربوط بشكل كبير.
في تقرير الحالة الجديد، أفاد الأطباء في غرب أستراليا بعلاج رجل في منتصف العمر مصاب بهذه الحالة. وفي تقرير حالة آخر منفصل، أفاد الأطباء في كندا بعلاج امرأة تبلغ من العمر 65 عامًا. كان كلا المريضين يعانيان من ضعف في الساق وتشوه في الجلد، إلا أن الأطباء لم يفكروا في أن السبب هو عودة مرض الإسقربوط. وكان هذا استنادًا إلى فرضية مفادها أن فيتامين سي متوفر بكثرة في إمداداتنا الغذائية الحديثة، وبالتالي لا ينبغي أن يحدث نقص.
لقد أدى العلاج بجرعات عالية من فيتامين سي (1000 مجم يوميًا لمدة سبعة أيام على الأقل) إلى تحسن الأعراض والشفاء التام في النهاية للحالتين. ويشعر مؤلفو تقريري الحالتين بالقلق من أن ترك مرض الإسقربوط دون علاج قد يؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية مما قد يسبب نزيفًا مميتًا.
أجرى مستشفى كبير في نيو ساوث ويلز مراجعة للجداول (chart review) العام الماضي، حيث تتم مراجعة سجلات المرضى للإجابة على أسئلة بحث معين. وقد وجد الباحثون أن نقص فيتامين سي كان شائعًا. فقد تبين أن أكثر من 50% من المرضى الذين تم فحص مستويات فيتامين سي لديهم كانوا يعانون من نقص بسيط (29.9%) أو نقص كبير (24.5%). وكان النقص أكثر شيوعًا بين المرضى من المناطق الريفية والمناطق ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض.
إن الحصول على الأطعمة المغذية التي تحتوي على فيتامين سي بكميات كافية واستهلاكها للأسف لا يزال يمثل مشكلة بالنسبة لبعض الناس. وتشمل العوامل التي تزيد من خطر نقص فيتامين سي ما يلي:
مع عودة ظهور مرض الإسقربوط في البلدان المتقدمة، من المهم فهم كيفية الوقاية من هذا المرض.
Scurvy is largely a historical disease but there are signs it’s making a comeback | the conversation
Scurvy in a 65-year-old woman with severely limited function and social supports | cmaj
إن العالم على شفا أزمة كارثية. حيث حذر تقرير جديد صادر في 17 أكتوبر عن…
يصعب علينا في العصر الحديث ذكر سردية تاريخية واضحة ودقيقة لنشأة البشر في أي مكان…
في دراسة رائدة، كشف باحثون عن علاقة مفاجئة بين الحمض النووي الفيروسي القديم المدمج في…
إن مسألة ما إذا كان لدينا إرادة حرة قد ناقشها الفلاسفة والعلماء لعدة قرون. لقد…
لقرون عديدة، كانت هضبة التبت المرتفعة تمثل تحدياً هائلاً لبقاء الإنسان على قيد الحياة، حيث…
في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) مدمجًا بشكل متزايد في حياتنا اليومية، بدءًا من…