دغدغة الأذن بالموجات الكهربية: طريقك للشباب في مرحلة الشيخوخة!
من يمكنه التخيل أن دغدغة الأذن هي طريقك للشباب في مرحلة الشيخوخة. دراسة جديدة، من جامعتي Leeds و Glasgow بالمملكة المتحدة، تقترح تمرير موجات من التيار الكهربي على الأذن الخارجية للإنسان، والتي يمكنها تحفيز نشاط عمليات الأيض بالجهاز الهضمي، والحفاظ على التوازن بين الجهازين العصبي السمبساوي والباراسمبساوي، مما يمكنه تأخير مرحلة الشيخوخة وتقليل خطر الإصابة بأمراضها، والعيش بصحة أفضل لفترات أطول.
تتمثل الفكرة طبيًا في تنشيط «العصب الحائر – Vagus nerve» من خلال الآذن دون تدخل جراحي، أما العصب الحائر فهو أطول عصب يمتلكه الجسم، ويربط بين الدماغ وأجزاء أخرى في الجسم وبالأخص كلا الجهازين الهضمي والعصبي. الجهاز الهضمي يتحكم بعمليات الأيض والتي تساعد الجسم على تحقيق أكبر قدر من الاستفادة بالطعام الداخل إليه.
أما الجهاز العصبي فلديه تصنيفان:
-العصبي السمبساوي: الذي يتحكم بالجسم أثناء حالات الغضب أو الإثارة عامةً.
-العصبي الباراسمبساوي: ويتحكم بالجسم أثناء حالات الهدوء والراحة.
ويشكل الجهازين معًا «الجهاز العصبي الذاتي – Autonomic nervous system» الذي يتحكم في وظائف الجسم الحيوية اللاإرادية كالتنفس و تنظيم ضربات القلب.
وبتقدم العمر يتأثر الجهاز الهضمي بالسلب ويصبح أحد الجهازين العصبي السمبساوي أو الباراسمبساوي أضعف من الآخر، لتظهر حالة من عدم الإتزان بين أنظمة الجسم يسفر عنها اضطرابات عديدة، لذا فقد اهتم العلماء منذ فترة كبيرة نسبيًا بتنشيط العصب الحائر، ليس فقط لدعم الصحة وإنما أيضًا منع ظهور الأمراض المتعلقة بالشيخوخة كالإلتهابات، ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب الأرق والقلق.
إلا أنه حتى الآن تتم هذة العملية جراحيًا عن طريق زراعة أقطاب كهربائية صغيرة في أجزاء مختلفة من الجسم، وعادةً تكون الرقبة، لتعمل كمحفزات كهربائية للعصب. ولكن العصب الحائر لا يمر بإستقامة خلال الجسم، وإنما يحمل امتدادًا واحدًا والذي يصل للأذن الخارجية بالجسم. لذلك طور الباحثون هذة الطريقة هنا لتحفيز نشاط الحائر دون الحاجة لتدخل جراحي وسُميَّت الطريقة “Transcutaneous vagus nerve stimulation” حيث تعمل الأذن هنا كبوابة وحيدة تسمح بتنشيط العصب الحائر خارجيًا.
تضمَّن البحث عدة دراسات أهمهم واحدة أجريت على متطوعين بأعمار 55 عامًا وأكبر لديهم عدم إتزان بين أجزاء الجهاز العصبي وأجسامهم تنوي أن تحظى بأمراض مزمنة، تم إمدادهم بموجات كهربية ضعيفة على الأذن يوميًا – لمدة قصيرة – لمدة أسبوعين وتُركُوا يديروها بأنفسهم في المنزل. وأبلغ المتطوعون إحساسهم بأنهم بصحة جيدة، وأنهم ينامون أفضل من قبل. وبالتحاليل الطبية لوحظ أن أعضائهم تؤدي بشكل أفضل من ذي قبل.
المصادر: