الحكي والسر القصصي
لطالما استخدم فن الحكي وسرد القصة على مر الأزمان لنقل المعرفة والقيم ودروس الحياة فنرى القصة ذات المحتوى الديني، والتاريخي، والقصص الواقعية التي يُضرب فيها المثل لحالة أو فلسفة ما. وطبقًا لنوعها يختلف طولها من الرواية ذات الأحداث الكثيرة والشخصيات الغنية والمتعددة، مرورًا بالقصة، حتى تصل لأصغرها في الأقصوصة ذات الحدث الواحد والشخصية الواحدة. وفي سياق التعليم، تمثل الحكايات وسرد القصص أدوات قوية لتعزيز التعلم والمشاركة في الصف. [3] [2] [1]
محتويات المقال :
يعد سرد القصص وسيلة طبيعية وجذابة لنقل المعلومات فهو يتيح للطلاب التواصل مع المادة على مستوى أعمق من خلال ربطها بتجاربهم وعواطفهم[1]. ولا يؤدي هذا الاتصال إلى تعزيز الفهم فحسب، بل يساعد أيضًا في الاحتفاظ بالمعلومات. [2] [1]
يذكر أن القصص تتمتع بالقدرة على جذب انتباه الطلاب وتحفيز فضولهم. إذ أنها توفر سياقًا يجعل التعلم أكثر جدوى وأهمية. يمكن أن تؤدي هذه المشاركة المتزايدة إلى تحسين الدافع والمشاركة في الأنشطة الصفي. [5] [4]
عندما يتعامل الطلاب مع السرد، يتم تشجيعهم على التفكير النقدي والتحليلي. فهم بحاجة إلى فهم تسلسل الأحداث، وتحديد العلاقات بين السبب والنتيجة، والتوصل إلى استنتاجات. إذ تعتبر هذه المهارات ضرورية للنجاح الأكاديمي وتثبيت المعلومات لزمن طويل.
يوفر سرد القصص سياقًا غنيًا لتعلم اللغة. إنه يعرّف الطلاب على مفردات وتراكيب نحوية جديدة في سياق ذي معنى. كما أنه يوفر فرصًا للطلاب لممارسة مهارات التحدث والاستماع لديهم. [11] [7] [6]
يمكن للمعلمين تشجيع مشاركة الطلاب من خلال مطالبتهم بالتنبؤ بما سيحدث بعد ذلك، أو إعادة سرد القصة بكلماتهم الخاصة، أو حتى إنشاء قصصهم الخاصة باستخدام كلمات محددة كانت من أهداف الدرس أو مفهوم معين. لا يزيد هذا المشاركة الفعالة من التعلم فقط، بل ويرفع الطلاب لتطبيق مهارات أعلى في هرم بلوم مثل التقويم والابتكار [9] [8].
تكمن الخطوة الأولى في استخدام أسلوب سرد القصص في الصف هي اختيار القصة المناسبة. إذ يجب أن تكون القصة شيقة، وذات صلة بأهداف الدرس، ومناسبة لعمر الطلاب ومستواهم اللُغوي. فمثلًا، لا يصح أن تكون عميقة أو مليئة بالمعاني والتعبيرات الجمالية إذا كانت القصة لهدف علمي مثلًا، كما يجب ألا تكون القصة مليئة بالتفاصيل حتى لا ينجرف الطلاب في تحليلها وينسون المغزى الأصلي من الدرس.
يضع المعلم الأسئلة التي سيجيب عنها الطلاب من القصة طبقًا للأهداف التعليمية وعمر الطلاب ومستواهم، لذلك يمكن أن تكون هذه الأسئلة بسيطة ومباشرة إذ يبحث الطالب عن معلومة بعينها يتم الإشارة إليها نصًا في القصة، أو تحليلية تطلب من الطلاب ربط الأحداث ببعضها البعض، أو ناقدة يصل بآخرها الطلاب إلى رأي أو مفهوم.
أن يكون أسلوب السرد بسيطاً وواضحاً وأنيقاً بمفردات منتقاة بعناية بعيدة عن الألفاظ الشاذة في اللغة حتى تتوافق مع مفردات المتعلم. كما يُراعي في أسلوب الحكي طبقات الصوت والحركات الجسدية، والتي يجب أن تكون معبرة جدًا مع طلاب المراحل الأولى، ومعبرة بالكفاية فقط مع البالغين.
وفي هذه المرحلة، يكون الطلاب قد توصلوا لإجابات الأسئلة المطروحة. ولصف أكثر مشاركة، يوصى بأن يناقش الطلاب إجاباتهم سويًا قبل الإدلاء بها للمعلم؛ إذ يفتح هذا بابًا للمناقشة لما سمعوه. بالإضافة إلى الثقة التي سيستمدونها من زملائهم. بعد ذلك، يفتح المعلم باب المناقشة في مرحلة التغذية الراجعة في إجابات الأسئلة المطروحة وما إذا التبس على الطلاب شيء.
يمكن أن يؤدي دمج العناصر المرئية والسمعية مثل الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية إلى تعزيز تجربة سرد القصص.[9] يمكن أن تساعد هذه العناصر الطلاب على تصور القصة وجعلها أكثر جاذبية. يمكنك كذلك الاستعانة بمواقع مثل Pawtoon، و Storyboard لعمل القصة بالمؤثرات التي تريدها وتناسب الصف.
لنفترض مثلًا أنك تريد شرح المراحل التي مر بها كوكب الأرض، فعليك أن تحضّر مجموعة من الأسئلة لتوجه انتباه الطلاب نحوها بينما تسرد القصة. وليكن:
وبالرغم من فوائد هذه الاستراتيجية، إلا أن هناك بعض التحديات التي يسهل التعامل معها. ومنها:
إذ يكون الطلاب مستمعين سلبيين للمعلم طوال وقت القصة. ويمكن معالجة ذلك بتحويل الطلاب لمستمعين فاعلين، فيسألهم المعلم عما يتوقعون حدوثه لاحقًا. وكذلك يستطيع المعلم أن يقسّم القصة لأجزاء بحيث يستطيع الطلاب المتابعة والمناقشة في آخر كل جزء.
وبسبب لعب المعلم لدور الراوي الوحيد، يُفرض على المعلم أن يكون هو مصدر المعلومات الوحيد. والعزاء هنا هو أن السلطة تنتقل للطلاب في المناقشة بعد القصة يصحبها تفكير عميق.
حتى وإن أخذت القصة شكلًا رقميًا، سيستمتع بها الطلاب السمعية والبصرية فقط، أما الطلاب الحركيون، فسيمثل ذلك تحديًا لمدة بقاء انتباههم ومتابعتهم لأحداث القصة وربطها.
ونهاية، يعد الحكي وسرد القصص أدوات قوية لتعزيز التعلم والمشاركة في الفصل الدراسي. يمكنها أن تجذب انتباه الطلاب، وتحفز فضولهم، وتعزز تفكيرهم النقدي ومهاراتهم اللغوية، وتجعل التعلم أكثر فائدة وملاءمة. ومن خلال دمج رواية القصص في استراتيجيات التدريس الخاصة بهم، يمكن للمدرسين إنشاء بيئة تعليمية أكثر جاذبية وفعالية.
في عالم الكم، لم تعد قواعد الفيزياء الكلاسيكية قابلة للتطبيق. واحدة من أكثر الحالات الرائعة…
أظهرت دراسة جديدة أن المرضى يجدون الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفاً وتفهماً من الأطباء النفسيين وخبراء…
باتت التجارب الرقمية أكثر عمقًا وانغماسًا مع دمج الحواس البشرية في البيئات الافتراضية. ويأتي نظام…
في اكتشاف رائد، كشف باحثون من جامعة أتينيو دي مانيلا عن أدلة على وجود شكل…
درس العلماء الأسماك الغضروفية الحديثة، مثل أسماك القرش وأسماك الزلاجات. وقارنوها بنظيراتها عديمة الفك، مثل…
تحول دماغ شاب إلى زجاج منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي ظاهرة يعتقد العلماء…