Ad

الإعلام المرئي والعنف عند الأطفال

أجرى عالم النفس البريطاني ألبرت باندورا ومجموعة من الباحثين، تجربة لدراسة العلاقة ما بين العنف الإعلامي والعدوانية في مرحلة الطفولة. قاموا من خلال التجربة التي تمت في عام 1963م بجمع أطفال في مرحلة ما قبل المدرسة لمشاهدة فيديو لشخص بالغ يلكم دمية. وبعد ذلك وضعوا في غرفة مخصصة للعب دمية مشابهة للتي ظهرت في الفيديو، بالإضافة للعديد من الألعاب الأخرى. 

وكما كان متوقعًا، قلّد الأطفال الذين شاهدوا الفيديو العدواني ما رأوه من ضرب الدمية ولكمها وركلها. بل كان من المدهش هو أن الأطفال وجدوا طرقًا جديدة ومبتكرة لضرب الدمية، كما لعبوا بقوة أكبر مع الألعاب الأخرى في الغرفة. والملاحظ أن الأطفال لم يقلدوا السلوكيات العدوانية التي رأوها فحسب، بل تسببت رؤية تلك السلوكيات في اللعب بطريقة أكثر عدوانية. [1]

وسائل الإعلام ودورها في العنف عند الأطفال

قد يعتبر معظم الآباء أن وسائل الإعلام لا تؤثر على صحة أطفالهم، ولكن هل تساءلت يومًا كيف يتعلم طفلك مثل هذه السلوكيات الغريبة؟ فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 10 سنوات يقضون حوالي 8.5 ساعة يوميًا مع مجموعة متنوعة من الوسائط، بما في ذلك البرامج التلفزيونية والبحث عبر الإنترنت والمواقع الاجتماعية وألعاب الفيديو وغيرها. بمعنى آخر ينغمس أطفالك في وسائل الإعلام بنفس مقدار الساعات التي تعملها في وظيفة بدوام كامل. [2]

الطبيعة المنتشرة لوسائل الإعلام العنيفة في المجتمع تجعل من الصعب تقليل تعرض الأطفال لها، حتى مع الإشراف الأبوي والتحكم في استخدام الأطفال لوسائل الإعلام، تشير الأبحاث المتاحة إلى أنه لا يوجد أحد محصن تمامًا من آثار العنف الإعلامي. [3]

وقد أوضحت «الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال» أن الأطفال يتعلمون من وسائل الإعلام خاصة إذا تكررت الرسائل بشكل مستمر على فترات طويلة. فقد وجدت العديد من الدراسات العلمية أن التعرض الكبير للعنف الإعلامي يزيد من خطر السلوك العدواني وينتج عنه إزالة التحسس من العنف. [2]

هل يمكن أن يزيد العنف الإعلامي من العدوانية؟

على المدى القصير يمكن أن يزيد العنف الإعلامي من العدوانية:
1- إثارة الأفكار العدوانية وعمليات اتخاذ القرار.
2- زيادة الاستثارة الفسيولوجية.
3- إثارة الميل لتقليد السلوكيات المرصودة.

وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر إلى:
1- زيادات دائمة في أنماط التفكير العدواني والمعتقدات الداعمة للعدوانية حول السلوك الاجتماعي.
2- يمكن أن يقلل من الاستجابات العاطفية السلبية للأفراد تجاه العنف. [3]

وفي دراسة قام بها مجموعة من العلماء لدراسة تأثيرات التعرض للمواد الإعلامية العنيفة على السلوك، وجدوا أنه حتى التعرض قصير المدى يزيد من إحتمالية السلوك العدواني الجسدي واللفظي والأفكار والعواطف العدوانية”.[3]

الآثار الضارة التي تلحق بالأطفال نتيجة عنف وسائل الإعلام

على مدى عقود، أظهرت الأبحاث العلمية مجموعة من الآثار الضارة التي تلحق بالأطفال نتيجة عنف وسائل الإعلام وهذه الآثار هي:

  1. العدوان وعدم الشعور بالآخرين: يمكن للأطفال أن يصبحوا أقل حساسية لآلام ومعاناة الآخرين، وأقل عرضة للتعاطف مع ضحايا العنف.
  2. الخوف: هو نتيجة أخرى للعنف الإعلامي، فيمكن للأطفال أن يصابوا بالقلق والصدمات بسبب العنف الذي يشاهدونه في الوسائل المرئية.
  3. الرسائل السلبية: يعطي العنف الإعلامي رسالة مفادها أن العدوان والعنف حلان مقبولان للنزاعات والمشاكل. ففي العديد من المنازل يقلد الأطفال شخصيات الكارتون والأفلام وألعاب الفيديو وينظرون إليهم كأبطال ونماذج يحتذى بها. [4]

نصائح لمساعدة الآباء لتجنب العنف الاعلامي

  1. حدد مقدار الوقت الذي يشاهد فيه طفلك التلفزيون أو الوسائط الأخرى، وحدد نوع التعرض.
  2. ضع أجهزة التلفزيون والكمبيوتر في مكان مناسب، بحيث يمكن لك الإشراف على أطفالك ومراقبتهم أثناء تفاعلهم مع الوسائط.
  3. شجع أطفالك على القراءة باستمرار.
  4. ضع حدودًا للسن، ولا تسمح للأطفال دون سن الثانية بمشاهدة التلفزيون لأنه قد يعيق تطور اللغة والتفاعل الاجتماعي. [4]

 

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


علم نفس

User Avatar

Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 44
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق