ذكاء اصطناعي يتصور العالم بصورة
لنفترض أنك في منطقة غير مألوفة، وغير متأكد مما ينتظرك. كبشر، نستخدم تجاربنا السابقة ومعرفتنا والإشارات من حولنا لتوقع ما قد يواجهونه. هذه القدرة على التفكير واتخاذ القرارات المستنيرة أمر بالغ الأهمية لبقائنا. الآن، تخيل لو أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يفعل الشيء نفسه. لقد حقق فريق من علماء الكمبيوتر من جامعة جونز هوبكنز طفرة حيث طوروا ذكاء اصطناعي يتصور العالم بصورة.
وقام العلماء بتطوير نظام ذكاء اصطناعي يسمى “Geneative World Explorer”، أو “GenEx”. يمكن لهذا النظام المبتكر أن “يتخيل” المناطق المحيطة به دون الحاجة إلى استكشافها فعليًا، وذلك باستخدام صورة ثابتة واحدة فقط لاستحضار عالم بأكمله. ولهذه القدرة آثار كبيرة على العديد من تطبيقات العالم الحقيقي.
محتويات المقال :
باستخدام صورة واحدة، يقوم “GenEx” بإنشاء عالم افتراضي واقعي ومصطنع حيث يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي التنقل واتخاذ القرارات من خلال التفكير والتخطيط. يحتاج الوكيل فقط إلى رؤية المشهد الحالي واتجاه الحركة والمسافة التي يجب عبورها. ويمكن للوكيل التحرك للأمام وتغيير الاتجاه واستكشاف بيئته بمرونة غير محدودة.
يرجع هذا إلى أن النموذج تم تدريبه على بيانات واسعة النطاق باستخدام تقنية تسمى “التعلم المتسق الكروي”، والتي تضمن أن تنبؤاته بالبيئات الجديدة تتناسب مع مجال بانورامي.
ويقيس العلماء الاتساق من خلال جعل “GenEx” يتنقل عبر مسار مغلق تم اختياره عشوائيًا، ويعود إلى نقطة البداية في حلقة ثابتة. وكان هدفهم هو ضمان تطابق المشهد في البداية والنهاية، وبالتالي ضمان نمذجة العالم المتسقة داخل “GenEx”.
رغم أن هذا الاتساق ليس فريدًا من نوعه بالنسبة لـ”GenEx”، فإن فريق البحث يقول إنه المستكشف العالمي التوليدي الأول والوحيد الذي يمكّن وكلاء الذكاء الاصطناعي من اتخاذ قرارات منطقية بناءً على ملاحظات جديدة حول العالم الذي يستكشفونه في عملية يطلق عليها علماء الكمبيوتر “السياسة المعززة بالخيال”.
على سبيل المثال، لنفترض أنك تقود سيارتك والضوء أمامك أخضر، لكنك تلاحظ أن سيارة الأجرة أمامك توقفت فجأة وبشكل غير متوقع. قد يكون الخروج من سيارتك للتحقق من الأمر غير آمن، ولكن من خلال تخيل المشهد من وجهة نظر سائق سيارة الأجرة، يمكنك التوصل إلى سبب محتمل لتوقفه المفاجئ. فربما تقترب سيارة طوارئ، ويجب عليك إفساح الطريق أيضًا.
وبينما يستطيع البشر استخدام إشارات أخرى مثل صفارات الإنذار لتحديد هذا النوع من المواقف، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية التي تم تطويرها للقيادة الذاتية وغيرها من المهام المماثلة لا يمكنها الوصول إلا إلى مدخلات الصور واللغة، مما يجعل الاستكشاف الخيالي ضروريًا في غياب المعلومات متعددة الوسائط الأخرى.
قام فريق هوبكنز بتقييم اتساق وجودة مخرجات “GenEx” مقارنة بمعايير توليد الفيديو القياسية. كما أجرى الباحثون تجارب مع مستخدمين بشريين لتحديد ما إذا كان “GenEx” قادرًا على تعزيز قدراتهم المنطقية والتخطيطية وكيف يمكن ذلك ووجدوا أن المستخدمين اتخذوا قرارات أكثر دقة واستنارة عندما أتيحت لهم إمكانية الوصول إلى قدرات الاستكشاف الخاصة بالنموذج.
وتُظهر تجاربهم أن “GenEx” يمكنه توليد ملاحظات عالية الجودة ومتسقة أثناء استكشاف ممتد لعالم مادي افتراضي كبير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمعتقدات المحدثة بالملاحظات المولدة أن تفيد نموذج صنع القرار الحالي، مثل وكيل نموذج اللغة الكبير، وحتى المستخدمين البشر لوضع خطط أفضل.
في سيناريوهات الاستجابة للكوارث، يمكن لـ”GenEx” استخدام صورة مراقبة واحدة لإنشاء خريطة افتراضية مفصلة للمنطقة المتضررة، مما يسمح لفرق الإنقاذ بتخطيط نهجها بأمان وكفاءة. يمكن لهذه التقنية أيضًا تحسين تطبيقات الملاحة، مما يضمن أن السائقين والمشاة يمكنهم اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن طريقهم.
لكن تأثير “GenEx” لا يتوقف عند هذا الحد. وفي عالم الألعاب والواقع الافتراضي، يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي هذا إنشاء تجارب غامرة لم يكن من الممكن تصورها من قبل. هل ترغب في استكشاف مدينة افتراضية دون مغادرة غرفة المعيشة الخاصة بك؟ “GenEx” يجعل من الممكن.
AI system can envision an entire world from a single picture | techxplore
GenEx: Generating an Explorable World | arxiv
مع نهاية عام 2025، يبرز البحث العلمي في مصر كأحد المحاور الرئيسية في استراتيجية التنمية…
تخيل أنك تستيقظ في غرفتك المظلمة تماماً. دون أن تفتح عينيك، ودون أن تلمس الجدران،…
من أعماق المحيط إلى حدود الكون: هؤلاء هم أبطال العلم لعام 2025 لم يكن عام…
في ظل تسارع وتيرة التغيرات المناخية التي تعصف بكوكبنا الأزرق، لم يعد دور المؤسسات الأكاديمية…
في الحادي والعشرين من ديسمبر، لا تحتفل مصر بمجرد مناسبة عابرة، بل تستحضر روح هويتها…
أحجية ثلاثية الأبعاد: علماء يعيدون تركيب وجه إنسان ما قبل التاريخ ويكتشفون مفاجأة تقنية مذهلة.…