Ad

إيميلي روز، عندما يقع الإنسان ضحية لخرافاته

يعاني الآلاف سنويًا من أعراض الأمراض النفسية والعقلية، إلا أنهم غالبًا ما يقعون ضحية لجهل أقربائهم، فبدلًا من محاولة علاجهم يذهبون بهم إلى الدجالين والمشعوذين، وهنا تتحول نوبة الصرع إلى عملية طرد للأرواح الشريرة، وما ينتج عن هكذا عمليات سوى سوء حالة المريض وتدهور حالته، إلا أننا اليوم على موعد مع ضحية تسببت هذه الممارسات في وفاتها، إنها أناليس ميشيل، التي جسدتها شخصية إيميلي روز من فيلم The exorcism of Emily Rose.

إيميلي روز، عندما يقع الإنسان ضحية لخرافاته

قصة أناليس

كانت إيميلي (أناليس) فتاة ألمانية طبيعية، كما كانت شديدة التديّن، حيث ولدت لعائلة كاثوليكية اصطحبتها للكنيسة يومين من كل أسبوع.

كانت حياة إيميلي (أناليس) طبيعية حتى بدأت ترى ما وصفته بالوجوه الشيطانية، فذهبت إلى المصحة النفسية، وهناك تم تشخيصها بالصرع، ووصف لها الأطباء عددًا كبيرًا من أدوية الصرع والذُهان.

إلا أن محاولات العلاج باءت بالفشل، فاقتنعت عائلتها المتدينة بأنها ليست مريضة، بل اقتنعوا بأنها ممسوسة، فتقدموا إلى الكنيسة الكاثوليكية لطلب الإذن للشروع في عملية طرد الأرواح من جسد إيميلي (أناليس)، فرفضت الكنيسة في بادئ الأمر ونصحت أهلها باستكمال العلاج، إلا أنهم وافقوا في النهاية، فخضعت إيميلي (أناليس) لما يزيد عن 60 عملية طرد أرواح على مدار عامين، إلى أن ماتت في النهاية.

جريمة لا تغتفر

أظهرت التحقيقات أسباب وفاة أناليس، حيث نتجت الوفاة بشكل رئيسي عن سوء التغذية، فقد امتنعت إيميلي (أناليس) عن الطعام بسبب جلسات طرد الأرواح، بالإضافة إلى عدد كبير من الإصابات الجسدية وكسور في الركبة، نتيجة لوضعية الصلاة التي أُجبرت عليها لإتمام جلسات طرد الأرواح على الرغم من تشنجاتها الشديدة التي عانت منها أثناء نوبات الصرع.

وحكمت المحكمة على القساوسة الذين قاموا بهذه الجلسات بستة أشهر من السجن، وعفوا عن أهلها تقديرًا لما مروا به.

التفسير العلمي

تُجسد هلاوس مريض الصرع مخاوفه، وهذا هو ما حدث مع أناليس، حيث أننا ذكرنا في بادئ الأمر أنها كانت شديدة التديّن، وهو ما أقنعها بأنها ممسوسة فعلًا، فكانت تُصاب بتشنجات شديدة وتصرخ بشدة إذا سمعت آيات من الكتاب المقدس أو حتى رأت صليبًا، وقد زاد من هذا منع عائلتها لها من زيارة الأطباء وانقطاعها عن أخذ الدواء، فساءت حالتها وأخذت تشرب من بولها وتأكل الحشرات وتعض أفراد أسرتها.

كما ذكرت إيميلي (أناليس) في آخر جلسة طرد أرواح أسماء ستة شياطين ظنت أنهم يسكنون جسدها، وكان منهم قاين (ابن آدم في الرواية التوراتية)، ويهوذا (أحد تلاميذ المسيح)، ولوسيفر (الشيطان في الاعتقاد المسيحي)، وكما نلاحظ فكلها شخصيات في الإيمان المسيحي، وهو ما يثبت ما ذكرناه مسبقًا وهو أن هذه الهلوسات لم تكن إلا خيالات نابعة من قناعاتها المسبقة، فلم يكن ما تُعاني منه أناليس مسًا شيطانيًا أو ما شابه، فأعراضها كانت أعراضًا طبيعية للصرع كما وصفها الأطباء، كما كانت مداومتها على الدواء وابتعادها عن جلسات طرد الأرواح لينقذوا حياتها، إلا أنها وقعت ضحية للجهل والخرافة.

لسوء الحظ لا نمتلك علاجًا للصرع حتى اليوم. تطورت معرفتنا عنه بلا شك، ولكن لا نملك لكل الأمراض علاجًا حتى الآن، ولكن الأكيد هو أن العلاج ليس على أيدي الدجالين، يمكنك معرفة المزيد عن تقييم الحُجة لممارسة التفكير النقدي بما قد يساعدك على عدم الوقوع في مثل تلك المواقف من هنا.

المصادر

History of Yesterday
washingtonpost

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب علم نفس

User Avatar

abdalla taha

أحب القراءة ومتابعة العلوم.


عدد مقالات الكاتب : 74
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق