Ad

ملخص رواية “مريمة ” الجزء الثاني من ثلاثية غرناطة للكاتبة رضوى عاشور


“ لكل شيء في هذه الدنيا علامة قد لا يفهمها الإنسان أبدًا وقد يفهمها بعد حين”
رضوى عاشور، ثلاثية غرناطة

رأت مريمة في منامها جسمًا متوهجًا حسبته القمر ولكنه كان كبيرًا ومضيئًا ولم يكن القمر، فما لبثت أن ذهبت إلى عرافة البلدة التي بشرتها بخير قادم للبلاد، انتشر خبر رؤيا مريمة بين النساء يتداولنه عند الفرن ومضخات المياه كما لو أن اليأس الذي يعشنه جعلهن يتعلقن برؤيا مريمة كتعلق الغريق بالقشة.
تزوج هاشم بن مريمة وحسن عائشة ابنة سليمة وما تبقى من ذكراها وأنجبا طفلًا يسمى علي، وفي يوم رأت مريمة سليمة في المنام وهي تحمل ابنتها عائشة وهي وليدة وتذهب وبعدها ماتت عائشة وهجر هاشم البيت إلى الجبال بسبب معاملة حسن القاسية له وتكفلت مريمة برعاية علي.
أثناء عودتها رأت علي يلعب مع الصغار فأقبل عليها فرحًا فأعطته الحلوى التي قد اشترتها له سابقًا فأخبرها الطفل بوجود رجل غريب في بيتهم يدعى نعيم، فتفاجأت بعودة نعيم الذي سافر مع القس الذي كان يعمل عنده منذ زمن بعيد وعندما دخلت المنزل رأت رجل غريب رث الهيئة يجلس مع حسن وبعد سؤاله عن سعد وسليمة تأكدت أنه هو نعيم وأخذت علي وخرجت خشية أن يحكي حسن أمامه كيف مات سعد حزنًا وكمدًا بعدما رأى سليمة تحترق وسط النار.

لم تكن عودة نعيم سهلة فقد عاد بعدما قتل القشتاليون زوجته وهي تحمل في بطنها طفلهما وحرقوا منزله، رجع نعيم وقد احترق قلبه على ما أصابه وجد غرناطة غير غرناطة التي يعرفها ولم تكن تلك البيازين التي عهدها قبل سفره، أخذ نعيم علي في جولة في البلدة واشترى له الحلوى وحصانًا خشبيًا وظل يناديه بهلال ذلك الاسم الذي كان سيطلقه على ابنه عندما يولد.

بعد أن أتم علي السابعة زاد قلق جده حسن بسبب ما يتعلمه الفتى في المدرسة ورأى ضرورة تعليم الفتى العربية وإطلاعه على السر وتعليمه قراءة القرآن، لكنه خشي أن يلحقه بتلك الحلقات التي يجريها الفقهاء سرا وآثر أن يظل بعيدا هو وعائلته عن المشاكل وقرر تعليم الفتى بنفسه، كان علي يتعلم بسرعة ما يلقيه عليه جده ويستمتع بالتعلم واخفاء السر عن جدته ونعيم.

قرر حسن الرجوع إلى بيت عين الدمع متعللًا بأن الجو في البيازين أصبح خانقًا وجو عين الدمع ألطف بكثير، وعندما وصلوا وأثناء انشغال مريمة بالتنظيف ونعيم بجمع الثمار من على الشجر نادى حسن على علي وأعطاه مفاتيح السرداب المكدس فيه تلك الكتب التي ظلت مخفية عن عيون القشتاليين لسنوات وأمره بالنزول إلى السرداب ورؤية ما فيه، ظن علي أنه سيجد كنزا مخبأ بالأسفل ولكن لم يجد غير الكتب فأصابته الخيبة حتى قصة تلك الكتب لم تبدد إحساسه بالخيبة.

لم يمر الكثير من الوقت حتى أفصح حسن عن رغبته في العودة إلى بيت البيازين لأنه يريد الموت هناك وما إن وصلوا حتى مرض حسن وظل يهذي ويخلط بين مريمة وسليمة وبين علي وسعد حتى مات، وقبل أن يمر أربعون يوم على موت حسن فتبعه نعيم ومات وهو الآخر بدون أن يمرض حتى.

عندما بلغ علي الثالثة عشر عرض جارهم إرناندو بن عامر على مريمة أن يعمل علي لديه في الحانوت ويتعلم حرفة صناعة المشغولات الخشبية مع ابنه خوسية فحسمت مريمة أمرها وطلبت من إرناندو أن يقبل بابن صديقة لها تدعى فضة يكبر علي بعامين فوافق، وعندما أصبح الصبح انطلق علي وخوسية وابن فضة إلى حانوت إرناندو والذي سلمهم إلى كهل أسمر يدعى صديق ليعلمهم الحرفة، أحب علي عمله كثيرًا وأتقنه وارتفعت مكانته أيضًا عندما علم العمال في الحانوت أن علي يستطيع قراءة وكتابة العربية تلك اللغة التي حكم عليها الفناء في بلاد يحكمها غرباء، فأصبح علي محط اهتمام الجميع واستعانوا به لقراءة الخطابات التي تأتيهم من أقارب أو أحباب أو قراءة حجة منزل أو كتاب قديم.

ظلت الأمور هادئة حتى سار موكب القضاة في المدينة يحظرون على الناس استخدام اللغة العربية في الكتابة والتخاطب أو حتى الاحتفاظ بألقاب عربية كما أمروا بترك أبواب الدور مفتوحة أيام الأعياد ويوم الجمعة ليضمنوا التزام الناس بالأوامر، كما أنهم أمروا بأن على نساء غرناطة التخلي عن ملابسهم التي تغطي كل الجسد وارتداء ملابس مثل القشتاليين.

وفي يوم انطلق علي إلى عمله كالعادة وجد الجنود يطوقون البيازين ولم يعلم أهل البيازين السبب حتى علموا بأمر اندلاع الثورة في البشرات وأن الثوار عينوا حاكم في الثانية والعشرين من عمره كان يسكن البيازين يدعى محمد بن أمية فعم الفرح الأهالي ووزعوا الحلوى.

أوجعت ثورة البشرات القشتاليين كثيرا فمروا بالبيوت يفتشونها ويسرقون منها وقتلوا أكثر من مائة من وجهاء البيازين الذين قبضوا عليهم قبل عام من الثورة بلا سبب صريح، ولم يمر الكثير من الوقت حتى أتى الخبر بالهزيمة والأسر الجماعي لأهالي البشرات، رأى علي النساء يبعن في ساحة باب الرملة عاريات أو شبه عاريات ورأى الرجال مقهورين مكبلين بالقيود والخيبات.

أصاب مريمة المرض وظلت راقدة في الفراش لا تقو على الحركة وانقطعت عنها الأخبار التي كانت تتبادلها مع الجارات، حتى أتت لها فضة تخبرها بهروب ابنها من البلدة بعد صدور قرار الترحيل لكل رجال البيازين من يزيد عمره على أربعة عشر عامًا ويقل عن الستين ولا يبق في البلاد إلا من ترى فيه السلطات مصلحة أو يحمل تصريح من السلطات بالبقاء، وأخبرتها أن إرناندو استطاع أن يستخرج لنفسه ولابنه ولعلي تصريحات بالبقاء.

لم تستطع مريمة البقاء في الفراش أكثر وعادت إلى جلستها المفضلة أمام البيت لتستعلم عن الأخبار، وأتى إلى البيازين بعض الأرامل من البشرات يحملن صغارهن ناجيات من بطش القشتاليين، يحكين عن المجازر التي حدثت في البشرات والخراب الذي لحق البلاد وعن مقتل محمد بن أمية على يد حراسه الخونة وعين الثوار مكانه ملكا يدعى عبد الله.

وفي يوم أتى علي بخبر الأوامر التي صدرت بترحيل الأهالي من غرناطة إلى قرطبة وأن على الجميع التجمع في ساحات الكنائس الأقرب إليهم، فصرحت مريمة أنها لن تترك البيازين مهما حدث، فانتظر علي نومها وجهز كل شيء وانتظر الفجر ثم أيقظها وأطعمها وأقنعها أن السلطات تريد رؤيتها حتى يقتنعوا بعدم قدرتها على الرحيل فيتركونها، ولكن وضعها علي أمام الأمر الواقع أنهم مجبرون جميعًا على الرحيل وتحركوا بعيدًا عن غرناطة وسط بكاء الشيوخ ونحيب النساء، سمح لهم الجنود بالتوقف في منتصف الطريق للراحة وقضاء الحاجة، مضت الأيام الثلاثة الأولى بسلام حتى فقدت مريمة قدرتها على المشي فحملها علي على ظهره وظلت تسكب الدموع دون توقف وفي الليلة الرابعة أصابتها الحمى ثم ماتت في العراء، حسم علي أمره على الهرب واستطاع قتل الحارس والسطو على حصانه والابتعاد عن مسار القافلة واسمى حصانه الجديد حجاب.

ظل في طريقه يمر بالجبال الوعرة والقرى القفر حتى رأى من بعيد خضرة يانعة وطيف امرأة أسكنته كوخها وظل عندها حتى الشتاء وعندما هل الربيع نوى الرحيل واتجه إلى غرناطة شاهد عمائرها من بعيد ولكن آثر أن يظل بعيدا فمكث في قرية قريبة مهجورة وتعرف على رجل يدعى روبرت البطل آنس وحشته مدة عامين حتى حسم علي أمره واتجه إلى غرناطة.

عند وصوله التقى بخوسية بن إرناندو والذي ساعده واستخرج له أوراقا تمكنه من البقاء وورقة تنص على أن علي يعمل لدى خوسية، وأسر له أيضًا أنه يمكن أن يعيد له بيت البيازين ولكن على شرط أن يوقع له على صكوك بيع بيت البيازين وبيت عين الدمع وأن يسكن في الأول بإيجار زهيد فوافق علي على مضد ولكنه شرط أن يأخذ الكتب التي تركها جده في بيت عين الدمع ووافق خوسية، رجع علي ليعيش في بيته في البيازين ويعمل عند خوسية حتى وقعت مشاجرة بينه وبين أحد النصارى الذين سكنوا البلاد ووقف أمام القاضي الذي أخبره بأن أباه قاطع طريق ولكنهم لم يجدوا في سلوك علي أي شيء يستدعي الشك لذلك سيحتجزونه بعض الوقت ثم يفرجون عنه كإجراء احترازي، استمر بعض الوقت هذا إلى ثلاث سنوات وخمسة أشهر وأربعة أيام.

وبعد خروجه وجد علي خوسية قد استولى على البيت وطرده من العمل، ولكنه هدد خوسية بالقتل فأعاد له مفتاح البيت وزارته الخالة فضة وعلم منها كيف وجدوا عبد الله في غرناطة ومثلوا بجثته فوضعوا جثته على بغلة في موكب كبير يحيط به الطبل والزمر ووراءه أسرى البشرات في صفوف وبعدها قطعوا رأسه وعلقوا جثته لأشهر عديدة.

علم علي من أحد الشباب الذين عمل معهم في حانوت خوسيه أن خوسية يدبر له مكيدة وسوف يلقي إليه تهمة الهرطقة والكفر، فلم يجد علي بد من الهرب ولكن قبل هروبه جمع الكتب ووضعها في صندوق جدته مريمة وأمسك الفأس وحفر في الفناء ودفن فيه الصندوق وحمل أغراضه وغادر البيت دون أن يلتفت وراءه.

للمزيد من ملخصات الكتب

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


ملخصات كتب

User Avatar

Aya Gamal


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق