Ad
  • ما هي سيكادا؟
  • ولماذا تجند العباقرة؟
  • وأين يختفون بعد تجنيدهم؟

إن كنت تقرأ هذا فأنت تسكن معنا في هذا الفضاء الغامض المسمى «الإنترنت» ورغم اتساع وغموض هذا الحيز الافتراضي، أغلبنا يعرف أن هناك مكان أكثر غموضًا يسمى«الشبكة العميقة-Deep web» وهي الطبقة الأعمق من الانترنت والتي تُستعمل – في أغلب الأحيان وليس دائمًآ- في النشاطات الإجرامية والمحرمة والغامضة.

فعليها يمكنك أن تشتري أسلحة أو مواد مخدرة أو أعضاء بشرية أو عبيد! ويمكنك أيضًا أن تجد ألعاب غامضة تقشعر لها الأبدان والغاز قد تؤرق نومك لسنوات؛ ومنها هذا اللغز الذي استمر لمدة سبع سنوات وصنفتهُ صحيفة الواشنطن بوست كواحد من أكثر أسرار عصر الانترنت غموضًا ورعبًا.

ما هي سيكادا؟

بدأ اللغز يوم 4 يناير عام 2012 على موقع التواصل «4chan» المفضل لدى مجموعات الناشطين ومجتمع ثقافات الإنترنت الفرعية؛ بصورة مجهولة المصدر ورسالة تقول:

«مرحبا، نحن نبحث عن أفراد ذو ذكاء مرتفع، ولنجدهم فقد صنعنا أختبارًا.. هناك رسالة مخبأة في هذه الصورة، إبحث عنها وسوف تقودك على الطريق كي تجدنا، نحن متشوقون لمقابلة العدد القليل الذي يستطيع أن يكمل الطريق حتى آخره…حظا طيبا».
توقيع: 3301.

ما هي سيكادا؟
ما هي سيكادا؟

ظن الكثيرين أن الأمر مزحة وتابعو التصفح، لكن هناك مجموعة قبلت التحدي بغاية معرفة صاحب اللغز، وبالفعل؛ مع تغيير اضاءة الصورة ظهرت صورة سفلية لفراشة الحصاد المسمى السيكادا-Cicada مكونة من أرقام ورموز قادت إلى اللغز التالي.

 مع تغيير اضاءة الصورة ظهرت صورة سفلية لفراشة الحصاد المسمى السيكادا-Cicada مكونة من أرقام ورموز قادت إلى اللغز التالي
مع تغيير اضاءة الصورة ظهرت صورة سفلية لفراشة الحصاد المسمى السيكادا-Cicada مكونة من أرقام ورموز قادت إلى اللغز التالي

تتابع الالغاز

ثم تتابعت الألغاز كل منها يقود للتالي ومع كل لغز تم حله تصاعدت صعوبة الاختبارات وتفرعت المجالات المطلوبة لحلها لأبعد بكثير من مهارات الانترنت وعلوم الكمبيوتر-ستجد القائمة الكاملة بأنواع الاختبارات على ويكيبيديا– ومنها الأدب والفنون والعلوم المختلفة وكتاب الموتى المسمى «Agrippa» وهو قصيدة طويلة من تأليف «وليام جيبسون-William Gibson» تم نشره عام 1992 على قرص مرن-floppy disk يمسح نفسه بعد أن يقرأ مرة واحدة!

والعديد من الاشياء الغامضة الاخرى في التاريخ من اللوحات متعددة التفسيرات إلى المؤلفات الغامضة وعلم الأرقام ومؤلفات اليستر كرولي -الشهير في المؤلفات الأجنبية باسم الوحش والشيطان- وهو مبتكر ديانة الثاليما وكتابها المسمى القانون.

كما يجب على من يريد حل هذه الاحاجي أن يعرف الكثير عن الأفكار الغريبة ك «الموت الكلي للذات» وهو التخلص الكامل من الفردية، و«الوعي الجمعي» وهو الاعتقاد بأن جميع البشر متصلين بكيان أكبر و فلسفة كارل يونغ وفريدريك نيتشه و جريجوري راسبوتين والفلسفة البوذية.
كما أن هناك تركيز على الأرقام الأولية-prime numbers وبالطبع TOR متصفح الأنترنت العميق، لكن التركيز الأساسي كان على أمن البيانات، والتشفير، وإخفاء المعلومات.

تشعب المنظمة

التالي هو ما وضح مدى ضخامة المؤسسة صانعة اللغز وتشعبها على مستوى العالم؛ فأخر لغز من هذه السلسلة وصل إلى رقم هاتف في تكساس الولايات المتحدة وعند الاتصال به تم إعطاء لغز من الأرقام الأولية مخبئ في الصورة الأولى وعند حل هذا اللغز تم الكشف عن موقع أنترنت عليه عد تنازلي أنتهى الساعة الخامسة مساءً يوم 9 يناير بظهور خريطة محدد عليها أربعة عشر مكان في مدن مختلفة منها: وارسو، باريس، سياتل ، سول، نيو أورلينز، سيدني، ميامي، أريزونا، كاليفورنيا، هاواي.

مواقع اللافتات الورقية من لغز 2012

وعند الوصول لهذه النقاط على أرض الواقع وجد المتسابقين بوسترات تحمل صورة الفراشة الأصلية وباركود يفتح موقع على الشبكة العميقة ويغلق نفسه بعد وصول عدد معين من المتسابقين ويحمل رسالة تقول:

«نريد الأفضل وليس التابعون».

صورة الفراشة الأصلية وباركود يفتح موقع على الشبكة العميقة
صورة الفراشة الأصلية وباركود يفتح موقع على الشبكة العميقة

ما بعد الفوز

بعد ذلك تم إرسال رسالة بريد إلكتروني للفائزين هي آخر ما نعرف عنهم وبها ما يشبه اختبار شخصية -يمكنك الاطلاع عليه في المصادر- وبالطبع بعد ذلك أصبح التواصل مع الفائزين سري تمامًا لذا فنحن لا نعرف من فاز وماذا حدث لهم، ولماذا تم تجنيدهم؟

كيف عرفنا تلك التفاصيل؟

قبل أن نكمل يجب أن تلاحظ أن ما نعرفه حتى الأن لم يأتي من الفائزين الغير معروفين؛ فهؤلاء اختفوا من مجتمع الإنترنت تماما بعد ذلك، بل من مصدرين:

أولًا: مجموعات تشكلت لاحقًا حول اللغز وساعد أعضائها بعضهم البعض -كل في مجاله- لحل الألغاز والتوصل للمراحل التالية بدافع الرغبة في كشف الغموض لا أكثر.

ثانيًا: أولئك الذين وصلوا للمرحلة الاخيرة بعد الاكتفاء من العدد المطلوب واختفاء الموقع النهائي؛ وبالأخص مبرمج سويدي الجنسية يسمى «جول أريكسون» ويقول عن ذلك:

«بناء على كل ما نعرفه عنها يغلب الظن أنها منظمة ضخمة من النشطاء مثل أنونيموس- Anonymous واللغز هو طريقتهم في تجنيد الأعضاء» كذلك أشار أن المواقع التي اختاروها هي أماكن تجمع قراصنة الإنترنت وخبراء التكنولوجيا.

كيف تعرف المنظمة نفسها؟

كما أن صحيفة الجارديان قد نشرت بريد إلكتروني يُزعم أنه مسرب من أحد الفائزين يقول:

« تساءلتم جميعًا من نحن والان سنقول لكم؛ نحن مجموعة عالمية بلا اسم ولا شعار ولا قائمة عضوية وليس لدينا موقع رسمي على الانترنت ولا نعلن عن أنفسنا، بل نحن مجموعة أفراد أثبتنا كفائتنا مثلكم ولدينا معتقدات مشتركة، والقراءة العميقة للنص التالي ستكشف عن بعض هذه المعتقدات، أن الطغيان والظلم بأي شكل يجب أن ينتهي، الرقابة فعل خاطئ، والخصوصية حق أصيل».

نحن لسنا مجموعة قراصنة ولا نشارك في أي نشاط غير قانوني وإذا كنت تشارك في نشاط غير قانوني نطلب منك التوقف عنه فورًا أو رفض العضوية ولن نطرح أسئلة عن ذلك، لكن إذا كنت تكذب علينا فسوف نكتشف.

أنت تتساءل ما هو نشاطنا؟ نحن نعد «مركزًا فكريًا» وتركيزنا الأساسي هو البحث وتطوير التقنيات لمساعدة الأفكار التي ندعو لها؛ الأمن والخصوصية والحرية وقد سمعت بلا شك عن عدد من مشاريعنا السابقة فإذا اخترت قبول العضوية ، فنحن سعداء بوجودك على متن السفينة للمساعدة في المشاريع المستقبلية.

يرجى الرد على هذه الرسالة الإلكترونية مع الإجابة على الأسئلة القليلة التالية للمتابعة:

* هل تعتقد أن كل إنسان له الحق في الخصوصية وعدم الكشف عن هويته وهل من ضمن حقوقه استخدام الأدوات التي تساعد في الحصول على الخصوصية من التشفير وبرمجيات الإخفاء الخ؟
* هل تعتقد أن المعلومات يجب أن تكون مجانية؟
* هل تعتقد أن الرقابة تضر بالإنسانية؟»

الموجة الثانية

بعد أختبارات عام 2012 اختفت سيكادا تمامًا لمدة عام كامل، وفي يناير 2013 ظهرت رسالة تجنيد أخرى بصورة جديدة وشفرة جديدة لكن الفائزين بهذه الدورة من الاختبارات إنتظروا لمدة عام كامل قبل الاتصال بهم! ثم وصلتهم رسالة تقول

« أهلا، الفهم أمامكم وحجكم قد بدأ، التنوير في أنتظاركم»

لغة غامضة وكتاب مقدس؛ ليبرا بريموس!

بعض هؤلاء الفائزين وصلهم ملف مشفر يحتوى على أبجدية لغة غريبة تسمى «جامتيريا بريموس-gematria primus» وكتاب مشفر بها يسمى «ليبرا بريموس-Liber Primus» ومعناه الكتاب الحرالاول غير معروف مصدرهُ أو مؤلفهُ، ولمدة عام بعد ذلك عمل الجميع على حل شفرة الكتاب ولكن حتى الأن لم يترجم الكتاب المكون من 60 صفحة بالكامل؛ لأن أغلب الذي ترجموا أجزاء منه أصابهم الإحباط لاحساسهم أن النهاية مفتوحة وهناك رسائل مخبأة لا يستطيعون حلها.

الصفحة الأولى من كتاب ليبرا بريموس:

«لا تصدق شيء من هذا الكتاب
باستثناء ما تعرف أن صحيح
إختبر المعرفة
وأبحث عن حقيقتك الخاصة
جرب موتك
لا تقم بتحرير هذا الكتاب أو تغييره
أو الرسائل الموجودة فيه
سواء الكلمات أو أرقامها
فجميعها مقدس».

الموجة الثالثة والأخيرة

حسب ما نعرف لم تظهر رسائل تجنيد جديدة حتى يناير 2016: «الطريق خالي، والتنوير يبحث عن المتحمسين، ليبرا بريموس هو الطريق وكلماته هي الخريطة، وأرقامها هي التوجيهات..ابحث وسوف تجد».

من هم!

هناك الكثير من التكهنات حول ماهية سيكادا منها: أنها أداة توظيف «لوكالة الأمن القومي الامريكية NSA» أو «المخابرات الأمريكية CIA» و«المخابرات البريطانية MI6» أو أنها «مؤامرة ماسونية» أو مجموعة من مرتزقة الإنترنت، وقد زعم آخرون أن Cicada 3301 هي لعبة من نوع الواقع البديل، ولكن في هذه الحالة لماذا لم تظهر منظمة أو فردًا ينسبها لنفسه كي يتكسب منها؟.

وفي النهاية نتساءل ما المنظمة القادرة على زرع الألغاز على أرض الواقع في 32 مدينة في خمس قارات حول العالم وأين ذهب الفائزين من عام 2012 و عام 2013 بعدما فقدنا الاتصال بهم، وما هذا الكتاب الغامض ومتى سنعرف معنى هذا الرمز واللغز؟!.


المصادر:
التلغراف:
https://goo.gl/Ng9Qdr
https://goo.gl/6AbfXK

الجارديان:
https://goo.gl/bUQoR4

الايميل المسرب الكامل:
https://pastebin.com/RmqxWcnB

موقع الكشف عن سيكادا:
http://uncovering-cicada.wikia.com/wiki/2016_Puzzle

مواقع اخرى:
https://goo.gl/mhH8tj
https://goo.gl/eXA7Hk
https://en.wikipedia.org/wiki/Cicada_3301

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


تقنية منوعات

User Avatar

Dina Fawzy

Art historian, Writer, Teacher, and Science enthusiast. with a deep love for both teaching and learning, here Researching and waiting for great things to be discovered, and exciting changes to happen in the world of Art, Science, and Technology.


عدد مقالات الكاتب : 31
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق