Ad

هناك كلام كثير حول العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT)، وهو أحدث اتجاه صحي يجتاح الأثرياء والمشاهير. حيث يروج المشاهير مثل مايم بياليك وجاستن بيبر لفوائده في علاج الالتهابات ومشاكل المناعة الذاتية وحتى التوتر والقلق. ولكن ما هو بالضبط، وهل يرقى إلى مستوى الادعائات حوله؟ لمعرفة ذلك، دعونا نلقي نظرة فاحصة على هذا العلاج الرائع.

العلم وراء الأكسجين عالي الضغط

في جوهره، يتضمن العلاج بالأكسجين عالي الضغط تنفس الأكسجين النقي عند ضغط أعلى بمقدار 1.5 إلى 3 مرات من المعدل الطبيعي، بهدف زيادة مستويات الأكسجين في الجسم. يتم تسليم هذا الأكسجين عالي الضغط من خلال قناع أو غطاء في غرفة متخصصة، والتي يمكن تصميمها للاستخدام الفردي أو لاستيعاب عدة أفراد. تستمر الجلسات عادةً من 45 دقيقة إلى 5 ساعات، اعتمادًا على التطبيق المحدد.

يكمن العلم وراء هذا العلاج في الطريقة التي تقوم بها الرئتان بجمع ومعالجة الأكسجين. في العادة، تستطيع رئتانا استخراج حوالي 21% من الأكسجين من الهواء الذي نتنفسه. ولكن مع العلاج بالأكسجين المضغوط، فإن دخول الأكسجين بنسبة 100% إلى رئتينا يسمح لها بجمع المزيد من الأكسجين، والذي يتم نقله بعد ذلك إلى بقية الجسم عبر مجرى الدم. يمكن أن يؤدي زيادة توصيل الأكسجين إلى تعزيز الشفاء وتقليل الالتهاب وزيادة مستويات الطاقة.

ولكن كيف تتم هذه العملية؟ عندما نتنفس، ترتبط جزيئات الأكسجين بالهيموجلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء لدينا، مما يسمح لها بحمل الأكسجين إلى أنسجتنا وأعضائنا. في بيئة الضغط العالي، يمكن أن ترتبط المزيد من جزيئات الأكسجين بالهيموجلوبين، مما يؤدي إلى زيادة توصيل الأكسجين إلى الجسم. ويمكن أن يكون هذا الإمداد المتزايد بالأكسجين مفيدًا بشكل خاص للأفراد الذين يعانون من حالات تؤثر على توصيل الأكسجين.

العلاج بالأكسجين عالي الضغط

فوائد العلاج بالأكسجين عالي الضغط ومخاطره

العلاج بالأكسجين عالي الضغط يعالج عدد من الاضطرابات حيث يوجد دليل كافٍ على أنه آمن وفعال مثل العلاجات المماثلة الموجودة لدرجة أنه تمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الغذاء والدواء للتسويق كعلاج لها.

يتضمن ذلك مرض تخفيف الضغط (المعروف بتأثيره على الغواصين)، والتهابات الجلد والعظام الشديدة، والجروح غير الملتئمة، والتسمم بأول أكسيد الكربون، والحروق الشديدة.

حتى في الاستخدامات التي تحتوي على البيانات الداعمة اللازمة، لا يزال هذا العلاج يحمل مخاطر. حيث يمكن أن تشمل بعض الآثار الجانبية الأكثر اعتدالًا الشعور بأن أذنيك مسدودة، والتعب، والصداع، ولكن هناك أيضًا احتمالية حدوث إصابات في الأذن وتغيرات مؤقتة في الرؤية. في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي العلاج بالأكسجين عالي الضغط أيضًا إلى انهيار الرئة، وبسبب نقاء الأكسجين، فإن الحالة المعروفة باسم التسمم بالأكسجين (oxygen toxicity) يمكن أن تسبب نوبات.

هناك أيضًا ظروف وشروط معينة لا ينبغي استخدام العلاج بالأكسجين عالي الضغط فيها، مثل إذا كان لدى شخص ما انهيار في الرئة، أو أحد أمراض الرئة العديدة، أو أعراض الحمى، أو تعرض مؤخرًا لإصابة في أذنه.

وعلى هذا النحو، من المهم أن يستشير الأشخاص مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم قبل الخضوع للعلاج بالأكسجين عالي الضغط. وإذا تم اتخاذ القرار بالمضي قدمًا، فمن المهم التأكد من أنه يتم في منشأة معتمدة، ليس فقط للأغراض الطبية، ولكن لأن الأكسجين النقي يحمل معه أيضًا خطر الحريق.

تزايد تأييد المشاهير والادعاءات غير المثبتة

إن الادعائات التي يقدمها المشاهير محيرة، مثل تخفيف الالتهابات ومشاكل المناعة الذاتية، وعلاج التوتر والقلق، وحتى معالجة الحالات الأكثر خطورة مثل التصلب المتعدد والسرطان. ولكن في الوقت الحالي، فإن المستوى القوي من الأدلة العلمية المطلوبة لدعم مثل هذه الادعاءات غير متوفر ببساطة. البحث مستمر، ولكن علينا أن نفصل الحقيقة عن الخيال.

حيث قامت الممثلة مايم بياليك بتركيب غرفة أكسجين عالي الضغط في منزلها، على أمل أن “تعالج الالتهابات ومشاكل المناعة الذاتية”. وقد استخدم المغني جاستن بيبر هذا العلاج لعلاج التوتر والقلق. في حين أن هذه الادعاءات قد تبدو مقنعة، إلا أنها غير مدعومة بالأدلة العلمية، وهذا بمثابة علامة حمراء كبيرة. فبدون أبحاث ودراسات دقيقة، لا يمكننا أن نعرف حقًا ما إذا كان العلاج بالأكسجين عالي الضغط فعالًا لهذه الحالات.

إذن لماذا يستمر المشاهير مثل هؤلاء في استخدام العلاج بالأكسجين عالي الضغط، حتى لو لم يكن مدعومًا بالعلم؟ من المحتمل أن يتم تسويقه كتجربة فريدة وحصرية. وتكمن الجاذبية في الحداثة ومواكبة الترند، وليس في أي فوائد ملموسة. وغالبًا ما يبحث المشاهير عن علاجات صحية عصرية للحفاظ على مظهرهم الشبابي ومستويات الطاقة لديهم، ويناسب العلاج بالأكسجين عالي الضغط ما يبحثون عنه.

المصدر

What Is Hyperbaric Oxygen Therapy, The New Celeb Wellness Trend? | iflscience

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 355
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *