Ad

ما هو إجهاد الزوم-Zoom Fatigue؟

نجحت إيشلر ليفين أستاذة الدراسات الدينية في جامعة ليهاي ببنسلفانيا في تدريس فصولها الدراسية عبر تطبيق «Zoom»، ولكن هذا النمط من التدريس جعلها تشعر بالإنهاك.

حتى وقت قريب، كانت ليفين تقود فصولًا حية مليئة بالأشخاص ممن يمكن أن قياس مشاعرهم وتفاعلهم بسهولة حتى أثناء تنقلهم في موضوعات صعبة تتطلب مستوى عالٍ من إدراك الفروق الدقيقة والتعاطف، ولكنها الآن مثل عدد لا يحصى من الأشخاص حول العالم دفعتهم جائحة كورونا إلى الفضاء الافتراضي.

بالإضافة إلى التدريس عن بُعد، كانت تحضر اجتماعات في القسم، وليلة الفنون والحرف اليدوية مع الأصدقاء؛ هذا ما جعل ليفين تُجهد هذه المرة بطريقة مختلفة، حيث كان شعور الإنهاك والغضب الذي يعتريها هو ما يُعرف بـ [3] «إجهاد الزوم-Zoom Fatigue».

ماهو إجهاد الزوم-Zoom Fatigue؟

حتى لو كنت متصلاً بالفعل بالتكنولوجيا الحديثة، فقد جلبت جائحة كورونا معنى جديدًا تمامًا لعبارة العالم الرقمي، فقد أصبحت أدوات مؤتمرات الفيديو هي المنصات الافتراضية للتفاعل البشري المتباعد اجتماعيًا خاصةً بالنسبة للعاملين في المكاتب، وعلى الرغم من أن العمل عن بعد له مزايا مثل غياب الحاجة للتنقل، ومرونة التعامل مع المهام المنزلية، وسهولة الوصول إلى المؤتمرات لجميع العاملين بمن فيهم من ذوي الإعاقة إلا أننا دفعنا الضريبة بظهور إجهاد الزوم.

لا يعتبر إجهاد الزوم تشخيصًا رسميًا ولكنه شيء حقيقي وهو يشبه «الإرهاق-burnout».

يشير إجهاد الزوم إلى الإرهاق الذي تشعر به بعد أي نوع من مكالمات الفيديو لفترات طويلة سواء كانت باستخدام Zoom، أو Skype، أو FaceTime أو غيرها.[3]

ماهو مقياس ZEF؟

عندما بدأ الناس في إجراء محادثات واسعة النطاق حول إجهاد زوم بدأ باحثون متخصصون في التفاعلات بين البشر والتكنولوجيا في دراسة هذه الظاهرة بجدية، فابتكروا أولًا أداة لقياس التعب أطلقوا عليها اسم «مقياس الزووم للإرهاق والتعب أو ZEF» اختصارًا.

ابتكر هذا المقياس باحثون من جامعة ستانفورد، وهو عبارة عن استبيان مكون من 15 عنصرًا، وتم اختباره عبر خمس دراسات منفصلة خلال العام الماضي مع أكثر من 500 مشارك. يطرح هذا المقياس أسئلة حول التعب العام للشخص، والتعب الجسدي، والتعب الاجتماعي، والتعب العاطفي، والتعب التحفيزي. هذا المقياس متاح على الإنترنت مجانًا ويمكنك تجربته بنفسك. [1]

استخدم علماء النفس من جامعة ستانفورد مقياس« ZEF» لدراسة إجهاد الزوم بين 10322 شخصًا تم استجوابهم في الدراسة؛ أفادت امرأة واحدة من كل 7 نساء أنها تشعر بالإرهاق الشديد بعد مكالمات الزوم مقارنة بحوالي رجل واحد من كل 20 رجلاً، ووجد الباحثون أن الشخصية، والعمر، والعرق تلعب أيضًا دورًا في مقدار التعب الذي قد تشعر به عند الاتصال بالفيديو.

هذه الدراسة متاحة حاليًا كنسخة تمهيدية قبل مراجعة الأقران [4] في SSRN.

أسباب إجهاد الزوم-Zoom Fatigue

إن أحد الجوانب الرئيسية لدراسة «إجهاد الزوم» هو تحديد أسبابه استنادًا إلى العلم، وبالتالي يمكن للمجتمع والشركات استخدام تلك المعرفة لمعالجة هذه الأسباب، فعلى سبيل المثال تتواصل العديد من المؤسسات – بما في ذلك المدارس والشركات الكبيرة والهيئات الحكومية – مع باحثي جامعة ستانفورد لفهم كيفية إنشاء بيئة آمنة أثناء المؤتمرات والاجتماعات والفصول الدراسية عبر الفيديو، وكيفية وضع إرشادات مؤسسية.

تمت دراسة إجهاد الزوم من منظور نفسي بشكل منهجي في أول مقال تمت مراجعته علميًا من قبل الأقران، ونُشر في مجلة «Technology Mind and Behavior» في 23 فبراير من هذا العام. [1]

حدد بايلنسون في هذا المقال أربع عواقب لمحادثات الفيديو الطويلة التي يقول إنها تساهم في الشعور المعروف باسم إجهاد الزوم، وهي:

1. التواصل البصري بشكل مفرط، وحجم الوجوه غير الطبيعي على الشاشات.

في الاجتماع العادي لا ينظر الأشخاص إلى بعضهم طوال الوقت، فأحيانًا ينظرون إلى المتحدث أو يدونون الملاحظات أو يبحثون في مكان آخر، ولكن في مكالمات الزوم؛ ينظر الجميع إلى الجميع طوال الوقت.

يتم التعامل مع المستمع بطريقة غير لفظية مثل المتحدث لذلك حتى لو لم تتحدث أبدًا في اجتماع الزوم لا زالت كل الوجوه تحدق بك. يشبه هذا في الحقيقة الرهاب من التحدث أمام الجمهور، والّذي يعتبر أحد أكبر أنواع الرهاب الموجودة، وبالتالي عندما تكون هناك ويحدق بك الجميع فهذه التجربة تعتبر مرهقة.

مصدر آخر للضغط هو أنه يمكن أن تبدو الوجوه في مكالمات الفيديو كبيرة جدًا بحيث لا تُشعرك بالراحة؛ بالإضافة إلى أنه تكون هذه الوجوه أقرب لوجهك من الحياة الواقعية. عندما يكون وجه شخص ما قريبًا جدًا من وجهنا في الحياة الواقعية، فإن أدمغتنا تفسره على أنه موقف شديد قد يؤدي إما إلى التزاوج أو الصراع، وبالتالي تكون في هذه الحالة شديدة الإثارة عندما تستخدم زوم لساعات عديدة.

الحل: حتى تقوم الأنظمة الأساسية بتغيير واجهتها يجب الأخذ بخيار تصغير ملء الشاشة، وتقليل حجم نافذة زوم بالنسبة للشاشة لتقليل حجم الوجه، وكذلك حافظ على مساحة كافية بينك وبين الجهاز.

2. رؤية نفسك أثناء محادثات الفيديو باستمرار أمر مرهق.

تُشير عدة دراسات إلى أنه كلما زادت رؤيتك لانعكاس نفسك كلما كنت أكثر انتقادًا لنفسك، وبالتالي هناك عواقب عاطفية سلبية لرؤية نفسك في المرآة بكثرة. تعرِض معظم منصات الفيديو مربعًا يُظهِر وجهك أثناء مكالمة الفيديو، وبالتالي تكون أشبه بشخص ما يتابعك مع مرآة باستمرار بحيث ترى نفسك أثناء التحدث إلى الناس، واتخاذ القرارات، وتقديم الملاحظات، والحصول على ردود الفعل؛ في الحقيقة هذا غير واقعي وبالتالي يمكنه أن يرهقك.

الحل: يجب على المستخدمين استخدام زر إخفاء العرض الذاتي، والذي يمكن الوصول إليه عن طريق النقر بزر الماوس الأيمن على صورتك الخاصة بمجرد ظهورها.

3. تقلل محادثات الفيديو حركتنا المعتادة.

تسمح المحادثات الهاتفية الشخصية والصوتية للبشر بالتجول والتحرك، ولكن مع مؤتمرات الفيديو تتمتع معظم الكاميرات بمجال رؤية محدد مما يعني أن الشخص يجب أن يبقى في نفس المكان بشكل عام، فتكون الحركة محدودة بطرق غير طبيعية.

الحل: يجب أن يفكر الأشخاص أكثر في الغرفة التي يعقدون فيها مؤتمرات الفيديو، ومكان الكاميرا، وما إذا كانت أشياء مثل لوحة المفاتيح الخارجية يمكن أن تساعد في خلق المرونة والمسافة الكافية. على سبيل المثال؛ ستسمح لك الكاميرا الخارجية البعيدة عن الشاشة بالتسريع والرسم في الاجتماعات الافتراضية تمامًا كما تفعل في الاجتماعات الحقيقية.

4. زيادة الحمل المعرفي خلال مكالمات الفيديو.

في اللقاء وجهًا لوجه يكون الاتصال غير اللفظي أمرًا طبيعيًا تمامًا، وكل واحد منا يقوم بشكل طبيعي بعمل وتفسير الإيماءات والإشارات غير اللفظية دون وعي. لكن في محادثات الفيديو علينا أن نعمل بجهد أكبر لإرسال واستقبال الإشارات. إذا كنت تريد أن تظهر لشخص ما أنك تتفق معه، فعليك أن تقوم بإيماءة مبالغ فيها أو ترفع إبهامك. يضيف ذلك عبئًا معرفيًا لأنك تستخدم السعرات الحرارية الذهنية من أجل التواصل، وبالتالي تحولت واحدة من أكثر الأشياء طبيعية في العالم -المحادثة الشخصية- إلى شيء ينطوي على الكثير من التفكير.

الحل: امنح نفسك استراحة بجعل المكالمة صوت فقط خلال فترة الاجتماعات الطويلة. [1]

بالإضافة إلى هذه الأسباب هناك أسباب أخرى ربما تساهم في حدوث إجهاد الزوم مثل ظهور أحيانًا أجزاء صغيرة من حياتك المنزلية أثناء الاجتماعات. [2]

كيف نتعرف على إجهاد الزوم-Zoom Fatigue؟

الإرهاق القائم على العمل ليس بالأمر الجديد خاصة للعاملين في وظائف قائمة على الخدمات. تشمل العلامات المنذرة للإرهاق التقليدي الشعور باللامبالاة والإرهاق بشكل عام وانخفاض أداء العمل.

يمكن أن تشمل العلامات الرئيسية للإرهاق أيضًا ما يلي: النسيان وصعوبة التركيز، وصعوبة الحفاظ على العلاقات والتواجد مع الأحباء، والإحباط وسرعة الانفعال مع زملاء العمل، وبعض الأعراض الجسدية مثل توتر العضلات، والألم، والتعب، والأرق.

إجهاد الزووم له طرق متشابهة جدًا للظهور مع الاختلاف الأساسي في أنه يميل إلى أن يكون مرتبطًا بالإفراط في استخدام الاجتماعات الافتراضية.

اسأل نفسك؛ هل تتجنب مكالمات الفيديو الجماعية أو تلغيها أو تعيد جدولتها؟ هل لاحظت شعورك بعد الاجتماع بالتوتر أو الإرهاق بشكل عظيم؟ هل أدى التحول إلى اجتماعات Zoom إلى إضعاف قدرتك على القيام بمهام متعددة أو التعامل مع مسؤوليات عملك؟ إذا كانت الإجابة بنعم فربما يكون إجهاد الزوم؛ لأنها هذه كلها علامات محتملة له. [2]

إقرأ أيضًا: تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية.

مصادر ماهو إجهاد الزوم-Zoom Fatigue؟:
Stanford.edu
health line
National geographic
SSRN

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Sahar mohammed
Author: Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة صحة علم نفس

User Avatar

Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *