Ad

كيف لشريحة نيورالينك أن تنهي عالمنا الذي نعرفه؟ سيناريوهات وتوقعات

“حاولت إقناع الناس أن يبطئوا … يبطئوا الذكاء الصناعي … لم يصغِ إليّ أحد”

كانت هذه الكلمات التي نطقت بها شفتا المهندس ورجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، نطق بها محذرًا من خطر الذكاء الصناعي على البشر ومستقبلهم، فالذكاء الصناعي أصبح يهدد الذكاء البشري، وما هي إلا سنوات معدودات حتى يملك الذكاء الصناعي زمام جميع أمورنا نحن البشر من وجهة نظره.

استطاعت 6 مليون سنة من التطور صقل الدماغ البشري بحيث لا يتسامح مع فكرة تفوق الآخرين، فنحن نغار من بعضنا البعض، ونشعر بالتهديد في حال تفوق أحدهم علينا، وهذا هو سر تخوفنا من الذكاء الصناعي، حيث أن هذه الحواسيب ستكون مدركة لتفوقها على أدمغتنا خلال سنوات، فمثلما جاء في فيلم «Alien Covenant» بعد عدة دقائق من تشغيل الروبوت الذكي «ديفيد-David» على يد صانعه المهندس «بيتر ويلاند-Peter Weyland»، وجّه ديفيد الكلام لويلاند قائلًا:

“أنت تبحث عن خالقك بينما أنظر إلى صانعي، سيكون عليّ أن أخدمك على الرغم من كونك إنسان سيموت بينما أنا لن أموت”

فهذه الروبوتات ستكون مدركة تمامًا لتفوقها علينا وأحقيتها بالسيادة بحكم ذكائها وقدرتها على التعلم.

ويبدو أن الحل الوحيد لهذه المعضلة هو أن نحارب النار بالنار، يبدو أن الحل كامن في دمج الدماغ البشري مع الحواسيب الذكية لكي نضمن سيادتنا على هذه الروبوتات التي صنعناها بأيدينا. لكن يبدو أن هذه الفكرة ما هي إلا نذير لسيناريو آخر لهلاك أعنف للبشر.

كشف إيلون ماسك الستار عن أحدث إبداعات شركته «نيورالينك-Neuralink»، وهي عبارة عن شريحة تُزرع في الدماغ عن طريق عملية جراحية، معلنة بدء عصر دمج الدماغ البشري بالآلة على نطاق تجاري، ستعطي الشريحة لصاحبها قابلية محو بعض ذكرياته، وتعديل الساعة البيولوجية، وزراعة معلومات داخل الدماغ، وغيرها الكثير من الإمكانيات.

وسط التخوفات ونظريات المؤامرة والتحذيرات الكثيرة قد نشعر ببعض من عدم الارتياح لهذه الفكرة، دعونا نناقش سويًا مخاطر هذه الفكرة.

أشهر 4 تخوفات من شريحة إيلون ماسك

1- «الاختراق-Hacking»

إذا قام أحدهم باختراق هذه الشريحة فسيملك بين يديه كل المعلومات التي يحتويها دماغ صاحبها، بل أنه سيملك صاحبها نفسه، تخيل عزيزي القارئ أن مشاعرك، وذكرياتك، وخبراتك، ومخاوفك بل وحتى أفعالك ستكون ملك يدَي شخص آخر.

هذا قد يمكنّه من زراعة ذكريات وهمية في دماغك، تخيل أن يتحكم بك ليرتكب جريمة بيديك، ولن يُدان بالجريمة سواك أنت.

اختراق هذه الشريحة سيمكن مخترقها من التحكم في حياة صاحبها حرفيًا، وهذه ليست بالفكرة الجيدة على ما يبدو.

2- الاستغلال

بما أن الشريحة يمكن عن طريقها التحكم في مشاعر وأفكار صاحبها، دعونا نتخيل سويًا ما قد يحدث إذا استغل رؤساء العمل هذا لجعلنا نعمل ساعات إضافية، أو تحكمت بنا الشركات التجارية الكبرى لشراء منتجاتها بنهم، أو تحكم السياسيون بمعارضيهم لتحويلهم إلى خدم مطيعين لهم، سنصير عبيدًا تحت رحمة من يسيطر على هذه الشريحة، وهذا سيقوم بخلق واقع ديستوبي شبيه بالذي في رواية “1984” لكاتبها الراحل «جورج أورويل-George Orwell».

استغلال هذه الشريحة من قبل الآخرين سيسلبنا إنسانيتنا وحريتنا محولًا إيانا إلى نسخ كربونية تطابق رغبات الآخرين دون أي اعتراض منّا على أي شيء.

3- التطبيقات العسكرية

كعادة معظم ابتكارات واكتشافات البشر، لا يطول الأمر حتى يأتي أحدهم بفكرة لتوظيف هذا الاكتشاف في صناعة الأسلحة، خذ على سبيل المثال الهندسة الوراثية التي استُخدمت في صناعة وتطوير الأسلحة البيولوجية، أو معادلة أينشتاين الشهيرة “E=MC^2” التي تنص على وجود طاقة مختزنة في ذرات المادة، وجميعنا نعرف انها كانت شرارة أشعلت نارًا التهمت 200,000 روح بريئة باسم الطاقة النظيفة الغير محدودة.

امتلاك شيء قادر على التحكم بالدماغ البشري قد يخلق جنودًا خارقين يمكنهم القتال لساعات متواصلة دون كلل أو خوف، جنودًا دمويين لا وجود للرحمة في قاموسهم، لا يجدون أي مشكلة أخلاقية في إبادة الأبرياء وارتكاب أبشع جرائم الحرب، فقط يفعلون ما يؤمَرون به دون خوف أو تفكير، وهذا بلا شك سيقلب موازين القوى ويغير شكل الحروب للأبد.

4- «الإبادة الجماعية-Genocide»

لن يستغرقك الأمر بضع دقائق من التأمل حتى تجد تحكم البشر واستعبادهم لما حولهم، نحن نقتل الأفيال من أجل العاج، نقتل الحيوانات من أجل لحومها وفرائها، نمتطي الحيوانات الأخرى كالخيول بغرض المفاخرة، نمتلك تلك الرغبة الصارخة في السيطرة على كل ما هو أدنى منّا.

التاريخ مليء بإبادات جماعية بسبب العنصرية والتعالي على الأعراق الأخرى، في الواقع، قد نكون نحن السبب في انقراض أسلافنا من ال «Homo Neanderthals» وال «Homo Erectus» فقط لأننا أعلى تطورًا منهم، أو لأنهم كانوا يمثلون خطرًا على الموارد الغذائية التي كانت شحيحة آنذاك، ولماذا نذهب بعيدا؟

هتلر شن حملات إبادة ضد اليهود، وذوي الإعاقات، والمثليين، وأصحاب الأمراض المزمنة.

كولومبوس أباد سكان أمريكا الأصليين، وغيرها الكثير من حملات التطهير العرقي التي تزعمها أشخاص احتقروا أعراقًا أخرى.

مما لا شك فيه الآن أن هؤلاء ال« بشر السيبرانيين-Cyborgs» سيشعرون أننا أدنى منهم ذكاءً وكفاءةً، سيرون أنهم متطورون عنّا، وأننا على درجة أدنى من السلم التطوري، وهذا ينذر بإبادة جماعية للبشر الطبيعيين، مما قد يعني نهاية البشرية بالشكل الذي نعرفه.

الخلاصة: قد يأخذ المستقبل منحى أخر أكثر ظلامًا مما كنّا نتوقع، فيجب علينا أن نتمهل ونفكر مليًّا فيما نحن مقبلون عليه، وإلا كنّا سببًا في هلاك أنفسنا.

المصادر:

forbes
the conversationtheconversation

اقرأ المزيد حول: ماذا تعرف عن شريحة نورولينك العصبية التي أعلن عنها إيلون ماسك

سيناريوهات وتوقعات، كيف لشريحة نيورالينك أن تنهي عالمنا الذي نعرفه؟
abdalla taha
Author: abdalla taha

أحب القراءة ومتابعة العلوم.

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة هندسة ذكاء اصطناعي فلسفة

User Avatar

abdalla taha

أحب القراءة ومتابعة العلوم.


عدد مقالات الكاتب : 81
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *