Ad

لأول مرة على الإطلاق، العلماء يشهدون قيام الدلافين بتبني يتيم من فصيلة أخرى! حيث أن «الدلافين قارورية الأنف-bottlenose dolphins» تعتبر آباء يقظة ومرنة حيث تعتمد نجاة عجولهم على ذلك، وفي بعض الحالات النادرة يعتمد أبنائهم المتبنون على ذلك أيضًا. وللمرة الأولى على الإطلاق، شهد العلماء دلفينًا أمًا تعتني بيتيم من نوع آخر كما لو كان ابنها.

على مدار أكثر من ثلاث سنوات، تتبع باحثون في بولينيزيا الفرنسية هذه الدولفين قارورية الأنف الغير عادية أثناء تربيتها «حوت بطيخي الرأس-melon headed whale» مع ما يبدو أنه مولودها البيولوجي.

الحالة الفريدة لم يسبق لها مثيل في الدلافين على حد علمنا، وهي فقط المثال الثاني «للتبني عابر الأجناس-cross genus adoption» الموثق في الحيوانات البرية. تم الإبلاغ عن الحالة الأخرى في عام 2006، عندما اكتشف «علماء رئيسيات-primatologists» قردتين من قرود الكبوشيين تربيان طفل من «قرود القشة-marmoset».

اثنين من الآباء يمكنهم أن يجعلوا هذا التبني أكثر سهولة. إن الدلافين قارورية الأنف تلد عجلًا في المرة الواحدة وتعتني به لمدة قد تصل إلى ست سنوات. لذا فإن تبني عجل آخر عائق كبير على كلٍ من الأم وذريتها البيولوجية الحقيقية.

تقول الباحثة الرئيسية باميلا كارسون التي تعمل في «مجموعة دراسة الثدييات البحرية-Groupe d’Étude des Mammifères Marins» في تيبوتا ببولينيزيا الفرنسية أن وجود أنثي تعتني بطفل من نوع مختلف بالإضافة إلى عجلها هو أمر مدهش للغاية.

تقوم الدلافين قارورية الأنف في بعض الأحيان باختطاف العجول من فصيلة أخرى. لكن هؤلاء الصغار عادة ما يتم تبنيهم من قبل الإناث اللاتي لا يستطعن تربية أطفالهن، ويميلون إلى الاختفاء بعد فترة وجيزة.

في مجتمع من الدلافين قارورية الأنف في «رانجيروا أتول-Rangiroa Atoll»، هناك شيء لا يمكن تفسيره يجري. في عام 2014، تم تصوير دولفين أنثى بالغة مع ذريتها الأولى المزعومة، وبعد شهرين فقط انضم «دولفين قصير المنقار-short beaked dolphin» يبلغ من العمر شهرًا واحدًا إلى القطيع. وبالنظر إلى أن الدولفين الأم لديها بالفعل صغيرها، يعتقد الباحثون أنه من غير المرجح أن يكون العجل الجديد قد اختُطف. وفي حالة عدم وجود أي بيانات وراثية، فإنهم متأكدون من أن العجل ليس نوعًا من هجين بين الحيتان والدلافين.

وبعد مرور عام، لاحظ الباحثون بوضوح العناية التي يحصل عجل الحوت عليها من أمه الحاضنة والسباحة في وضع رضيع نموذجي تحتها. وما هو أكثر من ذلك، في مناسبات متعددة، تم تصوير العجل الدخيل يدفع شقيقه الدلفين بعيدًا عن بطن أمه. وبين نهاية عام 2015 وبداية عام 2016 ، اختفى العجل البيولوجي. لا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين ما حدث له أو لماذا، لكن الباحثين يقترحون أنه يمكن أن يكون مرتبطًا بالمنافسة مع العجل الآخر، مما يؤدي إلى نقص رعاية الأم.

“من الصعب للغاية شرح مثل هذا السلوك ، خاصة وأننا لا نملك معلومات حول كيفية انفصال الحوت بطيخي الرأس عن والدته الطبيعية”

، توضح كارزون في مقطع فيديو حديث. قد تكون أسباب هذا التبني الاستثنائي متعلقة بعدم خبرة الدلافين كأم. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن يجعلها الود العام تجاه الغواصين من البشر أكثر تسامحًا مع الأنواع الأخرى ، لذا فمن المحتمل أن تكون امرأة أخرى قد اختطفت المولود الجديد، ثم قبلته هذه الأم الدولفين.

تقول كيرستي ماكلويد، عالمة البيئة السلوكية في جامعة لوند، لإيريكا تينينهاوس:

“على الأرجح كانت مجرد لحظة مثالية لهذا العجل ليأتي عندما كانت الأم في فترة تقبل لتشكيل تلك الروابط مع ذريتها، وأدى ذلك إلى هذا الوضع الغريب بعض الشيء”.

تقول كرزون أن الحوت الصغير بطيخي الرأس قد تم دمجه جيدًا في مجتمعه بالتبني، ويعتمد سلوكًا متسقًا مع سلوك مجموعته المتبناة حيث يسبح ويقفز مع الدلافين قارورية الأنف، ويختلط مع الذكور والإناث الشبان قارورية الأنف، ويبدو أنه يتواصل مع أفراد المجتمع الآخرين. وإذا وصل إلى سن الفطام، فمن المحتمل جدًا أن يعيش حياة الدولفين قاروري الأنف. وقد نشر البحث في (ethology).
قد تكون هذه أول مرة نشهد قيام الدلافين بتبني يتيم من فصيلة أخرى! لكنها ليست الأخيرة.

 

المصدر

Science alert

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Heba Allah Mahmoud
Author: Heba Allah Mahmoud

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar

Heba Allah kassem

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.


عدد مقالات الكاتب : 89
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *