في خمسينيات القرن الماضي، حاول “آلان تورينج”، عالم الرياضيات البريطاني، في مقالته “الحوسبة الآلية والذكاء الاصطناعي”، بالإجابة على تساؤل حول ذكاء الآلة وهل يمكن لها أن تفكر، وذلك من خلال صياغة تجربة فكرية عُرفت آنذاك باسم اختبار تورينج، واعتبرت فيما بعد أساس فلسفة الذكاء الاصطناعي.[1]
في الواقع، تحققت العديد من تنبؤات تورينج، وأصبحت الآلات والتقنيات تنافس الإنسان في جميع المجالات تقريبًا. ويعد الذكاء الاصطناعي واحدًا منها، إذ أنه أحد أقوى الأدوات التي تحكم عالم اليوم. وهي تقنية تتميز بمحاكاة الذكاء البشري لاستخدامه في الآلات وبرمجتها على ردود أفعال البشر.[2]
محتويات المقال :
الذكاء الاصطناعي في الصحافة الآلية
تستخدم الصحافة الآلية التي تُعرف باسم “صحافة الروبوت”، خوارزميات توليد اللغة التي يتم تشغيلها بواسطة الذكاء الاصطناعي من أجل تحويل البيانات تلقائيًا إلى قصص إخبارية متنوعة وصور ومقاطع فيديو ثم توزيعها عبر منصات الصحافة الآلية.
فعلى سبيل المثال، قامت شبكة نشر Patch بدمج الذكاء الاصطناعي في نظام إدارة المحتوى الخاص بها لإنشاء وتوزيع مقالاتها المتكررة مثل تقارير الطقس والتقارير المالية.[3]
تجربة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية
في عام 2013 م، بدأت وكالة الأسوشيتد برس Associated Press باستخدام الذكاء الاصطناعي لأول مرة لإنشاء محتوى إخباري وإنتاج تقارير رياضية. وفي عام 2015 م، نفذت صحيفة نيويورك تايمز مشروعها التجريبي للذكاء الاصطناعي المعروف باسم المحرر، والذي كان الهدف منه هو تبسيط العملية الصحفية. كما عملت الواشنطن بوست على كتابة الأخبار الآلية لأول مرة في عام 2016م من خلال تغطية دورة الالعاب الأولمبية في ريو.[4]
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام
الذكاء الاصطناعي في السيطرة على التحيز
يعتبر التحيز المتزايد وصمة العار المؤلمة التي تواجهها وسائل الإعلام في عالم اليوم، فغالبًا ما تتحيز في نقلها للمعلومات إلي فكرة معينة، مما يؤدي في النهاية إلي نقل محتوى مضلل بدلاً من الأخبار الواقعية والمتوازنة.
في حالات مختلفة، يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل الذاتية التي تفرضها وسائل الإعلام على الاخبار والمعلومات حيث يتم تدريب خوارزميات التعلم الآلي على مراعاة المتغيرات التي تعمل على تحسين دقتها التنبؤية، بناءً على البيانات المستخدمة.
فعلى سبيل المثال تستخدم شركة Knowhere الإخبارية مزيجًا من تقنيات التعلم الآلي بالإضافة إلى الصحفيين البشريين لإنشاء قصصها الإخبارية.[5]
محاربة الأخبار الكاذبة
طور باحثون في جامعة واترلو، أداة جديدة تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأخبار الكاذبة والمزيفة، وتم تفعيل هذه الأداة بعد الانتشار الواسع للقصص الإخبارية الكاذبة والملفقة لخداع القراء وتضليلهم لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية.[6]
الذكاء الاصطناعي وإنشاء الوسائط المتعددة
حيث توضع الصور في المنشورات من خلال خوارزميات الآلة، فعلى سبيل المثال أطلقت شركة Getty Images، نظام “اللوحات”، وهي أداة ذكاء اصطناعي جديدة للنشر الإعلامي والتي توصي بأفضل محتوى مرئي لمصاحبة مقال إخباري. وتعمل اللوحات على تزويد محرري الوسائط بمساعد بحث قابل للتخصيص لتلخيص المقالات وتقديم مجموعة مختارة من الصور لعناصر متنوعة من القصة.[7]
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الصحفيين؟
الذكاء الاصطناعي ليس موجودًا ليحل محل الصحفيين أو يلغي الوظائف. ويعتقد الخبراء أن الآلات ستتولى المهام الحالية للصحفيين بنسبة ما بين 8إلى 12 في المائة، والتي ستعيد توجيه المحررين والصحفيين إلى تناول الموضوعات بشكل أوسع وأعمق، يعتمد على التفسير والتحليل كالمقابلات الخاصة والمقالات التحليلية والتحقيقات الاستقصائية.
وفي الوقت الحالي، تقوم روبوتات الذكاء الاصطناعي بأداء مهام أساسية مثل كتابة فقرات عن النتائج الرياضية ونتائج الانتخابات ونتائج الألعاب الأولمبية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا توفير الكثير من الوقت للصحفيين عن طريق نسخ المقابلات الصوتية والمرئية.[8]
المراجع
(1) journals.openedition.org
(2),(3)(5)(7)analyticssteps
(4)emerj
(6)sciencedaily
(8)the conversation
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :