Ad

قامت دراسة حديثة نشرت في مجلة (Science) في 27 سبتمبر 2024، باقتراح دفن الخشب لمكافحة تغير المناخ. حيث وجدوا أن جذع شجرة عمره 3775 عامًا، تم اكتشافه في كيبيك، كندا، قد فقد أقل من 5٪ من ثاني أكسيد الكربون الأصلي. وهذا بفضل التربة الطينية منخفضة النفاذية التي غطته. وقام فريق البحث، بقيادة أستاذ علوم الغلاف الجوي والمحيطات بجامعة ميريلاند نينج زينج، بتحليل الجذع القديم وكشف أسراره.

القوة الخفية للأشجار في تغير المناخ

لطالما حظيت الأشجار بالتبجيل. ولكن، غالبا ما يتم التغاضي عن دورهم في مكافحة تغير المناخ. الأشجار هي أحواض الكربون الطبيعية، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه في جذوعها وفروعها وجذورها. حيث تشير التقديرات إلى أن الغابات تمتص حوالي 2.2 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يقرب من 30% من إجمالي ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الغلاف الجوي.

ولكن عندما تموت الأشجار وتتحلل، يتم إطلاق الكربون المخزن مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، مما يساهم في ارتفاع مستويات الغازات الدفيئة وتسريع تغير المناخ. وهنا يأتي مفهوم دفن الخشب (wood vaulting)، وهي استراتيجية تسعى إلى الحفاظ على الخشب ومنع تحلله، وبالتالي الحفاظ على الكربون المحتجز داخل الخشب.

دفن الخشب

يتضمن دفن الخشب أخذ الأخشاب غير القابلة للاستخدام تجاريًا، مثل الأشجار التي دمرتها الأمراض أو حرائق الغابات، ودفنها في بيئات خاضعة للرقابة لمنع التحلل. ومن خلال القيام بذلك، يظل الكربون المخزن في الخشب محبوسًا، مما يقلل من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ويعمل المجتمع العلمي بلا كلل لتحسين تقنيات دفن الخشب، ودراسة العوامل البيئية المختلفة التي تؤثر على تحلل الخشب. وكان اكتشاف الجذع في كيبيك بكندا بمثابة علامة بارزة في هذه الرحلة، حيث قدم رؤى مهمة حول الظروف المثالية للحفاظ على الأخشاب.

دفن الخشب لمكافحة تغير المناخ

جذع الشجرة القديم

عثر البروفيسور نينج زينج وفريقه على كنز قديم كان مخفيًا في أعماق سطح الأرض منذ آلاف السنين. حدث هذا عندما اكتشفوا جذع شجرة محفوظ جيدًا يبلغ عمره 3775 عامًا في كيبك بكندا.

ولاحظ الباحثون أن جذع الشجرة كان مدفونًا في تربة طينية منخفضة النفاذية. وقد منعت هذه الخاصية الأكسجين من الوصول إلى الجذع، مما خلق بيئة تمنع نمو الفطريات والحشرات التي عادة ما تحطم الخشب.

اكتشف الباحثون أن البنية المجهرية للجذع، والتركيب الكيميائي، والقوة الميكانيكية، والكثافة ظلت سليمة، مع فقدان أقل من 5% من ثاني أكسيد الكربون الأصلي. ومن خلال تكرار هذه الظروف، يستطيع العلماء القيام بدفن الخشب، مما يضمن الحفاظ على الخشب والكربون المخزن فيه على المدى الطويل.

وهذا الاكتشاف له آثار كبيرة على قابلية التوسع وجدوى استخدام دفن الخشب كحل لتغير المناخ. وبما أن التربة الطينية هي سمة جيولوجية شائعة في أجزاء كثيرة من العالم، فيمكن تطبيق هذه التقنية على مستوى العالم، مما يوفر وسيلة منخفضة التكلفة وفعالة لعزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

تجديد استراتيجيات مكافحة تغير المناخ باستخدام دفن الخشب

تتمتع تقنية دفن الخشب بالقدرة على تغيير قواعد مكافحة تغير المناخ. حيث يمكننا إنشاء كخازن كربون تحت الأرض تحبس ثاني أكسيد الكربون لآلاف السنين. ويمكن توسيع نطاق هذا النهج المبتكر لتلبية متطلبات عزل الكربون العالمي، وتقديم حل فعال من حيث التكلفة ومستدام للتخفيف من تغير المناخ.

الآثار المترتبة على هذه التقنية بعيدة المدى. ومن الممكن أن يساعد البلدان على تحقيق أهداف اتفاق باريس، وتوفير مصادر إيرادات جديدة لجهود الحفاظ على الغابات، بل وحتى إنشاء صناعات جديدة تتمحور حول الإدارة المستدامة للأخشاب.

المصادر

Discovery of 3,775-year-old preserved log supports ‘wood vaulting’ as a climate solution | phys.org

3775year-old wood burial supports “wood vaulting” as a durable carbon removal method | science

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 355
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *