Ad

العلاقة بين الرياضة والعمر!

الجسد لا يرحم” بهذه الكلمات أوضح اللاعب ليونيل ميسي العلاقة السلبية بين تقدم عمره ولعبه للكرة.

يعتبر كبر السن أو الشيخوخة من أهم عوامل الخطر للإصابة ببعض الأمراض منها السكري وضغط الدم المرتفع. ويصبح أمرًا مهمًا لكبار السن في التقليل ما استطاعوا من عوامل الخطر لتفادي الإصابة بهذه الأمراض.

وفي حين أن الشيخوخة عملية فسيولوجية لا مفر منها، فيجب عليك تغير نمط حياتك للحفاظ على الوظائف الجسمانية التي تنخفض مع كبر السن مثل ” القدرة على التحمل والمرونة والقوة والتوازن”.

وللمحافظة عليهم يجب عليك ممارسة الرياضة بانتظام. فوائد الرياضة كثيرة وهامة بما في ذلك المحافظة على نمط حياة مستقر وصحي بعيد عن الأمراض المفاجئة والمتوقعة. والمدهش أنك لست بحاجة لقضاء اليوم في صالة الألعاب الرياضية أو للذهاب للخارج كل يوم، فقط 30 دقيقة من المشي يوميًا تكفي لتحسين صحتك والإستفادة بفوائد ممارسة الرياضة.

تأثير ممارسة الرياضة على القلب

يقل مع السن الاستهلاك الأقصي للأكسجين، وطبعًا قلة الأكسجين تؤثر بالسلب على أجهزة الجسم وأهمها وظائف القلب والدورة الدموية.

ولحسن الحظ يمكن زيادة نسبة الأكسجين هذه عن طريق ممارسة الرياضة. فقد لوحظ أن الأشخاص الذين حافظوا على التمرين المنتظم في شبابهم يزيد لديهم نسبة  الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين للضعف تقريبًا!

لا تقلق! لم يفت الآوان بعد فمازالت هناك فرصة. فالأشخاص الذين يبدأون ممارسة الرياضة بعد عمر ال65 يمكنهم تدريجيًا حصد فوائد ممارسة الرياضة مثل:( زيادة الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين وتحسين وظائف القلب). وهذا بدوره سيحسن قدرتك على تحمل أنشطة الحياة اليومية من التسوق والعمل واللعب مع الأحفاد.

تأثير ممارسة الرياضة على الضعف

مشكلة آخرى تواجه كبار السن هي ضمور العضلات أو الساركوبينيا والذي ينتج عنها الضعف الشديد في القوة البدنية الذي نقابله عند كبار السن.

لسوء الحظ بعد سن ال50 يفقد الأشخاص 10% من كتلتهم العضلية لكل عقد من الزمن، لا تستهتر بهذه النسبة فالعواقب لهذه الخسارة العضلية وخيمة منها:

  • احتمالية الإصابة بهشاشة لعظام نتيجة لقلة كثافة العظام.
  • زيادة خطر السقوط نتيجة لقلة التوازن مع الحركة.
  • ويؤدي هذا السقوط والهشاشة إلى احتمالية كسر العظام.
  • قلة الحد الأقصى للأكسجين.

ولكن! مرة آخرى لم يفت الآوان بعد، فممارسة الرياضة ليست محتكرة على سن معين لتستمتع بفوائدها.

وهنا دليل آخر على صحة هذه الجملة. حيث أظهر الكثير من المتدربين كبار السن أن فقدان العضلات مع التقدم في العمر له صلة بنمط الحياة الغير نشط أكثر منه مرتبط بعملية الشيخوخة نفسها.

فكبار السن الذين بدأوا برنامج رياضة مثل حمل الأثقال في سن متأخر أظهروا نتائج وتكيفات جسمانية مماثلة تقريبًا مع نظرائهم الأصغر سنا.

وبدراسة أجريت لمدة 12 أسبوع من تدريبات القوة على مجموعة من الرجال بالستينات الذين لم يمارسوا رياضة من قبل. أظهرت زيادة كبيرة في الكتلة والقوة العضلية في كلتا عضلات الساقين وكانت هذه الزيادة أيضًا مرتبطة بزيادة الأحمال تدريجيًا؛ وهذا يؤكد قدرة الجسم على التكيف مع ممارسة الرياضة أيًا كان العمر الذي ستمارس به.

واللافت للنظر أن الأشخاص في التسعينات من عمرهم قادرون على التكيف مع التمارين الرياضية ويؤدي ذلك إلى الإبقاء على حركتهم واستقلالهم وبالتالي الاعتماد على نفسهم بشكل أكبر في حياتهم اليومية.

الرياضة وهشاشة العظام

مبدأيًا هشاشة العظام تأتي نتيجة لانخفاض الكثافة المعدنية للعظام بسبب عدم توازن الكالسيوم به، ويؤدي ذلك إلى عظام هشة ورقيقة ويمكن كسرها بسهولة.

وتصيب هشاشة العظام أغلب كبار السن من 80: 90% منهم من النساء وخاصة بعد انقطاع دورتهم الشهرية.

لكن عودًا للعلاقة بين هشاشة العظام والرياضة كيف للرياضة أن تساهم في تقليل هشاشة العظام؟

دعنا نتفق أن العظام مشابهة للعضلات في التكيف، فعندما يتم تحميلها فوق طاقتها سوف تقوى. وبهذه النظرية يمكن أن تقلل ممارسة الرياضة من هشاشة العظام، فالإجهاد الميكانيكي الموضوع على العظام أثناء الانقباضات العضلية المتكررة عند ممارستك للرياضة سيحفز ترسيب الكالسيوم في العظام ويحسن الكثافة والقوة المعدنية للعظام.

في الحقيقة، هذا هو سبب أن رواد الفضاء الذين يتعرضون لبيئة ذات جاذبية صغرى في الفضاء يفقدون كمية كبيرة من كتلة العظام بسبب عدم وضع جهد عليه!

وبدراسة أجريت على مجموعة من النساء قليلات الحركة بعد انقطاع فترة الطمث أوضحت أن ممارسة الرياضة تزيد6% زيادة في كثافة عظام القطنية بعد 17 شهر من ممارسة التمارين الهوائية.

أي نوع من التمارين أفضل؟

إن المشي والجري و ركوب الدراجات تمارين جيدة لتحسين كثافة العظام في الساقين والعمود الفقري، لكن سيكون من المهم إدراج رفع الأثقال للجزء العلوي من جسمك ذلك لأن هذه الأجزاء تحصل على فائدة ضئيلة من هذه التمارين الهوائية.

العلاقة بين الرياضة والعمر!

هناك تأثير لممارسة الرياضة على الذاكرة والحفاظ من الخرف لمعرفته اضغط هنا ولمعرفة كيف تقلل ممارسة الرياضة وزنك اضغط هنا ولتحسين صحتك الجنسية عن طريق ممارسة الرياضة اضغط هنا

العمر مجرد رقم!

.الجسد لا يرحم.. العلاقة بين الرياضة والعمر!

الشيخوخة أمر لا مفر منه، ولكن لها سمعة مقلقة لا تستحقها. لا يمكن لأي شخص إيقاف الساعة، ولكن نستطيع إبطاء دقاتها والاستمتاع بالحياة مع التقدم في السن. وكما قال الشاعر الروماني شيشرون:

“لا أحد كبير في السن لدرجة أنه لا يعتقد أنه يمكن أن يعيش سنة أخرى”

ممارسة الرياضة بانتظام، إلى جانب اتباع نظام غذائي جيد ورعاية طبية جيدة، وقليل من الحظ يمكنهم أن يجعلوك شابًا طوال حياتك.

الخاتمة

ليس هناك عمر محدد للبدء في ممارسة الرياضة، فالتمرين الرياضي تمرين حر لا يقيد بعمر أو مكان أو وقت، إذا أردت أن تبدأ ممارسة الرياضة فابدأ الآن ولا تتحجج، فالعمر ليس إلا مجرد رقم، بأي سن ستحصل على الفوائد نفسها والتكيفات نفسها من التمرين الرياضي بغض النظر عن أي عوامل.

مصادر:

1- Harvard
2- NHS
3- physiopedia
4- webmed
5- coursera

Yara Mokhtar
Author: Yara Mokhtar

أدرس الطب الرياضي وإصابات الملاعب وأحاول تبسيط المعلومات الطبية للعامة. مهتمة بالموسيقى والقراءة والرسم.

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


رياضة طب صحة

User Avatar

Yara Mokhtar

أدرس الطب الرياضي وإصابات الملاعب وأحاول تبسيط المعلومات الطبية للعامة. مهتمة بالموسيقى والقراءة والرسم.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *