Ad

ارتكبت عبر التاريخ العديد من الجرائم تحت غطاء الاختلاف العرقي بل ونشأت جماعات عنصرية مثل Ku-Klux-Klan في الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إعلاء راية “البشرة” البيضاء. لماذا قلت “بشرة” وليس عرقا؟! أوجدت ذلك غريبا؟! هل تعتبر اللون صفة مسلما بها للتمييز العرقي؟! هل تعلم أن العرق كتعريف يختلف بين الفلاسفة؟! بل و يرفض بعضهم حقيقة وجوده تماما؟! ما رأيك أن نتناقش سويا مع هؤلاء الفلاسفة، علنا نجد نتيجة مشتركة لنتفق عليها؟!

الجوهر!!! نستخدم هذه الكلمة لوصف الميزة الأساسية داخل الأشياء أو الأشخاص، كذلك استخدمها الفلاسفة القدماء لتعريف الأعراق. كل عرق له صفة محورية تميزه، لكل عرق جوهر يحدده، ما رأيك؟!

العرق من وجهة نظر الفلاسفة القدماء

تنتقد D.Naomi Zack أستاذة علم الفلسفة في جامعة Lehman-New York هذا التعريف العرقي القديم، فمن وجهة نظرها من الصعب تحديد جوهر واضح محدد ليفرق بين الأنواع نفسها فكيف بين الأعراق!!!

ويرى D. Adam Hochman أن هذا التعريف يكسب العرق الواحد صفات ثابتة وغير قابلة للتغيير! ولكن إذا ما تمعنا بما وصل له العلم الحديث نجد أن هذه الاختلافات بين الأعراق مزعومة، ويتابع آدم نقاشه بسؤال: بناء على صفات هذا التعريف، فهل نعتبر كلا من الرجال والنساء عرقا مختلفا؟!

هناك العديد من الفرضيات الشعبية كذلك عن العرق، سنفندها سويا مع D.Naomi Zack

العرق حسب الفرضيات الشعبية

ترى D.Naomi بأن علم الوراثة السكاني المعاصر يبين فراغ هذا الوصف:

إذ أن العوامل البيئية الخاضعة لمنطقة جغرافية محددة مسؤولة أكثر من تلك العائدة لعوامل العرق الواحد عن التكيفات الجسمية المستمرة لأعضاء العرق سواء في الجلد أو الشعر أو العظام.

ومن جهة أخرى تعطي الطفرات الجينية المدروسة في هذا المجال فكرة عن الأصل الجغرافي للسكان، ولكن ليس لها أي دلالات أو ارتباطات عرقية.

تبعا ل D.Zack فإن الاختلافات الظاهرية غير كافية لتصنيف الناس إلى أعراق، وخاصة مع كونها متدرجة بالأصل ( مثالا لون البشرة: أسود غامق، أسود أفتح بقليل، أسمر، أسمر فاتح إلخ).

هذا في الحقيقة فهم خاطئ وقاصر لعلم الوراثة، فالجينات المنتقلة من جيل لآخر تعطي صفات مادية محددة وخاصة بكل فرد ومن الصعب أن يتشاركها جميع أفراد العرق الواحد.

حسنا للإجابة عن هذه الفرضية، سنستعين بعلماء البيولوجيا، إذ قاموا بطرح بديل علمي بيولوجي لكلمة عرق ممثلا ب “الأنواع الفرعية Subspecies”، فهل للبشر أنواع فرعية؟!

يقوم تحديد “تحت الأنواع” في عالم الحيوان على معايير عدة، ويستخدم اثنان منها بشكل شائع وهما وجود سلالات تطورية من النوع عائدة لسلف مشترك إضافة إلى وجود صفات جينية محددة وواضحة بين كل نوع وتميز جميع أفراده. لذا قام علماء بيولوجيون بتطبيق هذين المعيارين على الإنسان وعلى الشيمبانزي (باعتباره أقرب الكائنات إلى الإنسان) وذلك بغرض الإجابة عن سؤالنا أعلاه، وخلصت الدراسة إلى أن المعطيات البيولوجية كافية للقول بوجود تحت أنواع للشيمبانزي، ولكن ليس للبشر.

إذا، التصنيف العرقي ليس علميا، فما البديل عن ذلك؟!

تجد وجهة نظر أنه من المنطقي اعتبار العرق نوعا اجتماعيا Social Kind، حيث يقترح D.Anthony Appiah وهو فيلسوف أميركي-بريطاني أن العرق وإن كان مرفوضا بيولوجيا إلا أن له هوية اجتماعية Social Identity.

ويوضح لنا هذه النقطة مؤيدو الصفة الاجتماعية للعرق:

حيث يجد هؤلاء أن الأعراق ظهرت واستمرت من خلال الثقافة البشرية والقرارات الإنسانية، حيث لا زال المجتمع يصنف الناس إلى فئات عرقية مما سيؤدي بدوره إلى اختلافات في الموارد والفرص والثروات بين هذه الفئات، وفي ذات الوقت سيخوضون تجارب مشتركة ( كتعرض ذوي البشرة السوداء لمضايقات مستمرة من قبل عناصر الشرطة البيض ). إذا، ما الذي يدفع هؤلاء الفلاسفة للحفاظ على مصطلح العرق؟!

يسهل استخدامه باعتقادهم ظهور وعمل الحركات الاجتماعية والسياسية المبنية على العرق من أجل الحصول على عدالتها.

لكن هل هذه الأسباب كافية للاعتراف بالعرق كنوع اجتماعي؟

يجد D.Adam أن التصنيف الاجتماعي للعرق غير موجود، إنها فقط العنصرية التي تجعله مستمرا، أما عن الفئات المصنفة كأعراق على أسس وادعاءات خاطئة حسب وجهة نظره، فما هي إلا Racialised Groups ( أي مجموعات تم إكسابها صفة عرقية ).

كيف يكسب المجتمع فئات منتمية له صفة عرقية Racialised Groups؟!

يكسب المجتمع الصفة العرقية بناء على ثلاثة معايير وهي تبعا ل D.Sally Haslanger أستاذة في قسم اللغويات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا:

  • امتلاك صفات جسدية تدل على أصل أو موقع جغرافي معين
  • يبرر من خلال هذه الصفات الجسدية شغل أعضاء المجموعة العرقية لمركز اجتماعي راق من عدمه.
  • ويخضع بذلك أفراد العرق للامتيازات التي حددها المجتمع لهم.

تعتقد D.sally كذلك أن لاحتضان المجموعات العرقية أهمية سياسية، ولكن بشرط أن يكون هذا الاحتضان على المدى القصير وليس البعيد، وذلك لتفادي التأثير السلبي لمصطلح العرق.

إذا، هل لا زلت تعتقد بوجوب استخدام التصنيف العرقي؟!

المصادر:

The Conversation: Racism is real, race is not: a philosopher’s perspective

Sfanford encyclopedia of philosophy

NCBI

اقرأ المزيد:

تاريخ العنصرية في أمريكا

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


منطق فكر فلسفة

User Avatar

Samra Nofal


عدد مقالات الكاتب : 21
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق