Ad

الجهاز التناسلي الأنثوي: تركيبه ووظائفه

لابد أنك تعرف عزيزي القاريء أن وجودك في هذا العالم معتمد على عملية التكاثر؛ هذه العملية التي تجعل الإنسان كأي كائن حي آخر ينقل بعض خصائصه للجيل التالي، إنها العملية التي تجعلنا نستمر.

نقوم بنقل خصائصنا من خلال جيناتنا تلك الناقلات الخاصة لصفات الإنسان. إن الجينات التي ينقلها الآباء هي التي تجعل أطفالهم مشابهين للآخرين في عائلتهم، ولكن أيضًا ما يجعل كل طفل فريدًا. تأتي هذه الجينات من الخلايا الجنسية: الحيوانات المنوية للذكور و البويضات للإناث.

يتم إنتاج هذه الخلايا الجنسية عن طريق الجهاز التناسلي للذكر والأنثى، وهو الجهاز المسؤول كذلك عن التقاء هذه الخلايا لتكوين الجنين، وعلى الرغم من إن هذا الجهاز ضروري لاستمرار البشرية، إلا أنه ليس ضروريًا لإبقاء الفرد على قيد الحياة؛ إننا نحتاج لأقل أجهزتنا أهمية لأجسادنا ليستمر جنسنا في التكاثر.

يوفر الجهاز التناسلي للأنثى عدة وظائف. ينتج المبيضان خلايا البويضات، ثم يتم نقل البويضات إلى قناة فالوب حيث قد يحدث الإخصاب بواسطة الحيوانات المنوية. تنتقل البويضة الملقحة بعد ذلك إلى الرحم حيث تتكاثف بطانة الرحم استجابةً لهرمونات الدورة التناسلية الطبيعية. بمجرد دخولها الرحم يمكن أن تنغرس البويضة الملقحة في بطانة الرحم السميكة وتستمر في النمو. إذا لم يتم الغرس، فإن بطانة الرحم تتساقط كتدفق الطمث.
بالإضافة إلى ذلك ينتج الجهاز التناسلي للأنثى هرمونات جنسية أنثوية تحافظ على الدورة التناسلية. أثناء انقطاع الطمث يتوقف الجهاز التناسلي الأنثوي تدريجياً عن جعل الهرمونات الأنثوية ضرورية لعمل الدورة التناسلية. في هذه المرحلة يمكن أن تصبح دورات الحيض غير منتظمة، وتتوقف في النهاية. بعد مرور عام على توقف الدورة الشهرية تعتبر المرأة في مرحلة انقطاع الطمث.

إذًا حدوث التكاثر يتطلب جهاز تناسلي ذكري، وجهاز تناسلي أنثوي.

في هذه السلسلة سنتعلم بعض المفاهيم التي تخص هذه الأجهزة مثل تركيب كل منهما، وسنتعرف كذلك على وظائف الجهاز التناسلي.

مما يتكون الجهاز التناسلي الأنثوي؟

يشتمل تشريح الجهاز التناسلي الأنثوي على أجزاء داخلية وخارجية، وتكون وظيفة الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى ذات شقين: لتمكين الحيوانات المنوية من دخول الجسم، وحماية الأعضاء التناسلية الداخلية من الكائنات المعدية.

تشمل الأجزاء الخارجية الرئيسية للجهاز التناسلي الأنثوي ما يلي:

1. الشفرين الكبيرين: يحيط الشفرين الكبيرين بالأعضاء التناسلية الخارجية الأخرى ويحميها. تُسمى الشفرتان الكبيرتان بالشفاه الكبيرة، وهما كبيرتان نسبيًا، ويمكن مقارنتهما بكيس الصفن عند الذكور، ويحتويان على الغدد التي تفرز الزيت. بعد سن البلوغ يتم تغطية الشفرين الكبيرين بالشعر.

2. الشفرين الصغيرين: تقع داخل الشفرين الكبيرين، وتحيط بالفتحة المؤدية إلى المهبل (القناة التي تصل الجزء السفلي من الرحم إلى خارج الجسم) والإحليل (الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم).

3. غدد بارثولين: تقع هذه الغدد بجانب فتحة المهبل وتنتج المخاط.

4. البظر: عضو كبير يقع معظمه تحت الجلد بعيدًا عن أنظارنا أما الجزء المرئي منه، والذي يلتقي الشفرين الصغيرين عنده فيعرف بحشفة البظر. مثل القضيب، فإن البظر حساس للغاية للتحفيز ويمكن أن ينتصب. للبظر قصة اكتشاف ممتعة تحدثنا عنها وعن تركيب البظر في هذا المقال ما هي قصة اكتشاف البظر؟

الأعضاء التناسلية الخارجية

الأجزاء الداخلية للجهاز التناسلي الأنثوي

تشمل الأعضاء التناسلية الداخلية في الأنثى:

1. المهبل: المهبل عبارة عن قناة تصل عنق الرحم (الجزء السفلي من الرحم) إلى خارج الجسم. تُعرف أيضًا باسم قناة الولادة لأنها القناة التي يدخل منها المني ويخرج منها الطفل عند الولادة، وهو المكان الذي يتم إدخال القضيب فيه خلال الجماع.

تغطي قطعة رقيقة جدًا من الأنسجة الشبيهة بالجلد تسمى غشاء البكارة جزئيًا فتحة المهبل. غالبًا ما يختلف غشاء البكارة من أنثى إلى أنثى. قد يتمدد أو يتمزق غشاء البكارة بعد أول تجربة جنسية لهن، وقد ينزف غشاء البكارة قليلاً (وهذا عادة ما يسبب ألمًا طفيفًا إن وجد). ومع ذلك، فإن بعض النساء اللاتي مارسن الجنس لا يحدث لهن تغيير كبير في غشاء البكارة. وبعض غشاء البكارة لدى النساء قد تمدد بالفعل حتى قبل أن يمارسن الجنس. في مقال ( هل يمكننا الوثوق في فحص غشاء البكارة؟) تحدثنا باستفاضة عن غشاء البكارة وتغيراته.

2. الرحم (الرحم): الرحم هو عضو مجوف على شكل كمثرى وهو موطن للجنين النامي. ينقسم الرحم إلى قسمين: عنق الرحم وهو الجزء السفلي الذي يفتح على المهبل، والجسم الرئيسي للرحم. يمكن أن يتوسع الجسم بسهولة ليحمل جنينًا في طور النمو.

3. المبايض: المبيضان عبارة عن غدد صغيرة بيضاوية الشكل تقع على جانبي الرحم. ينتج المبيضان البويضات والهرمونات.

4. قناة فالوب: وهي أنابيب ضيقة متصلة بالجزء العلوي من الرحم وتعمل كأنفاق لنقل البويضات (خلايا البويضات) من المبايض إلى الرحم. يحدث الحمل، وهو تخصيب البويضة بواسطة حيوان منوي عادةً في قناة فالوب. تنتقل البويضة الملقحة بعد ذلك إلى الرحم؛ حيث تنغرس في بطانة جدار الرحم.

الأجزاء الداخلية للجهاز التناسلي

كيف يعمل الجهاز التناسلي للأنثى؟

يمكّن الجهاز التناسلي الأنثوي المرأة من إنتاج البويضات، وممارسة الجنس، وتغذية البويضة الملقحة حتى تكتمل النضج، ومن ثم الولادة.

لا يمكن أن يحدث التكاثر الجنسي بدون الأعضاء التناسلية التي تسمى الغدد التناسلية. يعتقد معظم الناس أن الغدد التناسلية هي الخصيتان الذكورية، ولكن كلا الجنسين لهما غدد تناسلية: في الإناث تكون الغدد التناسلية هي المبايض مثلما ذكرنا سابقًا، وتلك التي تصنع الأمشاج الأنثوية(البويضات). تصنع الغدد التناسلية الذكرية الأمشاج الذكرية (الحيوانات المنوية).

عندما تولد طفلة يحتوي مبيضها على مئات الآلاف من البويضات التي تظل خاملة حتى بداية سن البلوغ، والبعض منها ينشط عند البلوغ وبعده أما البعض الآخر فيظل خاملًا للأبد.

عند سن البلوغ تبدأ الغدة النخامية (في الجزء المركزي من الدماغ) في إنتاج هرمونات تحفز المبايض على إنتاج هرمونات جنسية أنثوية بما في ذلك هرمون الإستروجين. يؤدي إفراز هذه الهرمونات إلى تطور الفتاة إلى امرأة ناضجة جنسياً. تتعرض الإناث عندها لدورات من النشاط الهرموني تتكرر كل شهر تقريبًا. مع كل دورة يستعد جسد المرأة لحمل محتمل سواء كانت هذه نية المرأة أم لا.

تستغرق الدورة الشهرية المتوسطة حوالي 28 يومًا وتحدث على مراحل: المرحلة الجُرابية، ومرحلة التبويض (الإباضة)، والمرحلة الأصفرية. وهناك أربعة هرمونات رئيسية (مواد كيميائية تحفز أو تنظم نشاط الخلايا أو الأعضاء) تشارك في الدورة الشهرية: الهرمون المحفز للحوصلة-FSH، وهرمون اللوتين-LH، والإستروجين، والبروجسترون.

تُطلَق البويضات حوالي مرة واحدة في الشهر أثناء الإباضة حيث يرسل المبيض بويضة صغيرة في إحدى قناتي فالوب. ما لم يتم تخصيب البويضة بواسطة حيوان منوي أثناء وجودها في قناة فالوب، فإنها تمر عبر الرحم، فليس هناك حاجة لدعم الحمل، حيث تنسلخ بطانة الرحم ويتحد الدم والأنسجة من البطانة الداخلية للرحم لتكوين تدفق الطمث، والذي يستمر عند معظم الفتيات بمتوسط 5 أيام.

قد يستغرق جسد الفتاة ما يصل إلى عامين من بدء الدورة الشهرية لتكوين دورة شهرية منتظمة. خلال ذلك الوقت يتأقلم جسدها مع الهرمونات التي يجلبها سن البلوغ.


متلازمة ما قبل الحيض (PMS)

من الشائع أن تشعر النساء والفتيات ببعض الانزعاج في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية. تشمل متلازمة ما قبل الحيض (PMS) الأعراض الجسدية، والعاطفية التي تظهر على العديد من الفتيات والنساء قبل الدورة الشهرية مباشرة ، مثل: الانتفاخ، والتعب، وآلام الظهر، وآلام الثدي، والصداع، والإمساك أو الإسهال، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، وتغيرات في المزاج، والتهيج، وصعوبة التركيز أو التعامل مع الإجهاد.

عادة ما تكون المتلازمة السابقة للحيض في أسوأ حالاتها خلال الأيام السبعة التي تسبق بدء الدورة الشهرية للفتاة وتختفي بعد أن تبدأ. تعاني العديد من الفتيات أيضًا من تقلصات في البطن خلال الأيام القليلة الأولى من فتراتهن بسبب البروستاجلاندين، وهي مواد كيميائية في الجسم تجعل العضلات الملساء في الرحم تنقبض. يمكن أن تكون هذه الانقباضات اللاإرادية باهتة أو حادة ومكثفة.

بالإضافة إلى الجهاز التناسلي الأنثوي: تركيبه ووظائفه اقرأ أيضًا: متلازمة ما قبل الحيض


مصادر الجهاز التناسلي الأنثوي: تركيبه ووظائفه
1. britannica.com
2. webmd.com
3. kidshealth.org
4. clevelandclinic.org


سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


صحة سلاسل طب

User Avatar

Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق