Ad

“أشعر بالاختناق وبقلبي ينبض، أخاف من الارتباط، لا أريد الزواج”، بهذه الكلمات يصف الأشخاص الذين يعانون من الجاموفوبيا أو رهاب الزواج معاناتهم. نحن لا نتحدث عن العصبية العابرة التي يمكن أن تحدث لأي شخص يفكر في التزام طويل الأمد، ولكننا نتحدث عن نوع من الخوف يصيبك بالذعر والقلق ويمكن أن يغير من مسار حياتك، إن فكرت ولو للحظة في الزواج أو الالتزام. فما هو رهاب الزواج وكيف يمكننا التغلب عليه؟[1]

ما هو رهاب الزواج؟

 تعرف الجاموفوبيا أو رهاب الزواج بأنها الخوف الشديد وغير العقلاني والمستمر من الدخول في العلاقات العاطفية طويلة الأمد كالزواج. قد لا يتمكن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الرهاب من إقامة علاقات طويلة وقد يجدون صعوبة في الحفاظ على الصداقات والعلاقات الأفلاطونية الأخرى.

من المحتمل أن يعاني الأشخاص المصابون برهاب الزواج من الخوف الشديد والقلق والذعر والفزع، إذا ما شعروا أنهم في علاقة ملزمة، أو أن هناك شخصًا يتوقع أو يريد التزامًا منهم. ويختلف هذ النوع من الرهاب عن القلق المعتاد الذي يمكن أن يشعر به أي شخص فيما يتعلق بالالتزام، وخاصة الزواج.

على الرغم من أن رهاب الزواج غالبًا ما يشير إلى العلاقات الرومانسية، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الرهاب قد لا يتمكنون من الدخول في علاقات مهنية تتطلب منهم الالتزام، كتوقيع عقد عمل طويل الأجل يتضمن التزامًا أو الدخول في عمل مع شخص آخر.

لماذا قد يصاب الأشخاص بهذا النوع من الرهاب؟

يمكن ربط الخوف من الالتزام بالعديد من المخاوف الأخرى، وهي كالتالي:

1-الخوف من التعرض للأذى

يعتبر أحد الأسباب الأكثر شيوعًا والذي يمكن أن يحدث لأسباب متعددة، منها على سبيل المثال: إن نشأت في منزل أو بيئة شعرت فيهم بعدم الأمان، أو إذا تعرضت فيهم للإساءة أو الإهمال، أو إن كنت لا تحب أن تظهر ضعيفا، أو إذا تعرضت للأذى في علاقة سابقة، كل هذه الأسباب تولد لديك الشعور بالخوف من الدخول في العلاقات العاطفية.

2- الخوف من الارتباط بالشخص الخطأ

يجد بعض الناس صعوبة الدخول في العلاقات العاطفية، بسبب خوفهم من أن يرتبطوا بالشخص الخطأ، أو أن يندموا على اختيارهم، أو أن يكون هناك شخص أفضل لهم أو أن يجدوا أنفسهم يعيشون حياة غير سعيدة في المستقبل دون أي فرصة للهروب.

3- الخوف من الهجر

قد يخشى الشخص الذي أهمل من قبل الوالدين أو الشريك السابق التخلي عنه في المستقبل، مما يدفعه إلى رفض العلاقات والتخلي عنها.

4- الخوف من انتهاء العلاقة

يمكن أن يساهم الخوف من انتهاء العلاقة أو الخوف من الشعور بالفشل في إصابة الشخص بالجاموفوبيا.

5- الخوف من الصدمات السابقة أو التجارب السلبية

إذا كنت قد تعرضت لصدمة سابقة خلال علاقة عاطفية، كعدم إخلاص شريكك، أو تركك بشكل غير متوقع، أو الإساءة إليك بطريقة ما، فقد تخشى المرور بتجربة مماثلة.

6- الخوف من فقدان الحرية أو الاستقلال

يشيع هذا السبب ويمكن أن يتطور إلى رهاب الزواج، فقد يخشى الفرد الدخول في علاقة ملزمة تؤثر سلبًا على حياته الاجتماعية أو على استقلاليته. [2]

علامات وأعراض رهاب الزواج

يعاني الأشخاص الذين يعانون من رهاب الزواج من خوف شديد عندما يواجهون الواقع، وفي بعض الأحيان، حين يفكرون في علاقة أو زواج ملزم. تتضمن بعض الأعراض التي قد يعاني منها الشخص الشعور الفوري بالقلق أو الخوف أو الذعر. ومن الشائع أيضًا أن يعاني الأشخاص من بعض الأعراض الجسدية الأخرى مثل:

1-ألم الصدر وإحساس بالاختناق.

2- دوخة وفرط التنفس.

3- سرعة ضربات القلب.

4- التعرق والارتجاف.

5- الشعور بأنك توشك على الموت.

غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قادرين على الدخول في علاقات، ولكن عندما تبدأ الأمور في اتخاذ مسار جاد تظهر لديهم علامات الخوف والقلق، وفي حالات أخري يتجنب المعانون من هذا الرهاب الدخول في العلاقات تمامًا.

أسباب رهاب الزواج

ينتج رهاب الزواج نتيجة لعدد من العوامل المختلفة، وتشير بعض الأبحاث إلى أن القلق بشأن الالتزامات المالية والمتطلبات الاجتماعية الأخرى المرتبطة بالعلاقات يمكن أن يساهم في الخوف من الالتزام والزواج. وتوجد العديد من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الشخص بالجاموفوبيا مثل:

1- التجارب السلبية

بالنسبة لبعض الأشخاص، تعتبر التجارب السلبية أو المؤلمة التي مروا بها في الماضي دافعة إلى الخوف الشديد من الالتزام، كالأطفال الذين نشأوا في أسر مع آباء غير سعداء أودائموا الشجار أو اللذين تعرضوا للعنف المنزلي. فهم يخشون المرور بنفس الموقف في كبرهم، كما أن الأشخاص الذين مروا بتجارب العلاقات السامة والخيانة الزوجية قد يخشون التعمق في علاقة جديدة.

2- أنماط التعلق غير الآمنة

قد تساهم أنماط التعلق في مرحلة الطفولة المبكرة أيضًا في تنمية الخوف من الالتزام في مرحلة البلوغ، فارتباط الطفل بالمسؤولين عن رعايته في مرحلة الطفولة يمكن أن تؤثر على شخصيته في تكوين العلاقات.

3- الوراثة

تشير الأبحاث إلى أن الجينات تؤدي دورًا هامًا في ظهور أعراض رهاب الزواج وحالات القلق الأخرى. إذ إن السمات الموروثة قد تجعل الشخص أكثر عرضة لهذا النوع من أنواع الخوف. [3]

ما مدى شيوع الجاموفوبيا؟

بالرغم من أن عدد الأشخاص الذين يعانون من رهاب الزواج غير معلوم، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن حوالي 12.5% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من رهاب من نوع ما، كالخوف من الطيران أو العناكب.[4]

علاج رهاب الزواج

إذا كانت لديك أعراض رهاب الزواج، يجب أن تعي أن هناك علاجات متاحة تساعد في التخلص من رهابك كما هو الحال مع حالات الرهاب الأخرى. ومن بين العلاجات الأكثر شيوعًا:  

1-العلاج السلوكي المعرفي

هو شكل من أشكال العلاج النفسي. يعمل على مساعدة الشخص المصاب على استبدال أفكاره السلبية بأخرى إيجابية. كما يساعده على التخلص من خوفه والعمل على تكوين علاقات صحية مع الأشخاص. وقد ثبت أن العلاج المعرفي السلوكي فعال في علاج القلق، وغالبًا ما يكون العلاج الأول لاضطرابات القلق.

2- العلاج بالتعرض

هو نوع من أنواع العلاج يتم فيه تعريض الأشخاص لمصدر خوفهم تدريجيًا، مع الاقتران بتقنيات الاسترخاء الأخرى كالتنفس العميق والتخيل. وبمرور الوقت تقل المخاوف تدريجيًا حتي تتلاشى تمامًا. وقد أظهرت الأبحاث أن العلاج بالتعرض يساعد في تقليل أعراض الرهاب بعد العلاج فورًا، وأن هذه التأثيرات غالبًا ما تستمر لسنوات.

3- الأدوية

يمكن للأدوية أن تساعد في تخفيف بعض أعراض القلق. في معظم الحالات يتم استخدام الأدوية جنبًا إلى جنب مع بعض أشكال العلاج النفسي الأخرى.[6]

في النهاية، يمكن أن يكون لرهاب الزواج تأثيرا خطيرا على قدرة الشخص على تكوين العلاقات والحفاظ عليها مما يؤدي به للشعور بالعزلة والوحدة. وبالتالي يؤثر ذلك على صحته العقلية والجسدية.

 المصادر

(1), (4)healthline

(2)cpdonline

(3), (5)verywellmind

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Asmaa Wesam
Author: Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


علم نفس

User Avatar

Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 54
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : Chaimaebellahsaouia

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *