Ad

فازت الروائية البولندية، أولغا توكارتشوك، بجائزة نوبل للآداب لعام 2018.

وتم تأجيل الإعلان عن الفائز بالجائزة العام الماضي بسبب الفضيحة المالية والجنسية التي هزت لجنة التحكيم، لكن تم الأعلان اليوم عن فائزيين أحدهم لعام 2018 والأخر لعام 2019.

وصفت لجنة التحكيم نتاج الروائية الفائزة بـ: «إن الخيال الروائي الممزوج بالشغف المعرفي الجامح الذي يتجاوز الحدود هو شكل من أشكال الحياة».

أولغا توكارتشوك برلين 2017

من هي ؟

«أولغا توكارتشوك -Olga Tokarczuk» مواليد 29 يناير 1962 هي كاتبة بولندية وناشطة ومفكرة وصفت بأنها واحدة من أكثر المؤلفين نجاحًا في جيلها على المستوى الأدبي والتجاري. ففازت بجائزة مان بوكر الدولية عن روايتها «الترحال» عام 2018 ، لتصبح أول كاتبة بولندية تحصل عليها كما حصلت اليوم على جائزة نوبل في الأدب لعام 2018 (منحت في عام 2019)، وهي غزيرة الإنتاج ورواياتها دائما الأكثر مبيعا في بلدها ونالت العديد من الجوائز عن أعمالها.

وإلى جانب عملها في الكتابة الروائية تقوم توكارتشوك بالإشراف على مهرجان أدبي قرب محل سكنها في جنوب بولندا، كما أن لها موقف حاسم مناهض لموقف الحكومة البولندية اليمينية المحافظة. 

وقالت في مقابلة لها على التليفزيون الحكومي عام 2014 إن بلادها ارتكبت أعمالا فظيعة عبر تاريخها واستعمرت دولاً أخرى، واضطر ناشر أعمالها إثر ذلك لتوفير حراسة شخصية لها لحمايتها وصرحت فيما بعد: «لقد كنت ساذجة جدا. ظننت إننا بتنا قادرين على مناقشة الصفحات السوداء في تاريخنا».

بدايتها:

ولدت أولغا في سولتشوف ببولندا لأبويين معلمين، كما عمل والدها كأمين مكتبة المدرسة مما شجعها على القراءة كثيرًا وفتح شهيتها الأدبية بشكل كبير. 

وبعد أن دراست علم النفس في جامعة وارسو بدأت عملها الأدبي المتأثر بدراستها الجامعية لعلم النفس، فأول أعملها هو مجموعة شعرية نشرت عام 1989، بعدها نشرت حتى الآن أكثر من 8 أعمال روائية إلى جانب مجموعتين قصصتين.

الرواية الأولى:

روايتها الخيالية الأولى المسماه «رحلة القراء» نشرت عام 1993 وتدور أحداثه في فرنسا وإسبانيا بالقرن السابع عشر وبها تبحث مجموعة من الشخصيات عن كتاب غامض في جبال البرانييه الخلابة، نجح الكتاب وحصل على جائزة الناشر البولندي لأفضل ظهور أول بين عامى 1993-1994. 

الأنطلاقة الكبرى:

ومع ذلك فإن الأنطلاقة الحقيقية لها جاءت مع روايتها الثالثة «البدائية وأوقات أخرى» عام 2010 والتي تحكي قصة الأجيال المتتالية لعائلة تعيش في أجواء أسطورية مليئة بالرمزية والتفاصيل الواقعية وتبدأ أحداثها عام 1914 وتتناول تاريخ بولندا في القرن العشرين وتعد مثال رائع للأدب البولندي الجديد بعد عام 1989؛ فتقاوم الأحكام الأخلاقية القديمة وترفض الخضوع للسلطة القومية، بدلاً من ذلك تُظهر قدر عظيم من الخيال ودرجة عالية من السمو الفني، وتقول توكارتشوك عنها: 

«أنها محاولة شخصية لفهم الصورة الوطنية للماضي».

 

«منزل الليل ومنزل النهار»

لكن توظيف الروح الأسطورية والراوي كلي العلم وكذلك التيار الميتافيزيقي القوي  تم التخلي عنهم ففي رواية «منزل النهار، منزل الليل» المنشورة عام 1998، هنا نجد مزيج غني من الصور الجمالية المدهشة التي تصور منطقة بأكملها بثقافاتها المتضاربة ومصائر سكانها ووجهات نظرهم، كما أن منظورها مستوحاه من الخرائط والمنظور العلوي لذا تجد عوالمها تبدو ميكرسكوبية كما تتميز أعمالها بأرتباط الأساطير بالواقع ارتباطًا وثيقًا، كما نرى بوضوح في روايتها الثالثة «البدائية هي قرية في خضم الكون»

«قُد محراثك فوق عظام الموتى»

أما روايتها «قُد محراثك فوق عظام الموتى» فقد فازت بجائزة بوكر عام 2009. وهناك فيلم مقتبس عنها تعرض لحملة نقد شديدة من قبل الحكومة وصلت لدرجة أن وكالة الأنباء البولندية وصفت الفيلم بأنه «معاد جدا للمسيحية ويدعو إلى الإرهاب البيئي».

«يعقوب»

لكن أعظم ما أبدعت حتى الآن هي رواية تاريخية مثيرة تسمى «يعقوب» المنشورة عام 2014 والتى تعد تغيرًا كبيرًا في أسلوبها الأدبي واستغرقت عدة سنوات من البحث التاريخي في الأرشيفات والمكتبات لجعل العمل متكامل، وباعت 170 ألف نسخة ونالت عنها جائزة أفضل رواية على المستوى الوطني للمرة الثانية عام 2014.

بطل الرواية هو زعيم طائفة من القرن الثامن عشر كارزمي الشخصية يدعى يعقوب فرانك، يظن أتباعه أنه المسيح الجديد، وباحث خارج وراء الروحية مصممًا على توحيد المذاهب اليهودية والمسيحية والإسلامية، ومن المدهش كيف تتيح لنا قرأة عقول العديد من الأشخاص في هذه القصة المؤلفة من 1000 صفحة 

وتقدم لنا صورة متكاملة للشخصية الرئيسية بينما يصف هو نفسه من الخارج فقط، لكن من الواضح أنه رجل ذو وجوه كثيرة: صوفي ومتمرد ومناور ومحتال. وقد أظهرت توكارتشوك في هذا العمل قدرات راوي أسطورية تمثيل قضية م فهم الإنسان. لكن العمل لا يصور الحياة الغامضة ليعقوب فرانك فحسب، بل يعطينا صورة بانورامية غنية لفصل مهمل تقريبًا في التاريخ الأوروبي.

مجموعة مختارة من أعمالها تنصح لجنة نوبل بقرأتها:

  • «فندق العاصمة» لندن: 2000.
  • «بيت النهار ، بيت الليل» لندن: 2002. 
  • «من إي إي ك الشاطئ الثالث، خيال المرأة من وسط شرق أوروبا» مانشستر: 2007.
  • «البدائية وأوقات أخرى» براغ: 2010
  • «الرحالة» لندن: 2017. 
  • «أدفع محراثك فوق عظام الموتى» لندن: 2018. 

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


أدب جوائز

User Avatar

Dina Fawzy

Art historian, Writer, Teacher, and Science enthusiast. with a deep love for both teaching and learning, here Researching and waiting for great things to be discovered, and exciting changes to happen in the world of Art, Science, and Technology.


عدد مقالات الكاتب : 31
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق