Ad

شهدت مكتبة الإسكندرية العريقة يوم الإثنين الموافق 4 أغسطس 2025، فعاليات “ملتقى أخلاقيات العلوم والثقافة في عالم متغير”، الذي يُعد حدثًا بارزًا في الأجندة العلمية المصرية والعربية. الملتقى، الذي جاء بالتعاون بين مجالس أخلاقيات البحث العلمي، والبحوث الاجتماعية والإنسانية والسكان، وبحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومجلس بحوث الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ومكتبة الإسكندرية، احتفل بمرور عشرين عامًا على تأسيس مجلس أخلاقيات البحث العلمي، مؤكدًا على الدور المحوري للأخلاقيات كإطار توجيهي للتطور العلمي والتكنولوجي والتشريعي. لقد استقطب الملتقى نخبة من العلماء والباحثين، وقدم رؤى معمقة حول التحديات الأخلاقية الراهنة والمستقبلية في مختلف ميادين المعرفة.
برنامج حافل بالرؤى والنقاشات
انطلقت فعاليات الملتقى في برنامج غني بالجلسات والمحاضرات التي غطت طيفًا واسعًا من القضايا الأخلاقية المرتبطة بالعلوم والثقافة.
الجلسة الافتتاحية: تأكيد على أهمية الأخلاق في مسيرة العلم
افتتح الملتقى بجلسة افتتاحية رفيعة المستوى، تحدث فيها كل من:
● أ. د. أحمد عبد الله زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، ومقرر مجلس العلوم الاجتماعية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
أ. د. أحمد جبر؛ المشرف على قطاع المجالس النوعية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
● أ. د. مجدي شحاتة؛ مقرر مجلس أخلاقيات البحث العلمي بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
● أ. د. أحمد الشربيني؛ أستاذ نظم وشبكات الاتصالات بجامعة القاهرة، ومقرر مجلس بحوث الاتصالات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
● أ. د. شعبان الأمير؛ الأستاذ بكلية الآثار جامعة الفيوم، وعميد المعهد التكنولوجي العالي للسياحة والفنادق بالمنيا، ومقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
أكد المتحدثون في كلماتهم على الدور الحيوي للأخلاقيات في توجيه البحث العلمي وضمان مساهمته الإيجابية في خدمة المجتمع، مشيدين بمسيرة مجلس أخلاقيات البحث العلمي على مدار عقدين من الزمن.
الجلسة الأولى: عشرون عامًا من أخلاقيات البحث العلمي
خصصت هذه الجلسة للاحتفال بمرور 20 عامًا على تأسيس مجلس أخلاقيات البحث العلمي، حيث عُرضت رؤية المجلس وأهدافه وأهم الدراسات التي أنجزها واستشرافاته المستقبلية. أدارت الجلسة أ.د. نادية حمدي الحفني؛ أستاذ الكيمياء الحيوية الصيدلية والبيولوجيا الجزيئية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، وأ.د. هاني صفوت سليم؛ رئيس قسم الأمراض الجلدية بالمعهد القومي لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد، ورئيس الشبكة المصرية للجان أخلاقيات البحث العلمي.
تضمنت الجلسة المحاضرات التالية:
● أ. د. مجدي شحاتة؛ مقرر مجلس أخلاقيات البحث العلمي، والأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس، قدم “نظرة عامة تاريخية حول المجلس وأهدافه واستراتيجيته، مع عرض فيديو عن مجلس أخلاقيات البحث العلمي”.
● أ. د. سعيد جويلي؛ أمين عام مجلس أخلاقيات البحث العلمي، وأستاذ القانون الدولي، ومستشار رئيس جامعة الزقازيق، عرض “موسوعة أخلاقيات البحث العلمي في مصر واقتراح الميثاق الأخلاقي المقدم من المجلس”.
● أ. د. وفاء عبد العال؛ أستاذ الباثولوجي ومدير وحدة التجارب الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، تحدثت عن “أخلاقيات الخلايا الجذعية والبنوك الحيوية”.
● أ. د. بهاء درويش؛ أستاذ الفلسفة بجامعة المنيا، تناول “الضوابط الأخلاقية للبحث العلمي في مجال استخدام التكنولوجيا الرقمية”.
● د. سارة عبد الجابر؛ أستاذ مساعد بقسم طب النانو – معهد علوم وتكنولوجيا النانو، جامعة كفر الشيخ، قدمت مداخلة بعنوان “أ”.
الجلسة الثانية: أخلاقيات البحث في العلوم الاجتماعية
أدار الجلسة أ. د. محمد الخزامي عزيز؛ أستاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة الفيوم، وعضو مجلس البحوث الاجتماعية والإنسانية والسكان بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. ركزت الجلسة على التحديات الأخلاقية في مجال العلوم الاجتماعية، وتضمنت المحاضرات:
● أ. د. محمد الخزامي عزيز؛ أستاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة الفيوم، وعضو مجلس البحوث الاجتماعية والإنسانية والسكان بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، قدم محاضرة بعنوان “أخلاقيات البحث العلمي في علم الجغرافيا: المبادئ والتحديات والتطبيقات”.
● أ. د. وليد رشاد زكي؛ أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وأمين مجلس البحوث الاجتماعية والإنسانية والسكان بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تحدث عن “أخلاقيات البحث في العلوم الاجتماعية بين السيولة المعرفية واللزوجة التطبيقية”.
● أ. د. أيمن زهري؛ خبير السكان ودراسات الهجرة، وعضو مجلس البحوث الاجتماعية والإنسانية والسكان بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تناول “أخلاقيات البحث العلمي في الدراسات السكانية في عصر البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي”.
الجلسة الثالثة: أخلاقيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات
أدار الجلسة أ. د. أحمد الشربيني؛ أستاذ نظم وشبكات الاتصالات بجامعة القاهرة، ومقرر مجلس بحوث الاتصالات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. ركزت هذه الجلسة على الأخلاقيات في مجال التكنولوجيا، وشملت المحاضرات:
● أ. د. وائل بدوي؛ أستاذ الذكاء الاصطناعي بالجامعة الروسية المصرية، وعضو مجلس بحوث الاتصالات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، قدم محاضرة عن “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي”.
● د. محمد خليف؛ استشاري وخبير التحول الرقمي، وعضو مجلس بحوث الاتصالات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تحدث عن “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجال الثقافي: الأخلاقيات والتحديات”.
● أ. د. إيمان مصطفى؛ أستاذ نظم المعلومات بجامعة زويل، وعضو مجلس بحوث الاتصالات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تناولت “الذكاء الاصطناعي والعلوم الطبية الحيوية: التوازن بين الابتكار والمسئولية”.
الجلسة الرابعة: أخلاقيات الثقافة والمعرفة
بعد استراحة شاي، استؤنفت فعاليات الملتقى بالجلسة الرابعة التي أدارها أ. د. شعبان الأمير؛ مقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وشارك في إداراتها الأستاذ الدكتور عبد الرازق فوقي عبد الرازق، والأستاذ أسامة أبو الفتوح، أعضاء المجلس. تناولت هذه الجلسة العلاقة بين العلم والثقافة والأخلاق، وتضمنت المحاضرات:
● أ. د. شعبان الأمير؛ الأستاذ بكلية الآثار جامعة الفيوم، وعميد المعهد التكنولوجي العالي للسياحة والفنادق بالمنيا، ومقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، قدم محاضرة بعنوان “ما بين المعبد والمعمل (أخلاقيات العلم والثقافة في الحضارة المصرية)”.
● أ. د. شريف حسين قنديل؛ أستاذ علوم المواد بمعهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية، وعضو مجلس بحوث الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تحدث عن “الثقافة العلمية ودعائم الأخلاق”.
● أ. د. طارق يحيى سليمان قابيل؛ الأستاذ بقسم التقنية الحيوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، وأمين وعضو مجلس بحوث الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، قدم محاضرة بعنوان “أخلاقيات البحث العلمي في عصر التحرير الجينومي: دور الثقافة والمعرفة والتواصل العلمي في عالم متغير”. وقد سلط الدكتور قابيل الضوء على التحديات الأخلاقية المعقدة التي يفرضها التحرير الجينومي (Genome Editing)، مثل التعديل على الخلايا الجرثومية (Germline Editing) وتداعياته على الأجيال القادمة، وضرورة تحقيق العدالة في الوصول إلى هذه التقنيات، وتجنب العواقب غير المقصودة (Off-target Effects). كما أكد على أهمية نشر الثقافة العلمية والمعرفة المتعمقة وتعزيز التواصل العلمي (Science Communication) لتمكين المجتمع من فهم هذه التقنيات والمشاركة في صياغة سياسات مسؤولة.
نحو مستقبل علمي مسؤول ومستنير
شارك أعضاء المجالس والحضور المهتمون في مناقشة رؤى مستقبلية حول دمج الأخلاقيات في العلوم البينية (Interdisciplinary Sciences)، مما يعكس أهمية التعاون بين التخصصات المختلفة لمواجهة التحديات الأخلاقية المعاصرة.
واختتم الملتقى بجلسة ختامية تم فيها عرض توصيات الملتقى، والتي من المتوقع أن تشكل خارطة طريق للجهود المستقبلية في تعزيز أخلاقيات البحث العلمي والثقافة في مصر والعالم العربي.
لقد كان “ملتقى أخلاقيات العلوم والثقافة في عالم متغير” حدثًا فارقًا، لم يقتصر على الاحتفال بمرور عشرين عامًا على تأسيس مجلس أخلاقيات البحث العلمي، بل كان منصة حقيقية لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية توجيه التقدم العلمي والتكنولوجي نحو خدمة الإنسانية. إن النقاشات التي دارت حول قضايا حساسة مثل التحرير الجينومي والذكاء الاصطناعي، تؤكد على أن الأخلاقيات ليست مجرد قيود، بل هي دعائم أساسية لبناء مستقبل علمي مسؤول ومستنير، يضمن أن يكون العلم قوة للخير والتقدم في عالمنا المتغير.

طارق قابيل
Author: طارق قابيل

يمثل الدكتور طارق قابيل نموذجًا بارزًا للعالم المصري الملتزم بتطوير العلوم. فمن خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، استطاع أن يساهم بشكل كبير في مجال الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في مصر. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير هذا المجال، وحقق إنجازات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي. حصل الدكتور قابيل على درجة الدكتوراه في الهندسة الوراثية من جامعة القاهرة بالتعاون مع جامعة كليمسون الأمريكية، حيث أجرى أبحاثًا رائدة في زراعة الأنسجة النباتية. عمل كأستاذ زائر في جامعة كليمسون وشارك في العديد من المشاريع البحثية الوطنية والدولية. يشغل الدكتور قابيل حاليًا منصب مقرر لجنة الآداب والعلوم الاجتماعية والثقافة العلمية بمكتب التقييم الفني لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، وأمين مجلس الثقافة والمعرفة بالأكاديمية الباحث الرئيسي لخريطة طريق التواصل العلمي، حيث يساهم في صياغة السياسات العلمية وتوجيه البحث العلمي نحو تحقيق التنمية المستدامة. كما أنه عضو في العديد من الجمعيات العلمية، مما يؤكد مكانته البارزة في المجتمع العلمي المصري والعربي. للدكتور طارق قابيل أكثر من 1000 مقال في تبسيط العلوم في أهم المجلات والجرائد العربية، ويعتبر رائدًا من رواد الثقافة العلمية في مصر، وتجسد إنجازات الدكتور قابيل التزامه العميق بتطوير العلوم ورفع مستوى البحث العلمي في مصر والعالم العربي. وبفضل جهوده المتواصلة، أصبح الدكتور طارق قابيل رمزًا للباحث المصري المبدع، الذي يسعى دائمًا إلى تطوير...

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


أكاديمية البحث العلمي

User Avatar

د. طارق قابيل

يمثل الدكتور طارق قابيل نموذجًا بارزًا للعالم المصري الملتزم بتطوير العلوم. فمن خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، استطاع أن يساهم بشكل كبير في مجال الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في مصر. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير هذا المجال، وحقق إنجازات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي. حصل الدكتور قابيل على درجة الدكتوراه في الهندسة الوراثية من جامعة القاهرة بالتعاون مع جامعة كليمسون الأمريكية، حيث أجرى أبحاثًا رائدة في زراعة الأنسجة النباتية. عمل كأستاذ زائر في جامعة كليمسون وشارك في العديد من المشاريع البحثية الوطنية والدولية. يشغل الدكتور قابيل حاليًا منصب مقرر لجنة الآداب والعلوم الاجتماعية والثقافة العلمية بمكتب التقييم الفني لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، وأمين مجلس الثقافة والمعرفة بالأكاديمية الباحث الرئيسي لخريطة طريق التواصل العلمي، حيث يساهم في صياغة السياسات العلمية وتوجيه البحث العلمي نحو تحقيق التنمية المستدامة. كما أنه عضو في العديد من الجمعيات العلمية، مما يؤكد مكانته البارزة في المجتمع العلمي المصري والعربي. للدكتور طارق قابيل أكثر من 1000 مقال في تبسيط العلوم في أهم المجلات والجرائد العربية، ويعتبر رائدًا من رواد الثقافة العلمية في مصر، وتجسد إنجازات الدكتور قابيل التزامه العميق بتطوير العلوم ورفع مستوى البحث العلمي في مصر والعالم العربي. وبفضل جهوده المتواصلة، أصبح الدكتور طارق قابيل رمزًا للباحث المصري المبدع، الذي يسعى دائمًا إلى تطوير علمه وخدمة مجتمعه. وقد ترك بصمة واضحة في مجال العلوم الأساسية، وفتح آفاقًا جديدة للباحثين الشبان.


عدد مقالات الكاتب : 40
الملف الشخصي للكاتب :

التالي

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *