يحتفل الناس اليوم بقدوم العام الجديد بالحفلات والألعاب النارية، ولكن هل تعلم أن المصريين القدماء احتفلوا أيضًا بالعام الجديد بطريقتهم الفريدة؟ كان مهرجان رأس السنة الجديدة، المعروف باسم وبت رنبت (Wepet Renpet)، حدثًا مهمًا في التقويم المصري، لكن تغير تاريخه بمرور الوقت، وفي بعض الأحيان كان يتم الاحتفال به عدة مرات في العام. إذن، كيف كان احتفال المصريون القدماء بالعام الجديد؟ وما هي التقاليد التي مارسوها؟ دعونا نتعمق في عالم مصر القديمة الرائع ونكتشف أسرار وبت رنبت.
محتويات المقال :
معاد غير ثابت
كان التقويم المصري القديم يتألف من 365 يومًا في السنة، لكنه كان يفتقر إلى مفهوم السنة الكبيسة. وكان هذا الغياب يعني أن تواريخ التقويم كانت تتحول تدريجيًا بالنسبة للفصول الفعلية. وهذا يعني أن مهرجان وبت رنبت، على سبيل المثال، كان “يتنقل عبر الفصول المناخية” بمرور الوقت.
عندما تم إنشاء التقويم المصري منذ حوالي 4800 عام، كان مهرجان ويبت رينبت قريبًا من الانقلاب الصيفي (الذي يحدث في 21 يونيو). وهذا قريب من الوقت الذي حدث فيه الفيضان السنوي لنهر النيل في مصر. حيث كان الفيضان السنوي يروي الأراضي الزراعية المجاورة، مما يسمح للمحاصيل بالنمو. وبحلول بداية المملكة الوسطى (حوالي 2030 إلى 1640 قبل الميلاد) كان وبت رنبت يقع بالقرب من الانقلاب الشتوي في ديسمبر.
عدة احتفالات في عام واحد
ومن المثير للاهتمام أن هناك أدلة تشير إلى أن المصريين كانوا يحتفلون أحيانًا بمهرجانات متعددة لعيد “ويبت رنبت” في غضون عام واحد. ففي معبد خنوم (المعروف أيضًا باسم معبد إسنا)، جنوب الأقصر، يُظهِر تقويم منقوش على جدار ثلاثة مهرجانات لعيد “ويبت رنبت” تحدث في غضون عام واحد. ويعود تاريخ هذا النقش إلى وقت ما بين منتصف القرن الأول ومنتصف القرن الثالث الميلادي أثناء الحكم الروماني في مصر.
يشير تحليل التقويم المنقوش إلى أن مهرجان وبت رنبت كان يُحتفل به في ثلاث مناسبات مميزة. اليوم الأول من السنة التقويمية المصرية، وعيد ميلاد الإمبراطور الروماني، وظهور نجم الشعرى اليمانية “من أسفل الأفق الشرقي بعد أن اختفى لعدة أشهر. وفي عام 2023، أفاد علماء الآثار أنهم عثروا على مشهد على سقف المعبد قد يقدم تصويرًا أسطوريًا للعام الجديد عندما يرتفع الشعرى اليمانية.
مظاهر احتفال المصريون القدماء بالعام الجديد
كانت احتفالات المصريين القدماء بوبت رنبت تشمل عبادة الآلهة وتذكر الموتى. وتشير الأدلة من المعابد في الجيزة وسقارة، التي تستشهد بوبت رنبت باعتباره مهرجانًا مهمًا، إلى أن الاحتفالات كانت تحدث أيضًا بجوار أهرامات الجيزة. كما تضمنت هذه الاحتفالات طقوسًا مثل تعريض تماثيل الآلهة لأشعة الشمس، من أجل تجديدها بواسطة أشعة الشمس. كما أنه في بعض الأحيان تم استبدال هذه التماثيل بأخرى جديدة خلال مهرجان ويبت رينبت.
وكانت الولائم جزءًا من احتفالات ليلة رأس السنة، كما هو موضح في المشاهد الموجودة على بعض المقابر المصرية القديمة. ومن العادات الأخرى تبادل الهدايا التي تتمنى لشخص ما عامًا جديدًا سعيدًا.
تبادل الهدايا
واحدة من الهدايا الأكثر شهرة المرتبطة بوبت رنبت هي “قارورة العام الجديد”، وهي وعاء عدسي الشكل مصنوع من الخزف المزجج. غالبًا ما كانت تُكتب على هذه القوارير نقوش تتمنى للشخص سنة جديدة سعيدة. كانت القوارير مخصصة للسوائل ولها سعة صغيرة إلى حد ما، وربما تكون مناسبة للزيوت المعطرة بدلاً من المشروبات
لقد سلطت ممارسة تبادل الهدايا أثناء وبت رنبت الضوء على الروابط والعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع المصري القديم. وكان الأصدقاء والعائلة يجتمعون للمشاركة في الاحتفالات، وتبادل الهدايا، ويتمنون لبعضهم البعض سنة جديدة سعيدة. ولم يقم هذا التقليد بتعزيز الروابط الاجتماعية فحسب، بل عزز أيضًا الشعور بالانتماء للمجتمع والتعاون الذي كان ضروريًا لبقاء المجتمع المصري القديم.
وهناك مثال على ذلك، معروض الآن في متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك، وقد صُنع لكاهن يُدعى أمنحتب. وذكر المتحف أن القارورة تحتوي على نقوش تطلب من الإلهين منتو وآمون رع أن يمنحا أمنحتب سنة جديدة سعيدة. وربما كانت القارورة مملوءة بالعطر أو الزيت أو الماء من نهر النيل، وكانت هدية مرتبطة بالاحتفال ببداية العام.
المصدر
How did the ancient Egyptians celebrate the new year? | live science
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :