Ad

علميا، لماذا نحلم بالكوابيس؟!

بالتأكيد تتذكر تلك اللحظة المرعبة التي فقدت فيها قدرتك على الجري بسرعة كافية للهروب من خطر أو سقوطك من ارتفاع كبير، وربما أيضا تتذكر فرحك عند ادراكك أنك كنت تحلم ليس الا! عندما تستيقظ مرعوبا من كابوس مزعج، قد تعتقد أنك الشخص الوحيد الذي جرب هذا وتبدأ في محاولة تفسير ما يحدث لك، لكن لا داعي للقلق فهي حادثة عفوية ولا أحد يقصد ايذائك!

تعتبر الأحلام جزء من الشبكة الافتراضية للمخ والتي تشمل نظام المناطق المترابطة، والذي يشمل بدوره ثلاث مناطق:

  • المهاد. “the thalamus”
  • قشرة الفص الجبهي الإنسي. “medial prefrontal cortex”
  • القشرة الحزامية الخلفية. “posterior cingulate cortex”

 والتي تكون نشطة خلال فترات هادئة نسبيا كالنوم. فالأحلام هي ذاكرة حديثة تتحول إلى ذاكرة قديمة يمكن الرجوع إليها لاحقًا، أما الكوابيس فهي ببساطة أحلام تتسبب في استجابة عاطفية قوية ولكنها غير سارة.

مرحلة “Rapid eye movement sleep – REM”

مرحلة من المراحل الأربعة للنوم، تتميز بعدم انتظام ضربات القلب، وزيادة معدلات التنفس، تقسم المرحلة إلى أربع أو خمس فترات تشكل معًا حوالي 20٪ من سباتنا. تميل الكوابيس إلى الحدوث أثناء فترة النوم تلك عندما تطول فواصل حركة العين السريعة. بينما نستعد للاستيقاظ، تبدأ الذكريات في الاندماج والتوحد، وينتج بعض الصور المتخيلة، بما في ذلك الصور الحية المرعبة التي نراها أثناء الكوابيس.

لماذا نحلم بالكوابيس؟!

لماذا نحلم بالكوابيس؟!

في حين أن الكوابيس الحقيقية أكثر شيوعًا بين الأطفال، إلا أن واحدًا من بين كل شخصين بالغين لديه كوابيس. وبين 2 – 8 ٪ من البالغين يعانون من الكوابيس. فماذا يسبب الكوابيس عند البالغين؟

الكوابيس عند البالغين غالبًا ما تكون عفوية، ولكن يمكن أن يكون سببها أيضًا مجموعة متنوعة من العوامل والاضطرابات الكامنة.

بعض الناس لديهم كوابيس بعد تناول وجبة خفيفة في وقت متأخر من الليل، والتي يمكن أن تزيد من التمثيل الغذائي “الأيض” وبالتالي الطاقة مما يجعل الدماغ أكثر نشاطا. من المعروف أيضًا أن هناك عددًا من الأدوية تسهم في تكرار الكابوس، وغالبا ما ترتبط الأدوية التي تعمل على المواد الكيميائية في الدماغ، مثل مضادات الاكتئاب والمخدرات.

يمكن أن تسبب الأدوية غير النفسية بما في ذلك بعض أدوية ضغط الدم مثلا، كوابيس لدى البالغين. وقد يسهم الحرمان من النوم في كوابيس البالغين، على الرغم من إمكانية حدوث ذلك، لم يتم التأكد مما إذا كانت هذه الدورة قد تؤدي إلى كوابيس فعلا.

كما أن هناك عدد من الدوافع النفسية التي تسبب الكوابيس في البالغين. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب القلق والاكتئاب وعادة اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) في حدوث كوابيس للأشخاص البالغين. كما يحدث ذلك غالبا عند حدوث حوادث لأشخاص مقربين أو الشخص نفسه، فيتكرر حدوث كوابيس مختلفة أو متماثلة لدى الشخص.

الكابوس سلاح ذو حدين.

بين الأشخاص الذين يعانون من الكوابيس، فإن أولئك الذين يشعرون بالقلق أو الاكتئاب يعانون من المزيد من الآثار النفسية السيئة، كما ارتبطت الكوابيس بالانتحار في علاقة غير مفهومة. نظرًا لأن الكوابيس قد يكون لها تأثير كبير على نوعية حياتك ، فمن المهم استشارة طبيب مختص إذا كنت تواجهها بانتظام. أما عن الجانب الجيد فيعتبرها البعض تنبيها جيدا لشئ ما يجب عمله وبالتالي فانها تجعلك واعيا دائما لتنجز ما تأخر! والا ان كانت غير مفيدة اطلاقا، فلماذا لم تختفي بتطورنا بمرور الزمن؟!

علاج الكوابيس في البالغين!

لحسن الحظ هناك خطوات يمكنك اتباعها مع طبيبك لتقليل تكرار كوابيسك والتأثير الذي تحدثه على حياتك، فطرق العلاج تأتي من تفادي أسبابها:

  • مثلا إذا كانت كوابيسك ناتجة عن دواء معين، تحدث اللى طبيبك لتغيير الجرعة أو الوصفة الطبية للتخلص من هذا التأثير الجانبي غير المرغوب فيه.
  • أما عن الاضطرابات المرضية المسببة لها فإن علاج الاضطراب الأساسي قد يساعد في تخفيف الأعراض.
  • كما يمكنك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مما سيساعد في تخفيف القلق والإجهاد الناجم عن الكابوس. قد تجد أن اليوغا والتأمل مفيدان أيضًا.

 

المصادر:

 

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب تطور

User Avatar

Mona Samir

كاتبة بموقع الأكاديمية بوست، طالبة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، تكتب في علوم الطب، الصيدلة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 17
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق