Ad

جانب من المشاركين في المؤتمر

في خطوة علمية رائدة تؤكد على مكانة مصر الريادية في البحث العلمي والتطور التكنولوجي، اختتمت كلية الدراسات العليا لعلوم النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة فعاليات مؤتمرها العلمي الثاني تحت عنوان “مستقبل تكنولوجيا النانو: فرص وحلول”. على مدار يومين حافلين بالمعرفة وتبادل الخبرات، وتحديداً في يومي 19 و20 يوليو 2025، شهدت قاعات الكلية بفرع جامعة القاهرة بمدينة الشيخ زايد تجمعاً لنخبة من العلماء والباحثين والخبراء، لمناقشة أحدث التطورات والابتكارات في عالم النانوتكنولوجي وتطبيقاتها المتعددة التي تمس كافة جوانب حياتنا. لقد كان هذا المؤتمر منارة للعلم والمعرفة، ومحطة أساسية لاستشراف مستقبل تقنيات النانو في ظل التحديات والفرص التي يفرضها العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وبهذه المناسبة، أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى الأستاذ الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، على رعايته الكريمة لهذا الحدث العلمي الهام، والتي تؤكد حرص الجامعة على دعم البحث العلمي والابتكار. وإلي الأستاذ الدكتور/ محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث لحضوره وافتتاحه المؤتمر بالنيابة عن رئيس الجامعة. كما اتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى الأستاذ الدكتور رباب الشريف، عميدة الكلية ورئيس المؤتمر، على قيادتها الحكيمة وجهودها الدؤوبة التي أثمرت عن تنظيم مؤتمر بهذا المستوى الرفيع من التميز. ولا يفوتنا أن نشكر الأستاذ الدكتور خالد سليمان، مقرر المؤتمر، والأستاذ الدكتور سها علي عبدالجواد، أمين المؤتمر، والأستاذة الدكتورة هبة حمامة وجميع أعضاء اللجنة المنظمة وجميع القائمين على هذا العمل الجاد، لجهودهم المخلصة التي بذلوها لضمان نجاح فعاليات المؤتمر وخروجه بهذه الصورة المشرفة. إن تضافر هذه الجهود هو ما يصنع الفارق ويقدم نموذجاً يحتذى به في التنظيم والإعداد للفعاليات العلمية الكبرى.

آفاق جديدة في التشخيص والعلاج والطاقة
شهد اليوم الأول من المؤتمر العلمي الثاني لكلية الدراسات العليا لعلوم النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، والذي انطلقت فعالياته صباح السبت 19 يوليو 2025، سلسلة من المحاضرات الرئيسية القيمة التي قدمها نخبة من أبرز العلماء والباحثين في مجال النانوتكنولوجي. وقد ألقت هذه المحاضرات الضوء على أحدث الابتكارات والتوجهات البحثية التي تعد بتحولات جذرية في مجالات حيوية متعددة.
افتتحت الجلسة الأستاذة الدكتورة حنان سليمان بمحاضرة حول “طرق اكتشاف الأورام وكيفية الوقاية منها”. تناولت الدكتورة حنان أحدث التقنيات النانوية المستخدمة في الكشف المبكر والدقيق عن الخلايا السرطانية، والتي تمثل حجر الزاوية في زيادة فرص الشفاء والوقاية من انتشار المرض. وأكدت على الدور المحوري لجسيمات النانو في تطوير أنظمة تشخيصية أكثر حساسية وكفاءة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة السرطان.
تلتها محاضرة الأستاذ الدكتور تحسين شعله وأستعرض فيها “تأثير الجسيمات النانوية على التنوع الحيوي الميكروبي في التربة”. قدم الدكتور تحسين رؤى معمقة حول كيفية تفاعل الجسيمات النانوية، سواء المنتجة صناعياً أو المتواجدة طبيعياً، مع الكائنات الدقيقة في التربة، وتأثير ذلك على صحة التربة والإنتاج الزراعي المستدام. وأشار إلى أهمية دراسة هذه التفاعلات لضمان الاستخدام الآمن والمستدام لتقنيات النانو في الزراعة.
من جانبه، قدم الأستاذ الدكتور إبراهيم الشربيني محاضرة بعنوان “الطب النانوي والأنظمة الذكية المبتكرة: ثورة في علاج وتشخيص الأمراض والتطبيقات الطبية المتقدمة – من المعمل إلى المجتمع”. ركز الدكتور الشربيني على الدور التحويلي للنانوتكنولوجي في الطب، من تطوير أدوية مستهدفة تقلل من الآثار الجانبية، إلى أنظمة توصيل الدواء الذكية، وأجهزة التشخيص المتطورة. وأكد على أهمية ترجمة هذه الابتكارات من المختبرات إلى تطبيقات عملية تفيد المجتمع وتحدث فرقاً حقيقياً في رعاية المرضى.

تلاه الأستاذ الدكتور داليا عبد الحميد بمحاضرة لافتة عن “تقنية النانو المستوحاة من الطبيعة: عامل رئيسي في تجديد العظام المعالَجة بالإشعاع”. سلطت الدكتورة داليا الضوء على كيفية استلهام العلماء من التصميمات الطبيعية لإنشاء مواد نانوية قادرة على تحفيز تجديد الأنسجة العظمية المتضررة من الإشعاع، مما يفتح أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من هذه المضاعفات.
بعد ذلك، قدم المهندس أحمد إبراهيم عرضاً تفصيلياً حول “تصنيع الأفلام الرقيقة النانوية باستخدام تقنية الرش الحراري والتبخير الحراري: التقنيات والتطبيقات”. أوضح المهندس أحمد كيف تُستخدم هذه التقنيات المتقدمة في إنتاج أفلام نانوية ذات خصائص فريدة، مما يفتح الباب أمام تطبيقات واسعة في مجالات مثل الإلكترونيات والطاقة الشمسية [المصدر: مراجعات هندسية ومقالات في.
واختتمت الجلسة بمحاضرة للدكتورة إيمان مصطفى بعنوان “تمكين المهندسين الشباب: الطاقة الشمسية وتكنولوجيا النانو من أجل اقتصاد عربي مستدام وإدارة ذكية للمياه”. ركزت الدكتورة إيمان على دور الأجيال الشابة من المهندسين في قيادة التحول نحو استخدام الطاقة المتجددة وتطوير حلول مستدامة لإدارة الموارد المائية، مؤكدة على أن تقنيات النانو هي مفتاح تحقيق هذا الهدف.
لقد قدم اليوم الأول للمؤتمر لمحة شاملة عن التطورات الهائلة في مجال النانوتكنولوجي، مؤكداً على قدرتها على إحداث ثورة في قطاعات حيوية مثل الصحة، والزراعة، والطاقة، والبيئة، مما يعزز الرؤية الشاملة لمستقبل قائم على الابتكار والاستدامة.

تكامل النانو مع الذكاء الاصطناعي لمستقبل أفضل
شهد اليوم الثاني من المؤتمر العلمي الثاني لكلية الدراسات العليا لعلوم النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، الذي أقيم يوم الأحد 20 يوليو 2025، استكمالاً للزخم العلمي المتميز، مع تركيز خاص على التفاعلات المثمرة بين تقنية النانو والذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة، بالإضافة إلى جلسة حوارية محورية حول التواصل العلمي.
الجلسة الأولى: النانو في مواجهة التحديات الصحية
انطلقت فعاليات اليوم الثاني بالجلسة الأولى التي تناولت تطبيقات النانو في المجال الصحي والطب الدقيق:
د. أماني عبد الفتاح بيومي استعرضت “دور تقنية النانو في علوم السموم الجنائية والإكلينيكية”. تناولت الدكتورة أماني كيفية استخدام الجسيمات النانوية في تحسين كفاءة ودقة الكشف عن السموم والمواد الضارة في العينات البيولوجية، مما يعزز قدرة الطب الشرعي والطب الإكلينيكي على توفير تشخيصات دقيقة وموثوقة.
د. إحسان أحمد يحيى عثمان شرقاوي قدمت محاضرة عن “التعاون بين تقنية النانو والذكاء الاصطناعي في التمريض: مراجعة للتقنيات الذكية لرعاية المرضى الدقيقة”. أبرزت الدكتورة إحسان كيف يمكن للتآزر بين النانو والذكاء الاصطناعي أن يحدث ثورة في رعاية المرضى، من خلال تطوير أجهزة استشعار ذكية يمكن ارتداؤها، وأنظمة مراقبة صحية دقيقة، وأدوات مساعدة للممرضين تعزز من جودة الرعاية المقدمة.
د. دعاء عبد الفضيل تناولت موضوعاً حيوياً في محاضرة بعنوان “النانو تكنولوجي مع العلاج الضوئي الديناميكي: استراتيجية واعدة لإدارة مرض السرطان”. شرحت الدكتورة دعاء كيف يمكن للجسيمات النانوية أن تعزز فعالية العلاج الضوئي الديناميكي، وهو نهج علاجي يستخدم الضوء لتدمير الخلايا السرطانية، من خلال توصيل العوامل الحساسة للضوء (Photosensitizers) بشكل مستهدف إلى الأورام، مما يقلل من الآثار الجانبية على الأنسجة السليمة.
منار طاهر المرسي قدمت بحثاً حول “استهداف البلعميات المرتبطة بالأورام باستخدام ناقلات نانوية لعلاج سرطان الثدي: خطوة نحو تطوير علاجات مبتكرة مضادة للسرطان”. سلطت منار الضوء على استراتيجية واعدة تستخدم الناقلات النانوية لاستهداف نوع معين من الخلايا المناعية (البلعميات) التي تلعب دوراً في نمو الأورام، وذلك بهدف تطوير علاجات أكثر فعالية وتخصصية لسرطان الثدي.
• أحمد فهمي ناقش “دور تقنية النانو في تعزيز أداء زراعة الأسنان”. أوضح أحمد كيف تساهم المواد النانوية في تحسين خصائص مواد زراعة الأسنان، مثل زيادة قوة الالتصاق بالنسيج العظمي ومقاومة العدوى، مما يعزز من نجاح عمليات زراعة الأسنان وطول عمرها.

الابتكار في الطاقة والبيئة والعلوم الأساسية
تابعت الجلسة الثانية من اليوم الثاني استكشاف تطبيقات النانو في مجالات الطاقة والبيئة والعلوم الأساسية:
مريم الروي قدمت عرضاً عن “التآزر بين الذكاء الاصطناعي وتقنية النانو في إنتاج وقود الديزل الحيوي من الجيل الجديد: دراسة شاملة حول التوسع والكفاءة والاستدامة”. ركزت مريم على الدور المزدوج للذكاء الاصطناعي والنانو في تحسين عمليات إنتاج الوقود الحيوي، مما يعزز كفاءة الإنتاج ويساهم في تحقيق الاستدامة البيئية.
ريم حاتم تناولت “تطورات التقنيات السائلة الدقيقة مع الذكاء الاصطناعي في الكشف عن مسببات الأمراض المنقولة عبر المياه”. عرضت ريم كيف يمكن دمج التقنيات الميكروفلويدية (Microfluidics) مع الذكاء الاصطناعي والنانو لتطوير أنظمة سريعة ودقيقة للكشف عن الملوثات ومسببات الأمراض في المياه، مما له تأثير كبير على الصحة العامة وسلامة المياه.
السيد حسين الشرقاوي ناقش “تقنيات النانو في أمراض الأعصاب التنكسية”. استعرض السيد حسين كيفية استخدام الجسيمات النانوية لتوصيل الأدوية عبر الحاجز الدموي الدماغي، وهو تحدٍ كبير في علاج أمراض مثل الزهايمر وباركنسون، مما يفتح آمالاً جديدة لتطوير علاجات لهذه الأمراض المستعصية.
السيد عبد الرحمن عاطف إبراهيم قدم بحثاً حول “إنتاج الهيدروجين الأخضر وأنابيب الكربون النانوية من أقطاب بطاريات الجرافيت المعاد تدويرها بتقنية القوس العالي في نظام مغلق”. تناول السيد عبد الرحمن نهجاً مبتكراً لإعادة تدوير مواد البطاريات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو وقود نظيف، بالإضافة إلى أنابيب الكربون النانوية ذات التطبيقات الصناعية المتعددة، مما يعزز من مفهوم الاقتصاد الدائري والاستدامة.
• واختتمت الجلسة بمحاضرة للأستاذ الدكتور أسامة صابر يحيى محمد عن “تصنيع مركب بوليمري حراري عكسي جديد”. قدم الدكتور أسامة تفاصيل حول تطوير مركب بوليمري ذكي يمكن أن يغير خصائصه بناءً على درجة الحرارة، مما يفتح آفاقاً لتطبيقات جديدة في مجالات مثل الأجهزة الطبية الذكية أو المواد التكيفية.
لقد أظهرت هذه الجلسات الثراء والتنوع في الأبحاث الجارية في مجال النانوتكنولوجي، وقدرتها على تقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية في مجالات الصحة، والطاقة، والبيئة، مؤكدة على الدور المحوري للتكامل بين النانو والذكاء الاصطناعي.

سد الفجوة بين العلم والإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي
كانت الجلسة الحوارية الختامية للمؤتمر العلمي الثاني لكلية الدراسات العليا لعلوم النانو تكنولوجي، والتي عُقدت يوم الأحد 20 يوليو 2025 من الساعة 1:00 ظهراً إلى 3:00 عصراً، هي المحور الأبرز وذروة النقاشات في المؤتمر. تحت عنوان “التواصل العلمي في عهد الذكاء الاصطناعي: سد الفجوة بين الإعلاميين والباحثين في النانوتكنولوجي”، جمعت هذه الجلسة الاستثنائية كوكبة من خبراء التواصل العلمي والإعلاميين المرموقين، لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية إيصال علوم النانو المعقدة إلى الجمهور الواسع وصناع القرار في عصر يشهد تطوراً غير مسبوق في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أهمية الجلسة: جسر بين العلم والمجتمع
في ظل التطورات الهائلة والسريعة في مجالي النانوتكنولوجي والذكاء الاصطناعي، بات من الضروري تفعيل آليات تواصل علمي فعالة لضمان وصول المعرفة الدقيقة والمعقدة إلى كل فئات المجتمع. هذه الجلسة لم تكن مجرد نقاش، بل كانت دعوة لتأمل التحديات والفرص في إيصال مفاهيم وأبحاث النانو للجمهور وصناع القرار ووسائل الإعلام، مع التركيز بشكل خاص على دور الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة لتبسيط ونشر المعرفة العلمية.
لقد هدفت هذه الجلسة إلى بناء جسور حيوية بين البحث العلمي والإعلام، من خلال:
• تسليط الضوء على أهمية تبسيط علوم النانو للجمهور:
فمع تعقيد هذه العلوم، يصبح التبسيط ضرورة حتمية لضمان الفهم العام.
• استكشاف دور الذكاء الاصطناعي كأداة قوية في التواصل العلمي: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم حلولاً مبتكرة لتبسيط المعلومات وإنتاج المحتوى العلمي الجذاب.
• مناقشة التحديات المشتركة بين الباحثين والإعلاميين وكيفية تجاوزها: فغالباً ما توجد فجوة بين لغة البحث العلمي الدقيقة ولغة الإعلام الموجهة للجمهور.
• تقديم استراتيجيات عملية لبناء جسور التعاون الفعال: لضمان تدفق المعلومات العلمية بشكل صحيح وموثوق.
المتحدثون وقادة الجلسة: خبرات متكاملة
قاد هذه الجلسة الحوارية الملهمة الدكتور طارق قابيل، الباحث الرئيسي لخارطة الطريق الوطنية “مستقبل التواصل العلمي في مصر ودوره في الإعلام العلمي”، وأمين وعضو مجلس بحوث الثقافة والمعرفة – أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. بصفته مديراً للجلسة، أدار الدكتور قابيل النقاش بحرفية عالية، مفسحاً المجال للمتحدثين لعرض وجهات نظرهم الغنية.
ضمت قائمة المتحدثين:
• الأستاذ أشرف أمين:
مدير تحرير ورئيس القسم العلمي بجريدة الأهرام، ومحرر علمي، ومدرب إعلامي، ومنتج محتوى، ومخطط إعلامي. قدم الأستاذ أمين رؤى قيمة من منظور إعلامي ذو خبرة، مؤكداً على أهمية الدقة والتبسيط في نقل المعلومة العلمية للجمهور العريض، وكيف يمكن للإعلام أن يكون شريكاً أساسياً في نشر الوعي العلمي.
• الأستاذة بثينة أسامة: رئيس تحرير النسخة العربية، والمنسق الإقليمي لموقع “سايدف.نت” (SciDev.Net). شاركت الأستاذة بثينة تجربتها في إدارة منصة عالمية متخصصة في التواصل العلمي، مؤكدة على دور المنصات الرقمية في نشر المعرفة العلمية، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز من كفاءة هذا النشر والوصول إلى فئات أوسع من الجمهور.
نحو مستقبل تواصل علمي أكثر فعالية
اختتمت الجلسة بالتأكيد على أن المستقبل يتطلب تضافر الجهود بين كافة الأطراف المعنية – الباحثين، والإعلاميين، وصناع السياسات، والمؤسسات التعليمية – لتعزيز التواصل العلمي. يجب أن يكون الهدف المشترك هو بناء ثقافة علمية راسخة في المجتمع، تمكن الأفراد من فهم التطورات العلمية، واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة.
كانت هذه الجلسة دعوة واضحة للمشاركين من طلبة الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس والباحثين في مجال النانو، والمهتمين بالسياسات العلمية والتنمية المستدامة، والإعلاميين والصحفيين العلميين، للانضمام إلى هذا الحوار الهام. لقد قدمت رؤى قيمة واستراتيجيات عملية لبناء مستقبل أفضل للتواصل العلمي في مصر والمنطقة العربية، مستفيدين من الإمكانيات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.
رؤية لمستقبل مشرق بتقنيات النانو
لقد شكل المؤتمر العلمي الثاني لكلية الدراسات العليا لعلوم النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، الذي انعقد على مدار يومي 19 و 20 يوليو 2025، محطة هامة في مسيرة البحث العلمي والتطور التكنولوجي في مصر والمنطقة. لقد أتاح المؤتمر منصة فريدة لتبادل الخبرات وعرض أحدث الابتكارات في مجال النانوتكنولوجي، مؤكداً على قدرة هذه التقنية الواعدة على إحداث تحولات جذرية في قطاعات حيوية مثل الطب، والطاقة، والزراعة، والبيئة.
من اكتشاف الأورام وعلاج السرطان، إلى تعزيز أداء زراعة الأسنان، وإنتاج الوقود الحيوي، والكشف عن مسببات الأمراض في المياه، وإعادة تدوير المواد، وصولاً إلى تطوير مواد بوليمرية ذكية؛ قدم الباحثون عروضاً مذهلة عكست عمق وتنوع الأبحاث الجارية في الكلية، وتعاونها مع جهات بحثية وصناعية أخرى. كما برز بوضوح الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة هذه الاكتشافات وتعظيم تأثيرها.
ولم يقتصر المؤتمر على عرض الإنجازات البحثية فحسب، بل امتد ليشمل نقاشات معمقة حول كيفية إيصال هذه المعرفة إلى الجمهور العام. فكانت الجلسة الحوارية الختامية حول “التواصل العلمي في عهد الذكاء الاصطناعي” بمثابة تتويج لفعاليات المؤتمر، حيث أكدت على ضرورة سد الفجوة بين الباحثين والإعلاميين لضمان نشر الوعي العلمي الصحيح والموثوق به، والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في تبسيط ونشر المعلومة العلمية المعقدة.
وفي الختام، أتقدم بالشكر الجزيل لجامعة القاهرة وقياداتها على دعمهم اللامحدود للبحث العلمي، ولعمادة كلية الدراسات العليا لعلوم النانو تكنولوجي ولجانها المنظمة على جهودهم الجبارة التي أثمرت عن هذا الحدث البارز ولجميع المشاركين في المؤتمر على الحضور اللافت والمشاركة الفاعلة في الحوارات العلمية المتميزة. إن نجاح هذا المؤتمر هو دليل على الرؤية الثاقبة والجهود المتواصلة نحو بناء مستقبل علمي مشرق لمصر والعالم العربي، يعتمد على الابتكار، والاستدامة، والتواصل الفعال بين العلم والمجتمع. ونتطلع إلى النسخ القادمة من هذا المؤتمر لمواصلة هذا الزخم العلمي وتحقيق المزيد من الإنجازات في رحاب النانوتكنولوجي.

طارق قابيل
Author: طارق قابيل

يمثل الدكتور طارق قابيل نموذجًا بارزًا للعالم المصري الملتزم بتطوير العلوم. فمن خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، استطاع أن يساهم بشكل كبير في مجال الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في مصر. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير هذا المجال، وحقق إنجازات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي. حصل الدكتور قابيل على درجة الدكتوراه في الهندسة الوراثية من جامعة القاهرة بالتعاون مع جامعة كليمسون الأمريكية، حيث أجرى أبحاثًا رائدة في زراعة الأنسجة النباتية. عمل كأستاذ زائر في جامعة كليمسون وشارك في العديد من المشاريع البحثية الوطنية والدولية. يشغل الدكتور قابيل حاليًا منصب مقرر لجنة الآداب والعلوم الاجتماعية والثقافة العلمية بمكتب التقييم الفني لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، وأمين مجلس الثقافة والمعرفة بالأكاديمية الباحث الرئيسي لخريطة طريق التواصل العلمي، حيث يساهم في صياغة السياسات العلمية وتوجيه البحث العلمي نحو تحقيق التنمية المستدامة. كما أنه عضو في العديد من الجمعيات العلمية، مما يؤكد مكانته البارزة في المجتمع العلمي المصري والعربي. للدكتور طارق قابيل أكثر من 1000 مقال في تبسيط العلوم في أهم المجلات والجرائد العربية، ويعتبر رائدًا من رواد الثقافة العلمية في مصر، وتجسد إنجازات الدكتور قابيل التزامه العميق بتطوير العلوم ورفع مستوى البحث العلمي في مصر والعالم العربي. وبفضل جهوده المتواصلة، أصبح الدكتور طارق قابيل رمزًا للباحث المصري المبدع، الذي يسعى دائمًا إلى تطوير...

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 2.3]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


أكاديمية البحث العلمي

User Avatar

د. طارق قابيل

يمثل الدكتور طارق قابيل نموذجًا بارزًا للعالم المصري الملتزم بتطوير العلوم. فمن خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، استطاع أن يساهم بشكل كبير في مجال الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في مصر. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير هذا المجال، وحقق إنجازات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي. حصل الدكتور قابيل على درجة الدكتوراه في الهندسة الوراثية من جامعة القاهرة بالتعاون مع جامعة كليمسون الأمريكية، حيث أجرى أبحاثًا رائدة في زراعة الأنسجة النباتية. عمل كأستاذ زائر في جامعة كليمسون وشارك في العديد من المشاريع البحثية الوطنية والدولية. يشغل الدكتور قابيل حاليًا منصب مقرر لجنة الآداب والعلوم الاجتماعية والثقافة العلمية بمكتب التقييم الفني لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، وأمين مجلس الثقافة والمعرفة بالأكاديمية الباحث الرئيسي لخريطة طريق التواصل العلمي، حيث يساهم في صياغة السياسات العلمية وتوجيه البحث العلمي نحو تحقيق التنمية المستدامة. كما أنه عضو في العديد من الجمعيات العلمية، مما يؤكد مكانته البارزة في المجتمع العلمي المصري والعربي. للدكتور طارق قابيل أكثر من 1000 مقال في تبسيط العلوم في أهم المجلات والجرائد العربية، ويعتبر رائدًا من رواد الثقافة العلمية في مصر، وتجسد إنجازات الدكتور قابيل التزامه العميق بتطوير العلوم ورفع مستوى البحث العلمي في مصر والعالم العربي. وبفضل جهوده المتواصلة، أصبح الدكتور طارق قابيل رمزًا للباحث المصري المبدع، الذي يسعى دائمًا إلى تطوير علمه وخدمة مجتمعه. وقد ترك بصمة واضحة في مجال العلوم الأساسية، وفتح آفاقًا جديدة للباحثين الشبان.


عدد مقالات الكاتب : 29
الملف الشخصي للكاتب :

التالي

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *