Ad

أعلنت وكالة ناسا في بيان يوم 7 يناير أن القمر الصناعي “LignoSat” تم إطلاقه بنجاح من محطة الفضاء الدولية (ISS) في ديسمبر 2024. وهو أول قمر صناعي خشبي في العالم بحجم كوب القهوة ومصنوع من خشب الماجنوليا. وتهدف هذه المهمة المبتكرة إلى معالجة المشكلة المتزايدة للنفايات الفضائية من خلال إنشاء مركبة فضائية قابلة للتحلل

مشكلة النفايات الفضائية

لقد أصبح الفضاء مليئًا بالحطام الناجم عن الأنشطة البشرية. ولم يعد القلق المتزايد بشأن النفايات الفضائية قضية معزولة، بل أصبح مشكلة ملحة تهدد نسيج استكشاف الفضاء ذاته. حيث يدور أكثر من 9300 طن من الأجسام الفضائية، بما في ذلك الأقمار الصناعية البائدة وبقايا الصواريخ، حول كوكبنا، مما يشكل خطرًا كبيرًا على المركبات الفضائية العاملة وحياة الإنسان.

ويمكن أن تصطدم النفايات الفضائية بالأقمار الصناعية العاملة، مما يتسبب في أضرار كارثية وتعطيل الخدمات الحيوية مثل الاتصالات والملاحة والتنبؤ بالطقس. وفي الحالات القصوى، يمكن لقطع كبيرة من الحطام أن تنجو من العودة إلى الغلاف الجوي، مما يشكل تهديدًا لحياة الإنسان والبنية التحتية.

إن المعادن اللامعة التي تصنع منها الأقمار الصناعية، مثل التيتانيوم والألمنيوم خفيفي الوزن، تزيد من سطوع السماء الليلية الإجمالي بأكثر من 10٪ على أجزاء كبيرة من الكوكب، مما يخلق تلوثًا ضوئيًا محيطيًا يجعل الظواهر الفضائية البعيدة أكثر صعوبة في الكشف عنها.

كما أن المركبات الفضائية المصنوعة من المعدن باهظة الثمن وتشكل تهديدًا لمحطة الفضاء الدولية والمركبات الفضائية الأخرى التي تحمل البشر. وإذا كانت كبيرة بما يكفي للصمود عند إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي، فقد تهدد البشر على الأرض أيضًا.

أول قمر صناعي خشبي في العالم

لا يحترق الخشب أو يتعفن في الفراغ الذي لا حياة فيه في الفضاء، لكنه سيحترق ويتحول إلى رماد ناعم عند إعادة دخوله إلى الغلاف الجوي للأرض. مما يجعله مادة قابلة للتحلل البيولوجي مفيدة بشكل مدهش للأقمار الصناعية المستقبلية.

وقد تم تمهيد الطريق لإطلاق “LignoSat” من خلال سلسلة من التجارب على متن محطة الفضاء الدولية في وقت سابق من عام 2024. حيث أرسل العلماء ثلاث عينات خشبية من الماجنوليا، والكرز، والبتولا إلى المحطة الفضائية لاختبار متانتها في الفضاء. وبعد عشرة أشهر من التعرض لدرجات الحرارة القصوى والأشعة الكونية والجزيئات الشمسية، شعر الباحثون بسعادة غامرة لعدم العثور على أي علامات للتشوه أو التحلل. واستقر الباحثون على خشب الماغنوليا لأنه أقل عرضة للانقسام أو الكسر أثناء التصنيع.

أول قمر صناعي خشبي
المنظر الداخلي لهيكل القمر الصناعي LignoSat حقوق الصورة: جامعة كيوتو

مستقبل أكثر اخضرارًا لاستكشاف الفضاء

إن “LignoSat” يمهد الطريق لجيل جديد من المركبات الفضائية القابلة للتحلل والتي يمكن أن تقلل من الكمية المذهلة من النفايات الفضائية التي تدور حول كوكبنا. ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لمستقبل السفر إلى الفضاء، وكيف يمكن للأقمار الصناعية الخشبية أن يكون لها تأثير ملموس على حياتنا اليومية؟

لن تؤدي هذه المركبات الفضائية الصديقة للبيئة إلى تقليل النفايات الفضائية فحسب، بل ستوفر أيضًا بديلاً أكثر صداقة للبيئة للأقمار الصناعية التقليدية القائمة على المعادن. بفضل قدرتها على الاحتراق والتفكك عند العودة إلى الغلاف الجوي، يمكن للأقمار الصناعية الخشبية أن تقلل بشكل كبير من مخاطر الاصطدامات والأضرار التي تلحق بالمركبات الفضائية العاملة.

علاوة على ذلك، فإن تطوير الأقمار الصناعية القابلة للتحلل البيولوجي من الممكن أن يلهم الحلول المبتكرة لمعالجة المشاكل البيئية التي تواجهها الأرض. ومن خلال تسخير نفس التكنولوجيا المستخدمة لإنشاء “LignoSat”، يستطيع العلماء تطوير مواد مستدامة للتطبيقات الأرضية، مثل التغليف القابل للتحلل، أو مواد البناء، أو حتى البنية التحتية الخضراء.

المصدر

NASA and Japan launch world’s 1st wooden satellite into orbit. Here’s why it could help solve a huge problem for our planet. | live science

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


تقنية فضاء

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 612
الملف الشخصي للكاتب :

التالي

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *