أثار لينكد إن (LinkedIn)، منصة تواصل اجتماعي تركز على الأعمال والتوظيف، جدلاً بإعلانه أنه يستخدم بياناتك لتدريب الذكاء الاصطناعي. ولكن ماذا يعني هذا بالضبط، وكيف يتم استخدام بياناتك؟ وهل يمكنك إيقاف ذلك؟
محتويات المقال :
عندما تستخدم LinkedIn، فإنك لا تتصفح قوائم الوظائف أو تتواصل مع الزملاء فحسب، بل تقوم أيضًا بإنشاء البيانات. في كل مرة تقوم فيها بتسجيل الدخول، أو نشر مقال، أو تقديم تعليقات، فإنك تقوم بإنشاء مسار رقمي يمكن استخدامه لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي (AI). ولكن هل توقفت يومًا عن التفكير فيما يحدث بالضبط لتلك البيانات، وكيف يتم استخدامها لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي تلك؟
الحقيقة هي أن بياناتك تعد موردًا قيمًا يمكن استخدامه لتعليم أنظمة الذكاء الاصطناعي كيفية أداء مهام مثل إنشاء المحتوى والتعرف على الصور وحتى التعرف على الوجه. عند تحميل صورة ملف شخصي، على سبيل المثال، يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي في LinkedIn استخدام تلك الصورة لمعرفة كيفية التعرف على الوجوه وتحسين قدرات التعرف على الوجه.
لكنها ليست مجرد صورة ملفك الشخصي. حيث يمكن استخدام أي بيانات تقدمها على المنصة، بدءًا من خبرتك العملية وحتى مهاراتك اللغوية، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. حتى تفاعلاتك مع النظام، مثل عدد المرات التي تستخدم فيها LinkedIn أو أنواع المحتوى الذي تتفاعل معه، يمكن استخدامها لضبط هذه النماذج.
إذن، ماذا يعني هذا بالنسبة لك؟ حسنًا، من ناحية، يمكن للميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل إنشاء المحتوى وبناء السيرة الذاتية أن تجعل حياتك أسهل من خلال تقديم اقتراحات مفيدة وأتمتة المهام الشاقة. ومن ناحية أخرى، فإن استخدام بياناتك لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي يثير أسئلة مهمة حول الخصوصية والموافقة والتحكم.
يعود تاريخ دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أوائل عام 2010، عندما استحوذت شركة فيسبوك على شركة (Face.com) الناشئة للتعرف على الوجه. تمثل هذه الخطوة بداية حقبة جديدة في ميزات وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومنذ ذلك الحين، تم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتحسين تجارب المستخدم.
في منتصف عام 2010، بدأت منصات التواصل الاجتماعي في استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى. تويتر (إكس حاليًا)، على سبيل المثال، قدم ميزة تسمح للمستخدمين بإنشاء تغريدات بناءً على منشوراتهم السابقة. وبالمثل، أطلق فيسبوك أداة لاقتراح المحتوى مدعومة بالذكاء الاصطناعي للشركات.
لقد أدى ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل (GPT-3) إلى نقل إنشاء المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى المستوى التالي. حيث يمكن لهذه النماذج إنشاء نص يشبه النص البشري، مما يتيح لمنصات الوسائط الاجتماعية تقديم ميزات مثل اقتراحات الكتابة الآلية وروبوتات الدردشة.
في كل مرة تنشر فيها مقالًا أو تشارك تحديثًا أو تتفاعل مع الآخرين على LinkedIn، فإنك تقوم بإنشاء بيانات يمكن استخدامها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. تتضمن هذه البيانات تفاصيل مثل منشوراتك ومقالاتك وعدد مرات استخدامك للمنصة وتفضيلات اللغة وأي تعليقات أرسلتها إلى الشركة. ويتم بعد ذلك استخدام هذه المعلومات “لتحسين أو تطوير خدمات LinkedIn”، وفقًا لموقع الشركة الإلكتروني.
ولكن ماذا يعني هذا على أرض الواقع؟ على سبيل المثال، إذا قمت بنشر مقال حول النصائح التي تلقيتها من مثلك الأعلى مع ذكر اسمه، فقد تتضمن ميزة اقتراحات الكتابة التوليدية في LinkedIn تلك الأسماء. تستخدم هذه الميزة البيانات من ملفك الشخصي لإنشاء نص، والذي يمكنك بعد ذلك تعديله أو مراجعته قبل النشر.
السؤال هو، هل أنت مرتاح لاستخدام بياناتك بهذه الطريقة؟ هل تريد المساهمة في نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمنصة دون موافقتك الصريحة؟ قد تعتمد الإجابة على مدى تقديرك لفوائد الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مقابل مخاوفك بشأن خصوصية البيانات.
أثار قرار تسجيل المستخدمين تلقائيًا في برنامج LinkedIn للتدريب على الذكاء الاصطناعي جدلاً، حيث شعر العديد من المستخدمين أنه لم يتم الحصول على موافقتهم بشكل صحيح. وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف بشأن خصوصية البيانات وانعدام الشفافية في كيفية استخدام بيانات المستخدم.
يكمن جوهر المشكلة في مفهوم الاشتراك في الموافقة مقابل إلغاء الاشتراك. هل يجب أن يُطلب من المستخدمين الاشتراك بشكل استباقي في البرامج التي تستخدم بياناتهم، أم أنه من المعقول افتراض أنهم سينسحبون إذا لم يكونوا مرتاحين للشروط؟
لا ينبغي على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اتخاذ مجموعة من الخطوات للتراجع عن خيار اتخذته الشركة من أجلنا جميعًا. ويتردد صدى هذا الشعور لدى العديد من المستخدمين الذين يشعرون أنه كان ينبغي منحهم خيار اختيار المشاركة في برنامج التدريب على الذكاء الاصطناعي أم لا منذ البداية.
يثير الجدل أيضًا تساؤلات حول مسؤولية شركات مثل LinkedIn في الالتزام بالشفافية بشأن كيفية استخدام بيانات المستخدم. وبينما تدعي الشركة أن المستخدمين لديهم خيارات عندما يتعلق الأمر بكيفية استخدام بياناتهم، فإن العديد من المستخدمين أصبحوا الآن على دراية ببرنامج تدريب الذكاء الاصطناعي وحقيقة أن بياناتهم تُستخدم دون موافقتهم الصريحة.
مع استمرار اتساع نطاق الجدل الدائر حول التسجيل التلقائي، فمن الواضح أن المستخدمين يريدون مزيدًا من التحكم في بياناتهم واتصالات أكثر وضوحًا من الشركات حول كيفية استخدامها. هل ستأخذ لينك إن والشركات الأخرى في الاعتبار هذه المخاوف، أم أنها ستستمر في دفع حدود ما هو مقبول عندما يتعلق الأمر ببيانات المستخدم؟
وفقًا لموقع LinkedIn، فإن إلغاء الاشتراك يمنع LinkedIn والشركات التابعة لها من استخدام البيانات الشخصية والمحتوى لتدريب النماذج في المستقبل ولكنه لا يلغي أو يؤثر على التدريب الذي تم بالفعل.
وقالت الشركة على موقعها على الإنترنت، أن هذا الإعداد متاح في البداية للأعضاء الذين يقع موقع ملفهم الشخصي خارج الاتحاد الأوروبي أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو سويسرا. وإذا كنت تعيش في هذه المناطق، فلن تستخدم LinkedIn والشركات التابعة لها بياناتك الشخصية أو المحتوى الخاص بك على LinkedIn لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية أو ضبطها لإنشاء المحتوى دون إشعار آخر.
وقالت الشركة إنها تستخدم تقنية تعزيز الخصوصية لحذف أو إزالة البيانات الشخصية من مجموعات البيانات التي تستخدمها لتدريب الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة للأعضاء الذين يستخدمون ميزة الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء المحتوى، سيتم تخزين أي معلومات يقدمونها والمعلومات التي يتم إنشاؤها بواسطة مطالباتهم حتى يحذف العضو البيانات.
LinkedIn is using your data to train generative AI models. Here’s how to opt out. | usa today
توصل باحثون إلى اكتشاف رائد يمكن أن يحدث ثورة في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء. لقد…
مع تصاعد التوترات حول نهر النيل، الذي يشكل شريان حياة بالغ الأهمية لملايين البشر في…
من المتوقع أن تشهد البشرية في السنوات القليلة المقبلة تطورات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي.…
مقاومة المضادات الحيوية، التي تمثل تهديدًا صحيًا عالميًا متزايدًا، لها سبب مفاجئ وهي التربة. حيث…
في عالم الفلسفة الإسلامية، تم التغاضي عن مفهوم رائع لعدة قرون. لقد كانت الأحادية (monism)،…
من خلال إعادة التفكير في افتراضاتنا حول الحياة خارج الأرض، يتحدانا عالمان للنظر في إمكانية…