إحدى الطرق التي يحافظ بها الجسم على توازنه هي استخدام «رسائل كيميائية-chemical messengers» تسمى «الهرمونات-hormones»، وهي التي تنظم الوظائف المختلفة، تفرز الغدة الكظرية الموجودة فوق الكليتين هرمونات مهمة وضرورية لحياة صحية.
عندما يحدث خلل أو قصور بعمل هذه الغدة، يُصاب المريض بما يُعرف مرض أديسون، وهي حالة نادرة، تصيب واحد فقط من كل 100000 شخص، يمكن أن تحدث للرجال والنساء على حدٍ سواء، يعيش المريض حياة طبيعية في حال المعالجة الصحيحة والالتزام بالعلاج، تابع قراءة المقال التالي للمزيد من التفاصيل عن داء أديسون وكيف تتم معالجته وما هي أهم أسبابه
محتويات المقال :
في مرض أديسون، لا تنتج الغدد الكظرية ما يكفي من هرمون «الكورتيزول-Cortisol» أو في كثير من الأحيان، هرمون «الألدوستيرون-Aldosterone».
أهم وظيفة للكورتيزول هي مساعدة الجسم على الاستجابة للتوتر، وكما أنه يساعد في تنظيم استخدام الجسم للبروتينات والكربوهيدرات والدهون؛ يساعد في الحفاظ على ضغط الدم ووظيفة القلب والأوعية الدموية، ويتحكم في الالتهاب.
أما يساعد الألدوستيرون الكليتين على تنظيم كمية الملح والماء في الجسم – الطريقة الرئيسية التي تنظم بها حجم الدم وتحافظ على ضغط الدم تحت السيطرة-.
نظرًا لأن أعراض مرض أديسون تتطور ببطء، فقد لا يتم التعرف عليها حتى يؤدي حدث مرهق جسديًا، مثل مرض آخر أو جراحة أو حادث، إلى تفاقم الأعراض بسرعة، وعندما يحدث هذا، يدخل المريض فيما يُعرف بأزمة أديسون، وتعتبر هذه الأخيرة حالة طبية طارئة لأنها قد تكون قاتلة.
صدمة: عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من تدفق الدم
ألم مفاجئ في أسفل الظهر أو البطن أو الساقين
قيء شديد وإسهال يتبعه جفاف
حمى وضعف وتعب
ضغط دم منخفض وفقدان الوعي
فشل العديد من الأعضاء، بما في ذلك الكلى، إذا تعذر استعادة الدورة الدموية.
تنجم معظم حالات مرض أديسون عن مشكلة في «الغدد الكظرية-Adrenal gland» نفسها وهو ما يسمى بـ (قصور الغدة الكظرية الأولي)، وتشمل الأسباب:
(قصور الغدة الكظرية الثانوي) الناجم عن مشكلة في الغدة النخامية أو مشكلة في الوطاء، وكلاهما يقع في وسط الدماغ، وهذا النوع يعتبر أقل شيوعًا.
تنتج هذه الغدد هرمونات تعمل كمفتاح ويمكنها تشغيل أو إيقاف إنتاج الهرمونات في باقي الجسم، حيث هرمون الغدة النخامية يسمى ACTH هو المفتاح الذي يقوم بتشغيل إنتاج هرمون الكورتيزول في الغدة الكظرية.
إذا كانت مستويات ACTH منخفضة جدًا، فإن الغدد الكظرية تظل في وضع الإيقاف ولا تفرز الكورتيزول.
سبب آخر لقصور الغدة الكظرية الثانوي هو الاستخدام المطول أو غير السليم لهرمونات الستيرويد مثل بريدنيزون، كما وتشمل الأسباب الأقل شيوعًا أورام الغدة النخامية وتلف الغدة النخامية أثناء الجراحة أو الإشعاع.
مرضى السرطان، وممن يتناول «مضادات التخثر-anticoagulants»، ممن يعاني الالتهابات المزمنة، الخضوع لعملية جراحية (إزالة أي جزء من الغدة الكظرية)، مريض يعاني من أحد أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض السكري من النوع 1 أو «مرض جريفز-Grave’s disease».
في كثير من الأحيان، يتم اكتشافه لأول مرة من خلال اختبارات الدم الروتينية في المستشفى أو عيادة الطبيب للتحقق من مستويات الصوديوم والبوتاسيوم.
سيتحقق الطبيب أيضًا من وجود فرط تصبغ أو سواد الجلد أو اللثة، وهي علامة على مرض أديسون طويل الأمد.
الطريقة الأكثر تحديدًا لتشخيص الحالة هي قياس مستويات الهرمونات في الدم قبل إعطاء هرمون ACTH وبعده.
الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH) هو هرمون في الدماغ، عند إطلاقه، يزيد من إفراز الكورتيزول من الغدد الكظرية، ولكن مع مرض أديسون (قصور الغدة الكظرية الأولي) لا تستطيع الغدد الكظرية الاستجابة لتحفيز الهرمون الموجه لقشر الكظر، وتظل مستويات الكورتيزول منخفضة.
يمكن أن يساعد قياس مستويات الكورتيزول و ACTH في تحديد ما إذا كان قصور الغدة الكظرية موجودًا، وإذا كان الأمر كذلك، فهل المشكلة تتعلق بالغدد الكظرية أو الدماغ.
يمكن أن يشمل تقييم مرض أديسون فحصًا بالأشعة المقطعية للغدد الكظرية للبحث عن عدوى أو سرطان أو نزيف في الغدد الكظرية، ويمكن إجراء اختبار السل أيضًا، لأن ما يصل إلى 20٪ من الحالات سببها السل، ومع ذلك، فإن الغالبية هي مناعية ذاتية.
من أجل علاج المرض، سيحتاج الطبيب معرفة النوع المسؤول عن الحالة، نظرًا لأن مرض أديسون ناجم عن نقص الهرمونات الطبيعية التي تنتجها الغدد الكظرية، فيمكن علاجه عن طريق تعويض تلك الهرمونات، من خلال إعطاء الهيدروكورتيزون، وهو هرمون ستيرويد، وإذا لزم الأمر، يمكن استبدال الألدوستيرون بالستيرويد الصناعي، أسيتات فلودروكورتيزون، ومن المهم الحفاظ على مستوى التوتر منخفضًا، إذ يمكن لأحداث الحياة الكبرى، مثل وفاة شخص عزيز أو أي صدمة أخرى، أن ترفع مستوى التوتر وتؤثر على طريقة الاستجابة للأدوية.
يكاد يكون العلاج دائمًا ناجحًا تمامًا، إذ يمكن للأشخاص المصابين بمرض أديسون أن يعيشوا حياة كاملة وطبيعية، ومع ذلك، من المهم حمل سوار تنبيه طبي وبطاقة هوية للطوارئ في جميع الأوقات والاحتفاظ بكمية صغيرة من الأدوية في العمل أو المدرسة، من الضروري معرفة أن فقدان جرعة واحدة يمكن أن يكون خطيرًا.
في المرضى المشتبه في إصابتهم بأزمة أديسون، يمكن إعطاء حقن الملح والسوائل وهرمونات القشرانيات السكرية على الفور حتى قبل تأكيد تشخيص مرض أديسون.
اقرأ المزيد حول: Pica أو ما يعرف باضطراب الأكل
إذا كنت تريد القيام برحلة ذهاب فقط إلى المريخ، فستستغرق حوالي تسعة أشهر، ولكن الرحلة…
حقق العلماء طفرة في تكنولوجيا التبريد، حيث قاموا بتطوير جهاز تبريد قابل للإرتداء يمكنه ضخ…
الخلية البشرية عبارة عن نظام معقد وظل لفترة طويلة لغزا للعلماء. ومع وجود عشرات التريليونات…
إن الرحلة إلى المريخ والعودة منه ليست بالرحلة التي تناسب ضعيفي القلوب. فنحن لا نتحدث…
اكتشف الباحثون ما يُعتقد أنه أقدم خريطة ثلاثية الأبعاد في العالم، حيث يعود تاريخها إلى…
قام الباحثون في جامعة جيمس كوك بالتحقيق في دور التعاطف في التفاعلات بين الإنسان والروبوت،…