الأنثروبولوجيا الاجتماعية هي فرع من فروع علم الإنسان، يدرس هذا العلم السلوك الاجتماعي من وجهة نظر مقارنة أنثروبولوجية. ويعد هذا الفرع من الفروع المهمة في علم الإنسان، لما له من أثر في تحليل أنماط البنى الاجتماعية في الثقافات المختلفة. كما يعمل هذا الفرع على باستخدام أساليب عملية وأمبريقية للتحقيق في الظواهر الاجتماعية المختلفة. [2]
محتويات المقال :
تعريف الأنثروبولوجيا الاجتماعية
تعرف الأنثروبولوجيا الاجتماعية بأنها العلم الذي يدرس تنوع المجتمعات البشرية في مختلف الأزمنة، والأماكن. وتبحث في دراستها هذه؛ عن القواسم المشتركة. وتتبع منهجًا ذو استراتيجية شاملة، تربط الظواهر المحلية بالعالمية، كما تربط بين الماضي والحاضر بهدف تقديم صورة واضحة عن المجتمعات البشرية. [5]
تتبع الأنثروبولوجيا الاجتماعية منهج المقارنة لوصف العادات المجتمعية، ويتم فحص البيئات الاجتماعية حول العالم من خلال الملاحظة والمشاركة في الحياة الاجتماعية. يبحث علم الإنسان الثقافي بالدرجة الأولى في تساؤلات مثل: كيف تختلف المجتمعات وتتشابه؟ وهذا من أهم الأسئلة التي يطرحها علماء الإنسان، ويتم النظر في بنية كل مجتمع وتوازن هيكله،من أجل فحص قواعد الرعاية الأخلاقية وأنماط التعاون في هذا المجتمع، وهذه الأخيرة توفر معنى لما قد يعتبره المراقب الخارجي أمرًا غريبًا عليه. [4]
أوجه التشابه والاختلاف بين الأنثروبولوجيا الاجتماعية وعلم الاجتماع
إن جميع العلوم الاجتماعية تمتلك روابطًا مشتركة فيما بينها، وعلم الإنسان “الأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع “السوسيولوجيا” يجتمعان في نقاط عدة وموضوعات بحث متقاربة إلى حد ما. صحيح أن كلا الاختصاصين يركزان على المجتمعات البشرية، وتركيبتها، وبنيتها. لكن عند التدقيق في هذين المجالين، نلاحظ أن هنالك اختلافًا واضحًا بين الفرعين، أبرز هذه الاختلافات طريقة النظر إلى الظاهرة الاجتماعية، والمنهجية المتبعة في دراسة الظاهرة. ومن أبرز التشابهات والاختلافات نذكر ما يلي:
1- إن اختلاف موضوع الدراسة يعد أمرًا جوهريًا، بالرغم من أن كلا العلمين متقاربين فهما يدرسان الإنسان وحياته الاجتماعية. إلا أن علم الاجتماع “السوسيولوجيا” يدرس المجتمعات، بينما يدرس علم الإنسان “الأنثروبولوجيا” الثقافات في المجتمعات.
2- يميل علم الاجتماع إلى الاهتمام بدراسة ظواهر اجتماعية ذات عمر كبير. بينما يدرس علم الإنسان ما يحدث الآن في الثقافة.
3- نوعية البيانات المستخدمة وطرق الحصول عليها، يحاول علم الإنسان تكريس وقت وجهد الباحث في الاندماج في المجتمع المدروس لفهمه. ويحصل على البيانات من الحياة اليومية مع الأفراد في المجتمع المدروس. [6]
أهم النظريات علم الإنسان الاجتماعي
تمتلك الأنثروبولوجيا الاجتماعية العديد من النظريات قال بها منظرين مختلفين، نذكر أهم هذه المدارس الفكرية في علم الإنسان الاجتماعي.
النظرية التطورية
إن المذهب التطوري من المدارس الفكرية شديدة الانتشار، ويعتمد على النظرية التطورية الداروينية. سيطرت المدرسة التطورية على الأفكار الأنثروبولوجية خلال الجزء الأخير من القرن التاسع عشر. وقد جادل البعض بأن نمو علم الإنسان كعلم مرتبط بتطور نظرية التطور. أي لا يمكن أن يتطور أي منهما بدون الآخر. كما يعد الباحثان إدوارد ب. تايلور ولويس هنري مورغان من أبرز مؤيدي هذه النظرية. [3]
نظرية الانتشار
وتعود هذه النظرية لبدايات القرن العشرين، واهتم أنصار هذه النظرية بتوضيح موضوع التطور المجتمعي وكون هذا التطور متفاوت حول العالم. أشار منظرو هذه المدرسة الفكرية بأن التغير الاجتماعي يحدث عندما تقوم المجتمعات باستعارة سمات ثقافية بين بعضها البعض، التي تنتشر بدورها من مكان لآخر. جادل منظرو الانتشار البريطاني المتطرفون نسبيًا، بأن جميع الحضارات قد نشأت في مصر وانتشرت لمجتمعات ثانية بالتدريج. ساعدت نظرية الانتشر في فهم الحضارات الكلاسيكية القديمة، إلا أن هنالك العديد من المآخذ على هذه النظرية عند تطبيقها في عصرنا هذا. [3]
الخصوصية التاريخية
تطورت هذه النظرية كرد فعل على نظرية التطور أحادي الخط، وذلك في أوائل القرن العشرين. من رواد هذه النظرية العالم فرانز بوا، وقدمت هذه المدرسة الفكرية أجوبة لمواضيع مثل وجود التشابه والاختلافات بين المجتمعات، وقد أثر هذا الأمر على تطور الأنثروبولوجيا في هذه الفترة. كما عارض بوا نظرية التطور أحادي الخط بشكل شديد، وطرح حاجة البحث الإثنروغرافي الميداني التجريبي لفهم ثقافة كل مجتمع، وتؤكد هذه النظرية أن لكل مجتمع تطوره التاريخي الخاص. [3]
إن موضوع الأنثروبولوجيا الاجتماعية من المواضيع التي تلقى اهتمامًا كبيرًا ومتزايدًا في عصرنا الحالي، فكلما زادت حدة الأحداث والظواهر الاجتماعية العالمية كلما زادت الحاجة لمعرفة وفهم وتفسير هذه الظواهر الثقافية والاجتماعية.
المصادر:
1- coart.uobaghdad
2- anthro.ox
3- aranthropos
4- ukessays
5- anthropology
6- e3arabi
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :