Ad

واحدة من أهم العلامات التي تجذب الناس إليك هي مظهرك العام، ويندرج تحتها مدى صفاء ابتسامتك. فكيف لو كانت تلك الابتسامة تشوبها بعض التصبغات؟ تعتبر شكوى المرضى لطبيب الأسنان من اصفرار أسنانهم أو بعض التصبغات الأخرى شكوى تجميلية. فقد تتعجب من أن بعض التصبغات تعتبر طبيعية، ولا تؤثر على صحة الأسنان كالاصفرار الطبيعي الناتج عن التقدم في العمر. ولكن هناك تصبغات داخلية وخارجية قد تكون علامة على وجود مشكلة ما في الأسنان، وتحتاج تدخل طبي لحل تلك المشكلة. ولو لاحظت، ستجد أن مشكلة التصبغات تلك، يعاني منها البالغين بكثرة لعدة أسباب سنتعرف عليها. وستتعرف كذلك إلى كيفية إزالة تلك التصبغات، وطرق الوقاية منها.

ما هي أسباب تصبغات الأسنان؟

تختلف تصبغات الأسنان في حدتها باختلاف العوامل التي تسببت في تلك التصبغات، فقد قسمها العلماء إلى عوامل خارجية وعوامل داخلية. وتختلف كذلك طرق الوقاية والعلاج باختلاف العامل الذي تسبب في تلك التصبغات.

التصبغات الخارجية

تتسبب العوامل الخارجية في صبغ طبقة المينا التي تحيط بالأسنان من الخارج، وتختلف من إصفرار بسيط حتى تصل إلى البني والأسود. وربما تكون تلك التصبغات مصاحبة لبعض الأضرار التي قد تحدث للسطح الخارجي للأسنان، كبعض الخدوش.

ويعتبر التدخين واحد من أبرز العوامل الخارجية التي تسبب تغير لون الأسنان الطبيعي إلى الأصفر الداكن، حتى البني والأسود كذلك. وعادة ما تكون تلك التصبغات بارزة في الجزء الخلفي من الأسنان، نظرًا لطريقة وضع السيجارة في الفم وتركز الدخان والحرارة في تلك المنطقة. وكلما طالت مدة وجود التبغ داخل الفم، زاد اختراق التصبغات إلى طبقات أعمق في مينا الأسنان، ويعد مضغ التبغ إحدى الأمثلة على ذلك.

كما أن الكافيين كذلك من العوامل الخارجية الشائعة التي تؤدي إلى تصبغات الأسنان، وكلما زاد تناول الشخص للشاي والقهوة، زادت تصبغات أسنانه. ويعاني مدمني الشاي والقهوة من اصفرار أسنانهم ووجود بعض التصبغات البنية والسوداء التي تعكر عليهم صفو ابتسامتهم. ويوجد كذلك العديد من الأطعمة التي تحتوي على ملونات، والتي تتسبب في صبغ الأسنان، وقد يصعب تجنبها. ولكن من الجدير بالذكر أن هناك طرق للوقاية وعلاج التصبغات الخارجية بشكل سهل وسلس.

التصبغات الداخلية

تعتبر التصبغات الداخلية أشد صعوبة من تلك الخارجية، وذلك لأنها تمتد إلى الطبقة الأعمق من طبقة المينا، وهي «طبقة العاج-Dentine». ويعتبر دواء «التتراسيكلين-Tetracycline» أحد العوامل المسببة للتصبغات الداخلية. وتزداد درجة التصبغ، كلما زادت الجرعة والمدة التي يتعرض لها المريض. وتصبح الأسنان أكثر حساسية للتصبغات بالتتراسيكلين في مراحل تكون الأسنان اللبنية والدائمة. وتحدد تلك الفترة بين الثلث الثاني في أشهر الحمل للجنين، وحتى عمر 8 سنوات بعد الولادة.

مراحل التصبغ بالتتراسيكلين

وينقسم تصبغ الأسنان بالتتراسيكلين إلى 4 مراحل، تحددها مدة وجرعة التعرض للدواء. في المرحلة الأولى تكون الأسنان صفراء، وفي أحيانٍ أخرى رمادية أو بنية، ولا وجود لأي اختلاف على سطح السن أو وجود خطوط مركزة من تلك الألوان. بل تكون الأسنان ذات لونٍ موحد، وتستجيب بشكل فعال إلى التبييض في جلستين إلى ثلاث جلسات.

ثم تكتسب الأسنان لون رمادي داكن في المرحلة الثانية، وكما في المرحلة الأولى، لا يلحظ المرضى على أسنانهم أحزمة من التصبغات. ويمكن للمرضى في تلك المرحلة كذلك أن تتم معالجة تصبغات أسنانهم بواسطة التبييض في أربع إلى ست جلسات.

أما المرحلة الثالثة والرابعة، فتكون الأسنان ذات تصبغات أشد، وقد تلاحظ بعض التصبغات الزرقاء زائدة على التصبغات الأخرى. وعادة لا تستجيب الأسنان في المرحلة الرابعة للتبييض، أما في المرحلة الثالثة فتكون استجابتها أقل من المرحلة الثانية. ولا يمكن إزالة جميع تصبغات المرحلة الثالثة بالتبييض فقط. لذلك فإن الحل في كلتا الحالتين يكون عن طريق التركيبات التجميلية للأسنان.

ويعد كذلك التعرض بشكل كبير إلى الفلورايد، أحد العوامل التي تسبب التصبغات الداخلية في فترة تكون الأسنان خاصةً. وتختلف شدتها بين تصبغات بسيطة، إلى ثغور صغيرة في طبقة المينا، والتي تتسبب في تجميع الملونات، فتكون الأسنان بين البنية والرمادية. في مراحل التعرض البسيطة للفلورايد، يكفي المريض أن يقوم بجلسات التبييض، وكلما زاد الضرر تحولت خطة العلاج إلى التركيبات.

أسباب أخرى للتصبغات الداخلية

وقد تحدث التصبغات الداخلية نتيجة لآفة في «لب الأسنان-tooth pulp». وقد تحدث تلك الآفة نتيجة لأذى في السن يتبعه «رضّ-Trauma». حيث يتكسر الهميوجلوبين نتيجة للرض أو الصدمة، ويتجمع الدم داخل السن في طبقة العاج مما يؤدي إلى تلون السن باللون الوردي، ومع الوقت يتحول للبني وأخيرًا الأسود. أما إذا أصيب السن بأي آفة أخرى كالتسوس العميق، أو الآفات المتكونة حول جذور السن، فيتحلل لب السن ويتعفن ويسبب تلونه باللون الرمادي. وفي كلتا الحالتين فإن العلاج يجب أن يبدأ بعلاج جذور الأسنان أولًا.

طرق الوقاية والعلاج من تصبغ الأسنان

قد تكون الوقاية من التصبغات أمر شبه مستحيل، وذلك لأن التقدم بالعمر وحده دون عوامل أخرى يتسبب في تغير لون الأسنان. ولكن يمكنك مع العناية بنظافة الأسنان، والتقليل من الأطعمة والمشروبات الملونة، وبالتأكيد الابتعاد عن التدخين من تقليل تقدم التصبغات والمحافظة على صحة ولون الأسنان. إذ أن تجنب السبب يعد من أهم سبل الوقاية، فمثلًا دواء التتراسيكلن يعد من الأدوية المحظورة على الحوامل، ونسبة الفلورايد التي يتعرض لها الجنين والطفل يجب أن تكون في النطاق الطبيعي. ومشاكل الأسنان من تسوسات وأمراض لثة يجب الالتفات لها ومعالجتها بشكل دوري.

يمكن إزالة التصبغات السطحية عن طريق تنظيف وتلميع الأسنان بواسطة طبيب الأسنان بشكل دوري على مدار العام. في عدد زيارات يحددها الطبيب، عادة تكون مرة كل ستة أشهر. وفي بعض حالات التصبغ الناتجة عن التعرض بشكل كبير إلى الفلورايد، فإن «الكحت الدقيق-Micro Abrasion» مع التبييض، قد يكون حلًّا فعال بديل عن التركيبات، وأكثر حفاظًا على طبقة المينا. وبعد إزالة طبقة دقيقة من المينا، يضاف لها معجون وقائي من الفلورايد لتقوية سطح الأسنان.

أما في حالات التصبغ العميق فإن العدسات التجميلية تعد حلّا لتلك المشكلة، بعد إزالة طبقة من المينا، والتي تكون قد تعرضت إلى التصبغات بشكل كبير. وفي الحلات التي تعاني من تصبغات شديدة، فإن التركيبات التاجية تعد هي الحل لتلك المشكلة. ولكن العديد من المرضى لا يفضلون أن تبرى أسنانهم بشكل كامل، ويفضلون الحلول الأقل ضررًا لسطح الأسنان الطبيعي.

ويعتبر التبييض هو العلاج الأمثل والرائج في الوقت الحالي لمشكلة التصبغات، وكذلك الأكثر حفاظًا على طبقة المينا من حلول التركيبات. وهو حل فعال للأسنان سواء كانت عادية أو تعرضت لعلاج الجذور. وتعطي جلسات التبييض شكل مرضي بدرجة كبيرة للمرضى، وتناقش خطة العلاج وطرق المحافظة على الأسنان مع الطبيب للمحافظة والاستفادة من التبييض لأطول فترة ممكنة.

المصادر:

Research Gate

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Yasmin Awad
Author: Yasmin Awad

طبيبة أسنان وصانعة محتوى

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

Yasmin Awad

طبيبة أسنان وصانعة محتوى


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *