Ad

تُخصص العطلات تقليديًا للأنشطة أو مشاهدة المعالم السياحية مثل تناول المعجنات الباريسية تحت برج إيفل، أو التزلج على الجليد في مركز روكفلر بمدينة نيويورك، أو الاستلقاء بجانب حمام السباحة في بالي. لكن تقدم سياحة النوم الإجازات لغرض وحيد هو الحصول على نوم جيد. يمتد الاتجاه الناشئ إلى خارج صناعة السياحة الصحية العالمية (global wellness tourism)، التي تفيد التقارير أن قيمتها تزيد عن 800 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم ومن المتوقع أن تزدهر. تظهر أماكن النوم الفاخرة وأجنحة النوم في الفنادق في جميع أنحاء العالم ليحصل السياح على بعض الراحة والاسترخاء والانتعاش التي هم في أمس الحاجة إليها. ولكن هل تحتاج حقًا إلى مغادرة المنزل للنوم؟

كيف تؤثر قلة الراحة على صحتنا؟

الحرمان المزمن من النوم هو أزمة صامتة تؤثر على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن 1 من كل 3 بالغين لا يحصل على قسط كافٍ من النوم، وهذا العدد آخذ في الارتفاع. وفي الولايات المتحدة وحدها، يكلف الحرمان من النوم الاقتصاد أكثر من 400 مليار دولار سنويًا. إن عواقب الحرمان المزمن من النوم بعيدة المدى، ولا تؤثر على صحتنا الجسدية فحسب، بل تؤثر أيضًا على صحتنا العقلية ونوعية حياتنا بشكل عام.

عندما لا نحصل على قسط كاف من النوم، فإن أجسادنا تدفع الثمن. تضعف أجهزتنا المناعية، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل نزلات البرد والأنفلونزا. تتعرض أنظمة القلب والأوعية الدموية لدينا لضربة قوية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. تعاني أدمغتنا أيضًا، مما يضعف وظيفتنا الإدراكية والذاكرة وتنظيم الحالة المزاجية. ويمكن أن تكون آثار الحرمان من النوم مدمرة، إذ تؤدي إلى القلق والاكتئاب وحتى الوفاة المبكرة.

ولكن لماذا نحن محرومون من النوم؟

أصبحت الحياة الحديثة بمثابة علاقة مستمرة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. حيث تبقينا الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي والإشعارات المستمرة مستيقظين ومتصلين طوال الوقت. نحن نضحي بالنوم من أجل الإنتاجية، ونضحي بالراحة من أجل النشاط. العواقب وخيمة، وقد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإعطاء الأولوية للنوم باعتباره عنصرًا حيويًا في صحتنا العامة.

سياحة النوم

علم النوم

في اليونان القديمة، كان الفيلسوف أرسطو يعتقد أن النوم هو وسيلة للجسم لاستعادة نفسه. بينما في مصر القديمة، كان ينظر إلى النوم كوسيلة للتواصل مع الآلهة.

وفي القرن التاسع عشر، عندما بدأ العلماء في دراسة النوم بشكل أكثر منهجية. كان اكتشاف الجهاز العصبي من قبل عالم وظائف الأعضاء الألماني فيلهلم هيس في عام 1891 بمثابة نقطة تحول مهمة في أبحاث النوم. وقد مهد عمله الطريق لعلماء المستقبل لاستكشاف أسرار النوم والأحلام.

في القرن العشرين، قام ناثانيال كليتمان، الذي يشار إليه غالبًا باسم “أبو أبحاث النوم الحديثة”، باكتشافات رائدة حول المراحل المختلفة للنوم. كشف عمل كليتمان أن النوم يتكون من مراحل مختلفة، بما في ذلك نوم حركة العين السريعة (REM) وحركة العين غير السريعة (NREM)، والتي لها تأثير كبير على وظائف المخ والصحة العامة.

ظهور سياحة النوم

تزدهر صناعة سياحة النوم، وتبذل الفنادق قصارى جهدها لتوفير تجربة النوم المثالية لضيوفها. ولكن ما الذي يجعل خلوات النوم الفاخرة هذه فعالة للغاية؟ ولا يقتصر الأمر على وسائل الراحة الفاخرة مثل الأسرة الذكية التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، والستائر المعتمة. يكمن مفتاح النوم الجيد ليلاً في تجهيز وتحسين غرفة النوم، وهو جانب مهم من جوانب النوم الصحي.

من خلال خلق بيئة مريحة وهادئة، تستطيع الفنادق التخفيف من الاضطرابات التي نواجهها غالبًا في المنزل. حيث يتم ترك الضغوطات مثل ضغط العمل ومسؤوليات الرعاية والاضطرابات الليلية مثل أعمال البناء أو الحيوانات الأليفة. مما يسمح لأجسامنا بالاسترخاء وإعادة الشحن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعدنا تغيير المشهد والخروج من الروتين على الاسترخاء وتقليل الضغوط.

توفر الفنادق أيضًا خدمات إضافية مثل جلسات التأمل للاستعداد للنوم وبطانيات الوزن وقوائم الوسائد لتعزيز تجربة النوم. لكن الأمر لا يتعلق فقط بوسائل الراحة؛ يتعلق الأمر بخلق بيئة مواتية للنوم تسمح لأجسامنا بالتعافي من ضغوط الحياة اليومية. ومن خلال الجمع بين هذه العناصر، تستطيع الفنادق توفير تجربة نوم يصعب تكرارها في المنزل. مما يجعل سياحة النوم عرضًا مغريًا لأولئك الذين يتوقون إلى ليلة نوم جيدة.

هل يمكن للفندق الفاخر أن يوفر نومًا أفضل حقًا؟

على المدى القصير، يمكننا تحقيق النوم الجيد، ويمكن أن يحدث هذا عندما يتراكم ضغط النوم (sleep pressure). وهذا يدفع دماغنا إلى النوم لفترة أطول في الليلة التالية. ومع ذلك، في حين أن تعويض سهر الليلة الماضية يمكن أن يخفف من ضغط النوم، فإنه لا يعكس آثار النوم القصير على الدماغ والجسم. النوم كل ليلة مهم لجسمنا للتعافي ولأدمغتنا لمعالجة أحداث ذلك اليوم.

5 نصائح لنوم مريح أثناء الليل

الحقيقة هي أن النوم الصحي لا يتطلب جواز سفر. في الواقع، العامل الأكثر أهمية في الحصول على نوم جيد ليلاً ليس الأدوات أو المناطق الفاخرة، بل العادات والروتين الذي نرسيه في منازلنا.

من خلال إجراء بعض التغييرات البسيطة على روتيننا اليومي وبيئات نومنا، يمكننا تحسين نوعية نومنا بشكل كبير والاستيقاظ ونحن نشعر بالراحة والانتعاش. يتضمن ذلك:

  • تجنب الضوء الاصطناعي الساطع في المساء.
  • جعل أسرتنا مريحة قدر الإمكان.
  • استخدام أغطية النوافذ المعتمة.
  • الحفاظ على درجة حرارة الغرفة مناسبة.
  • إنشاء روتين مسائي للاسترخاء، واستخدام المواظبة كمفتاح لروتين نوم جيد.

من خلال دمج هذه العادات في حياتنا اليومية، يمكننا تحقيق فوائد النوم في المنزل دون دفع ثمن باهظ. في النهاية، على الرغم من أن الفندق الفاخر قد يكون قادرًا على توفير بيئة نوم أفضل، إلا أنه ليس بديلاً عن إعطاء الأولوية للنوم الصحي المنتظم في المنزل. تفضل أجسامنا الروتين، وقد يكون للتنوع في أنماط نومنا آثار سلبية. من خلال تحسين بيئة نومنا وممارساتنا في المنزل، يمكننا الحصول على نوم جيد كل ليلة، دون الحاجة إلى السفر إلى فندق فخم.

Sleep tourism’ promises the trip of your dreams. Beyond the hype plus 5 tips for a holiday at home / the conversation

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


صحة

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 278
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *