يطرح فيلم Inception فكرة الولوج إلى الأحلام البشرية. تلك الفكرة التي بقيت خيالًا علميًا لسنوات ربما قد تصبح حقيقةً اليوم . فقد أظهرعلماء من أربع دول مختلفة أنه من الممكن التواصل مع الناس أثناء حلمهم. أو على الأقل يمكن أن يحصل ذلك في أوقات معينة خلال فترة الحلم. وحسب ما ورد عن العلماء، فإن الحالمين كانوا قادرين على الرد على الأسئلة الموجهة إليهم بنعم أو لا، والإجابة على مسائل رياضية بسيطة من خلال حركات الوجه والعين. كما أن بعضهم تذكر ما سمعه من أسئلة أثناء الحلم. فهل تمكن العلماء حقًا من الدخول إلى أحلامنا؟
محتويات المقال :
القفز بين الأحلام
تأخذنا الأحلام من واقعنا إلى واقع مختلف. ومن غير المتوقع أبدًا أن يتمكن شخصٌ من الرد عليك من داخل حلمه حي قادرًا على إدراك الأسئلة وتقديم إجابات لها. لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة Current Biology تُظهر أنه ، في الواقع ، يمكنه ذلك.
في حين أن الأحلام هي تجربة شائعة، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من تفسيرها بشكل كافٍ بعد. كما أن الاعتماد على سرد الشخص للأحلامه لا يجدي نفعًا فهو سينتهي في اغلب الأحيان بالعديد من التفاصيل المشوهة والمنسية.
لذلك أجريت دراسة جديدة لمحاولة التواصل مع الناس أثناء مرحلة الأحلام الواضحة، فالحاجة إلى أخذ ردود فعل من الأشخاص أثناء نومهم. بدلاً من الاعتماد على ملاحظاتهم عندما يستيقظون كانت ضرورية للغاية لفهم ماهية الأحلام بشكل دقيق.
يقول عالم النفس 《كين بالير- Ken A. Paller》 المشارك في الدراسة جديدة أن الأفراد أثناء مرحلة حركة العين السريعة يمكنهم التفاعل والتواصل مع محيطهم وقد دعى ذلك بمرحلة الحلم التفاعلي. وأن الحالمين قادرين على فهم الأسئلة والإجابة عنها في فترة الحلم.
شملت الدراسة 36 متطوعًا. حاول فريق بالير تدريب جميع المتطوعين لبدء حلم واضح عند سماع صوت معين أثناء النوم. قسم المتطوعون إلى مجموعات حسب طريقة التواصل. استخدمت بعض الفرق الكلمات أو النغمات المنطوقة للتواصل، اعتمد آخرون على الأضواء الساطعة أو لمس النائمين بخفة. وقد تمت مراقبة المتطوعين من خلال قياسات نوم نموذجية مثل مخطط كهربية الدماغ، القادر على تسجيل نشاط الدماغ.
إتصال ثنائي الاتجاه
خلال 57 جلسة نوم، أشار المشاركون إلى أنهم دخلوا في حلم واضح بنسبة 26٪ من الوقت. في هذه الجلسات الناجحة، تمكن العلماء من الحصول على إجابة صحيحة واحدة على الأقل لسؤال من عدة أسئلة وقد حصل ذلك عبر حركات عين الحالم أو التواءات الوجه. بشكل عام، من بين 158 مرة حاولوا فيها التواصل مع شخص في حلمه خلال هذه الجلسات، حصلوا على معدل استجابة صحيح بنسبة 18٪ (حوالي 60٪، لم تكن استجابة).
تقول عالمة الأعصاب كارين كونكولي إن هذا البحث هو نتيجة أربع دراسات مختلفة وقد جمعت النتائج معًا من أربع مختبرات وباستخدام مناهج علمية مختلفة تم التوصل إلى ظاهرة الاتصال ثنائية الاتجاه هذه.
يحصل الإتصال ثنائي الإتجاه بين الشخص النائم والشخص الذي يحاول أن يتواصل معه أثناء الحلم. وعادة ما يتم إيقاظ الأفراد المشاركين في الدراسة بعد استجابة ناجحة من أجل أن يبلغوا عن أحلامهم. في بعض الحالات، تعرف المتطوعون أثناء حلمهم على المدخلات الخارجية أو علموا أنها من خارج نطاق الحلم بطريقة ما. فبعضهم أحس أن أصوات الباحثين آتية من خلال شيء ما داخل الحلم (مثل الراديو).
اقرأ أيضًا: هل استطاع إنسان النياندرتال التكلم مثلنا؟
تطويع الأحلام
يحسن هذا البحث بشكل كبير فهمنا لما يحدث لأدمغتنا عندما نحلم. يمكن أن يعلمنا في النهاية كيفية تطويع أحلامنا – لمساعدتنا في تحقيق هدف معين، على سبيل المثال، أو لعلاج مشكلة خاصة بالصحة العقلية. كما يمكن أن يكون هذا البحث مفيدًا في الدراسة المستقبلية للأحلام والذاكرة ومدى أهمية النوم لإصلاح الذكريات.
الأمل هو أن تسمح هذه التقنية للباحثين مثل Paller بالاقتراب قليلاً من حل ألغاز أحلامنا وكيف يمكن أن تؤثر على وعينا. بمرور الوقت، قد يتم تطبيق هذا البحث لتحسين حياة الناس عبر تحسين عادات نومهم وأحلامهم. وقد يمنحنا هذا البحث أيضًا طريقة لنتحكم بما نراه داخل أحلامنا.
المصادر
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :